دموع التماسيح

[ALIGN=CENTER]دموع التماسيح [/ALIGN] من بين الأماكن يعلق ذلك المكان في الخاطر والنفس.. ومن تلك الوجوه تلتصق بمركز الذاكرة تلك الملامح والتفاصيل.. اناس محبوبون.. وآخرون لا تستطيع تذكرهم بقدر ما تتشبث أعمالهم المنفرة جسد الذاكرة تتساقط وتنزل كما «تنحت الأشواك بأيدي المتألمين» من التحامها بسطح الجلد والملبس».. أن تدمع أعين البعض ربما يبقى الوقت عالقاً بالذاكرة لفداحة ما أبكاها وأسال دمعها.. وان الآخر لا يحتمل الا أن يتذكر هذا البكاء خاصة وان جاء من رجال لهم من الهمة موقع.. اما من بكى من أجل حدود ذاته فإن الأمر يختلف… نعم فليبك كل من له ذرة وطنية إن آل أمر هذه البلاد إلى الانفصال ما بين الشمال والجنوب فقد يجعل ذلك من مكان كان اسمه السودان مكاناً آخر لا تعرف له من الذاكرة الا انه كان ممتداً متنوعاً حتى ان لم يجد البعض حرجاً في أن ينفصل السودان ويتشظى… أم البكاء الحار بعد مسيرة أوصلت إلى ما آل اليه الحال يعني ان الذهن كان غائباً عما يفضي إليه تسلسل الحال.. فالطريق الذي آخره دموع لا تقل غير حقيقية ولكنها لم تصادف الوقت المناسب فالحق إن العين لتدمع وان لفراق شطر ونصف الوطن لمحزونون ان انفصل جنوبه عن شماله.. وما أحوجنا للدموع عندها.. دموعاً حقيقية وغير حقيقية والأخير التي تعرف بدموع التماسيح التي يضرب بها المثل والتي هي ليست دموعاً وإنماً بقايا المياه التي تعيش فيها هذه التماسيح وما أشد الألم ان توصف أو توصف دموع الآخر بأنها دموع تماسيح… ما أروع ان نبكي على أوطاننا بحق وزيف.. وكم بقي من الزمن حتى نحقن الدموع في قنواتها… نعم لن يرحم التاريخ والزمن من أسهم ويسهم في الأحداث الجسام.

ü آخر الكلام

.. نعم يبكي الرجال صدقاً عندما يدركون أن كل أدواتهم القوية قد عجزت من إدراك ما يصبون إليه وما تبقى أمامهم إلا الدموع الحقيقية.. فقد أعيت دموع التماسيح الذين لم يستطيعوا حتى إثارة قنواتهم الدمعية لهذه الأحداث المؤثرة جداً.. وما أحوجنا لبكاء الرجال الحار حرارة أحداث هذا الوطن.

سياج – آخر لحظة – 1423
fadwamusa8@hotmail.com

Exit mobile version