* ففي الوقت الذي تطرح فيه الحكومة مبادرة اهل السودان وسط مبادرات سياسية سابقة ومتزامنة وتعقد الحكومة مؤتمرا للتخطيط الاستراتيجي القومي يدور فيه حديث عن الحكم الراشد والتنمية المستدامة والهوية والمواطنة وسط ركام من التطلعات المشروعة وتتحرك الحكومة نحو الجنوب للمشروع في دفع عملية التنمية هناك، تجري احداث مأساوية لا تعيدنا الى الواقع المؤلم فقط وانما تقودنا للاسف الى مربع ما قبل السلام.
* ان ما جرى في معسكر كلمة بغض النظر عن الروايات المختلفة والاسباب التي يسوقها كل طرف يعود بنا الى اجواء الحل العسكري الذي فشل من قبل في حل قضية الجنوب وحتما فإنه لن يحسم قضية دارفور.
* كما ان حادث اختطاف طائرة الايربص التي كانت في طريقها من نيالا الى الخرطوم لا يخرج من هذه الدائرة الشريرة التي خلفتها تداعيات استمرار النزاع في دارفور كما لا يمكن فصله عن ما نشرته صحيفة khartoum monitor امس عن تنظيم مسلح سمى نفسه بالفدائيين، فكل هذا للاسف يعود بنا للوراء ويعطل مسيرة السلام والتنمية والديمقراطية.
* وفي هذا نتفق مع رئيس مجلس تشريعي الجنوب جيمس واني عندما قال امس في جوبا ان اهل السودان ادرى بشعابهم وان المشاكل السودانية لا بد ان تحل سودانيا.
* ونضيف بأنه لا مفر من اشراك كل الاحزاب والتنظيمات والحركات المسلحة (السياسية) لتحقيق السلام في دارفور ومن ثم الانتقال الى التسوية السياسية الشاملة التي تعبر بنا نحو توحيد السودان سياسياً وتنموياً واجتماعياً، بعيداً عن كل مظاهر العنف والعنف المضاد.
كلام الناس – السوداني – العدد رقم 1002 – 2008-08-28 [/ALIGN]