وكما ذكرت آنفاً فان الصدفة تصنع بعض القادة أمثال التجاني سيسي الذي هبط فجأة من وظيفتة في الامم المتحدة الي مقر المفاوضات بالدوحة، والذين يعرفون السيسي يعلمون انه مستشار بالامم المتحدة أكبر منظمة عالمية، وبالتالي فهو لا يحتاج للمال او السلطة فلماذا زج به في هذه المفاوضات، ولماذا تجاني سيسي تحديداً وكل قادة الحركات موجودين، في الداخل او الخارج، ومن أين جاءت التحرير والعدالة، هل هذه مسرحية سبق وان أُعد طبخها جيداً من جهات معلومة لتوصيل رسالة ما؟، وكيف يمكن لمستشار أممي ان يكون قائداً لحركة متمردة، نحن نعلم ان كثيرون ممن ينتمون لحركتة يرفضون شخصه بإعتبار انه لا يمثل الطبقات الضعيفة والمحتاجة بدرافور وبالتالي ليس لسان حال نازحي وساكني معسكرات دارفور ذوي الحال البائس.
ولابد من الأشارة الي حالة مناوي والعزلة التي يعيشها منذ ان سقط أسمه من التشكيل الوزاري الأخير بحسبان جاء الي القصر عبر البندقية، وليس اسهل عليه ان يعود الي البندقية مرة أخري، ولكن اذا كان مناوي قد جاء للحكم من باب الكفاءة والمقدرة علي الإدارة، لكنا عذرناه في هذا (الحرد) الغير مبرر، ولكنة أتي الي القصر متمرداً ومدعياً ان هذا إستحقاق وليس عطية مزين من الحكومة، وذلك يقودنا لطريق آخر، ماذا فعل مناوي لأهله في دارفور، وماذا جنت دارفور من الفترة التي قضاها أركو كبيراً لمساعدي الرئيس، هل توقفت الحرب في دارفور، وهل عاد النازحون الي قراهم، وهل إنصلح الحال المائل الذي أصبح ملهاة حزينة للعالم، دعنا من مناوي ولنتسأل مرة أخري اين موسي هلال، أحد اساطين دارفور ومحركي ما يحدث فيها وكان زعيماً للجنجويد ومطلوب دولياً، اين دوره في الحد من ازمات دارفور، وهل يكفي ان يكون مستشاراً دون عمل واضح وهو الأن عضواً برلمانياً فاز بالتزكية فماذا قدم لأهله تجاه هذا الفوز، واين هو من المفاوضات، فدوره ضبابياً وغير معروف.
قضية دارفور تحتاج لدراسة وافية حتي نخرج بنتائج واضحة حول اساس المشكلة لانني أشك في ان يكون الكتاب الأسود هو احد متفجرات هذه الأزمة واشك ايضاً في ان تكون السلطة هي احد المسببات، لأن ابناء دارفور منتشرون علي كافة الأصعدة ولا يعانون من متلازمة السلطة، يبقي ان نقول ان دارفور كانت ضحية لتصفية حسابات بين جهات بعينها تعلم ما تريد، جهات خارجية وأخري داخلية، فلماذا (تمسكون في البردعة وتتركون الحمار).
مرايا أخيرة :
حركة التحرير والعدالة مثل النائحة المستأجرة، فهي حركة موظفين، بخلاف العدل والمساواة التي توصف بأنها حركة مكانزيم سياسي.
مرايا
aminafadol@gmail.com