تحالف مـُبتكر بين الشماسة وكبار التجار بالخرطوم

تشهد بعض أحياء الخرطوم المخملية تحالفاً غريباً ومبتكراً بين فئتين متنافرتين لا تجمع بينهما وشيجة قربي ، الفئة الاولى من التحالف مجموعة مقدرة من المشردين وملازمي الارصفة الذين يقضون نهارهم وبقية ليلهم ينشبون بقايا وفضلات ( البني ادمين النضيفين ) علهم يظـُفرون منها ما يقيهم الجوع الكافر ، ولا يتورعون عن ممارسة ثلاثية ( الخطف والنهب والعدو بالغنيمة ) . ويؤرق الطرف الاخر من التحالف وهم تجار ورجال اعمال يديرون مطاعماً سياحية وكافتيريا عصية على الطرف الاول من التحالف ،وتتابع صحيفة حكاية ، يجمع هذين النقيضين ( المصلحة ) فالطرف الثري مشغول بالبحث عن افضل الوسائل لحماية ممتلكاته وزباينه وزواره من السرقة او الخطف ، او مجرد تعكير أمزجتهم لذلك اقام التحالف الجهنمي ويلتزم فيه الطرف الثاني بتقديم وجبات خفيفة او بقايا وجبات نظيفة للطرف الاول مقابل قيامه بمهمة ( بودي قارد ) يبعد ممتلكات المحل وزبانئه وسيارتهم عن ايدى (الشفوت والشماسة ) الاخرين المتلصيين بالمكان ، وقد تزيد المهام قليلاً لتشمل استعادة المسروقات التي فقدها المحل او زبائنه مقابل زيادة في العلف المقدم لهم ، ويلغي التحالف الجديد كل النظريات والافكار عن صراع وصدام الطبقات المقهورة ضد الطبقات الطفيلية ، والتحالف فكرة تفتقت عنها عبقرية احد رجال الاعمال ، وتلفقها الاخرون لتعمم على المحلات الاخرى ضمن سياق ( إستنساخ الافكار ) المعروف عن الاسواق السودانية وبسبب التحالف غير المسبوق فإن وجود ذوي ( الثياب الرثة ) او المشردين قريب من فندق فخم او كافتيريا خمسة نجوم ، لا يعني ان التشرد وحده هو الذي ساقهم للمكان بل يمكن ان القول انهم ( موظفون ) بداوم كامل يقومون بمهمة حارس الامن الخفي والمراقب الحصيف الذي تلتقط عيناه اي يد تمتد خلسة مقابل لقمة طعام او كرته مضمونه

Exit mobile version