فالمحافظة على كتمان الأسرار من أصعب الأشياء التي يمكن أن يتحملها الإنسان، والحاجة إلى إفشاء إحداها شيء يثقل كاهل الضمير الشخصي لوجود أسباب كثيرة، فإذا شعرت أنك بحاجة إلى الاعتراف بسر لا تفعل ذلك بتهور أو بشعور يسيطر الغضب عليه، إنما يجب التفكير به مليا، ثم اعترف بسرك إلى الشخص المناسب في الوقت المناسب.
مفهوم كلمة سر:
السر هو شيء ما يمكن مقارنته بذنب ارتكبته، تذكر دائما أنك عندما تقرر الاعتراف به يكون لديك إيمان تام بأن من ستعترف له سوف يحفظه، ويبقى بينك وبينه وبين الله، لكن تظل تسأل نفسك مرارا هل ستفشي سرك ذات يوم وتعترف بما ارتكبت من ذنب؟ نقول لك أن هناك نوعا من الأسرار التي لايمكنك الإبقاء عليها في الخفاء.
لتعترف بالسر عليك التحلي بالصفات التالية:
– القدرة على تكييف النفس مع ما تواجهه من ظروف.
– الجدية.
– البساطة.
– الشجاعة.
ودائما يكون من العسير أن تعترف بمشاعرك لشخص ما حتى لو كان بداخلك إحساس أنك مقبول من جانبه، وإذا لم تكن على علم بذلك تصبح الأمور شديدة الصعوبة وتسوء وفقا لعمرك، فإذا كنت شخصا بالغا يصبح كل شيء أكثر تعقيدا، فمثلا كونك شخص ذو مكانة أو موقع هام، أو لا تملك المال، تصبح المشكلات مأساوية بصورة كبيرة.
قبل الاعتراف واجه نفسك بالأسئلة التالية:
1- هل احتفاظك بالسر يسبب الأذى لشخص ما بريء؟
2- هل الإبقاء على السر يضر أكثر مما يفيد؟
3- هل يتضمن هذا السر شيئا غير شرعي أو منتهك للقانون؟
4- هل الاحتفاظ بالسر يعرض شخصا ما للخطر؟
والآن بعد أن قمت من خلال تلك الأسئلة بتقييم سرك وقررت الاعتراف به، هناك بعض الخطوات التي تعينك وتحدد لك خط سيرك في رحلة الاعتراف به.
كن على استعداد للمواجهات التالية عند الاعتراف بسرك:
– عند اختيارك لشخص معين لتعترف له بسرك ومن جانب آخر تجد أحدا يشكك فيه ويخبرك أنه لن يتفهمك فهو يسبب لك بذلك مشكلات مقصودة.
– ستجد من يخبرك بأن الناس لن تكرهك بعد المشكلات الكبيرة التي ستنتج عن اعترافك بالسر لكن عليك عدم بناء الآمال على ذلك.
– ربما تعتقد أن كيفية تحقيق هدفك والاعتراف بسرك شيء غير هام.
– تعاني من الرفض وتجنب الكثيرين حتى من أقرب الناس لك.
حدد دافعك وراء إفشاء سرك:
يتساوى سبب اعترافك بسر ما في الأهمية مع إلى من ستفشي هذا السر، لذا كن صادقا مع نفسك واعلم جيدا هل هذا السر شيء تافه أوناتج عن شعورك بالذنب أوأهمية هذا السر؟ وهل يتعلق بمصلحة شخص آخر أم لا؟، وبهذا يجب أن يكون لديك رغبة نقية وصادقة لوضع الأمور في نصابها الصحيح وتحقيق الخير العام والخاص.
البحث الدقيق عن شخص مقرب لك:
يعتبر اختيارك لزوجك أو صديقك المخلص أفضل نقطة بداية عن رغبتك في إفشاء سر ما،حيث يجب عليك اختيار شخص على درجة عالية من الثقة والحرص على أن يكون بجانبك بغض النظر عن العواقب التي ستنجم عن مثل هذه الخطوة، وإذا لم تجد من يؤتمن على ذلك أو أن هذا الاعتراف يمكن أن يسبب لك أو لغيرك ألما لا لزوم له، عليك اللجوء إلى حل آخر سنتطرق له.
ضع نفسك في موقف كاتم أسرارك:
باعترافك بسر ما أنت تقوم بإدخال بعض الارتياح إلى نفسك، لكن هل أعددت نفسك لعمل هذا على حساب شخص آخر؟ فكر بتأني في مدى تأثير هذا العمل على من اخترته لتفشي له سرك قبل وضعه أو وضعها في مثل هذا الموقف فالكلمات كيانات ذات قوة فتذكر أنك لن تتمكن من التراجع أو سحب ما قلت من كلمات.
كن كامل الصدق والصراحة عند الاعتراف
عندما تقرر الإفصاح فلا تتردد ولا تحاول التلاعب أو إفشاء أجزاء وإخفاء أخرى من ذلك السر عن الشخص الذي اخترته ليسمع لك، فأنت لن تتذكر ماقلت أو ما لم تقل وستخلق نوعا إضافيا من التوتر غير الضروري، مع الاعتراف لذا من الأفضل عدم إخفاء أي جزء من هذا السر.
استعن برجل دين وأخبره بما لديك:
يتمتع رجال الدين بقدر كبير من الاحترام والتعقل والخبرة في معالجة الأمور، وعند التحدث إليهم تشعر بأنك تخلصت من جزء كبير من عبء هذا السر بالإضافة إلى فتح طاقة من النور والأمل، لأن هذا الرجل سيخبرك كم أن الله غفور رحيم وكيف تتجنب الوقوع في مثل هذه الأخطاء مرة أخرى.
درب نفسك على الاعتراف الدائم:
عندما ترغب فعليا في التخلص من شيء يقف فوق صدرك وتشعر بعدم الارتياح في التحدث عنه بشكل مباشر إلى شخص ما، يمكنك الاعتراف لكن بطرق غير مباشرة كالاعتراف عن طريق النت إلى الشخص الذي ترغب في الإفصاح له سواء بإرسال بريد أو تعليق أو حتى بالتحدث عن طريق الميكروفون بدون أن يرى أيا منكما الآخر، وهذا من أفضل الطرق التي تسهل عملية الاعتراف بدون خوف أو خجل.
المعاناة لفترة أفضل من خوفك من الحقيقة:
لا تخشى من توابع المواجهة مهما تضمنت من آلام لك أو لغيرك فالمعاناة مع العدل والحقيقة أفضل بكثير من الخداع أو معاناة عبء كتمان السر، وقل لنفسك لماذا أخفي هذا السر؟ هل لأنك لا ترغب في أن تكون في موقف ضعف أمام الآخرين؟ لكن انتبه لأنك عندما تعترف بنفسك، نعم تصبح ضعيفا إلى حد ما بينما إذا كشف السر رغما عنك تصبح أكثر ضعفا.
وفي النهاية:
– عندما تنطلق بداخلك شرارة الاعتراف لاتتردد وافعل.
– بعد اعترافك لا تشعر بالخجل أو تحتقر نفسك لأنك بمجرد إقدامك على هذه الخطوة الجريئة اعلم أن هناك شخصا شجاعا إيجابيا ولد بداخلك وبدأ صفحة جديدة.
– لا تكترث لمن يحاولون توبيخك أو القضاء عليك، كن أقوى من الموقف ومن الصعوبات التي تواجهها واعلم أن الله معك لأنك سلكت طريق النور تاركا طريق الظلام وراء ظهرك.
مصراوي