أما والدهم فقد كان من أول المهاجرين لدول المهجر ورغم أنه أنجب من زوجته الأولى ابنه خالته ولدين وبنتين إلا أنه عندما قدر الله له الزيجة الثانية كان ثمرتها ولدان وبنت، ولكنهم كانوا أقل سعادة من الذين سبقوهم أي أخوانهم من الزيجة الأولى فقد تركهم أبوهم ووالدهم حتى أصبحت أسرتهم في عيش الكفاف، ولم تمض عليهم أشهر حتى تزوجت والدتهم من رجل، وما أن سارت الحياة قليلاً حتى ملَّ زوج أمهم ليطردهم في ليلة شتائية مظلمة.
ثم أنتقلوا للعيش مع والدهم حال حضوره من عمله بالخارج والذي بدوره تركهم لاخوانهم الذين يكبرنهم، وسارت الحياة وحالهم اليتم الذي قال فيه الشاعر شوقي:
ليس اليتيم من مات أب
وتركاه في الحياة ذليلاً
إن اليتيم من له أم تخلت
أو أب مشغولاً
*وما أن وطأت أقدامهم دار جدهم ومكثوا فيه واليتم يلتفحهم ثوباً بعد فقدهم والديهم وأصبح يعتلي وجوههم وفارقتهم الابتسامة، من أين لهم بها فكل من ينظر إليهم أو ينظروا إليه يكشر لهم عن أنيابه وهو عابس وعيناه يتطاير منهما الشرر؛ ولم تكن أختهم التي تصغرهم أكثر سعادة منهم فقد فقدت أمها في مرحلة عمرية كانت فيها في أمس الحاجة لوالدتها التي تزوجت من عشيقها الذي باعت به أولادها وثمرة فؤادها والذي لم يكن كفؤاد أم موسى عندما أوحى لها الله أن تلقي موسى في اليم وطمئنها رب العالمين بأنه حاميه ورغم هذا كانت ترسل أخته وتقول لها قصيه.
إعترافات – صحيفة الأسطورة 12/7/2010
hager.100@hotmail.com