كرتي: اقتراح إمهال سوريا لتنفيذ قرار الجامعة كان سودانياً .. الحكومة تحذر دمشق من عدم إيفاء التزاماتها خلال المهلة المحددة

[JUSTIFY]قال علي أحمد كرتي وزير الخارجية، إن السودان لن يشذ عن الدول العربية في وضع مثل هذا في تأييده لقرار الجامعة العربية بتعليق عضوية سوريا، وأضاف أن الخرطوم تحفظ لدمشق وتحمد لها الوقوف معها ضد المحكمة الجنائية، وأكد كرتي في تصريحات صحفية عقب عودته من اجتماع وزراء الخارجية بالجامعة العربية في مطار الخرطوم أمس، أن اقتراح المهلة لسوريا لتنفيذ القرار حتى السادس عشر من الشهر الحالي كان سودانياً، وأيضاً الحرص على ألاّ يكون هنالك تدخل أجنبي فيها، وأكد كرتي أن سحب السفير السوداني من سوريا قرار سيادي يتخذه رئيس الجمهورية، وأوضح أن الجامعة العربية أتاحت الفرصة للدول بأن تتصرف في هذا المنحى بمفردها. ووصف حديث المندوب السوري الغاضب عن السودان بأنه ردة فعل سببها صدمة أصابت ممثل دمشق في الجامعة، وقال: (راح يشتم كثيراً، ولكننا الطرف الحريص بألا تنزلق سوريا إلى التدخل الأجنبي، خاصة وأن اسرائيل تنوي هذه الأيام لاجتياح وفوضى في سوريا)، وأكد أن مقترح الجامعة بشأن المراقبين لحقوق الإنسان من العرب وليس الأجنبي. وأبدى كرتي، أسفه لعدم قبول الرئيس بشار الأسد مقترحات لجنة الجامعة التي قال إنه رفض معظمها ولم يكن إيجابياً وباءت محاولاتها بالفشل، وقال إن التقرير الأخير لم يكن ايجابياً لذلك اتخذ المجلس هذا الإجراء. وأبدى كرتي أمله في ألاّ تقطع ردة الفعل السورية الصلة مع السودان. وقال: لا أعتقد أن ما اتخذ يقطع الصلة مع سوريا أو يضعها في خانة المقاطعة، وأوضح أن سوريا بلد مهم للسودان، وقال كرتي: لكن نحن ننظر لكل ما يجري ومع تقييمنا للمعلومات التي تصلنا من الحكومة السورية رسمياً فإن الوضع لا يحتمل أن نتأخر من الأشقاء العرب في مثل هذا الموقف، ومحاولاتنا بألاّ تتدخل أطراف خارجية للمسرح السوري لكونه مسرحاً حسّاساً جداً، ولا علاقة له بما يجري في ليبيا. ودافع كرتي عن الجامعة العربية ووصفها بالبيت العربي، وقال: ليس ما اتخذته حيال سوريا خروجاً عليها والمقصود النواحي العملية للإجراءات.
ووصف كرتي طلب سوريا لقمة زعماء عرب لتعليق عضوية سوريا في الجامعة بأنه فهم خطأ لائحياً، وقال إن مندوب سوريا يظن أن القرار لا يتخذ إلاّ من قِبل القمة، وأكد أن ما قدم من وزراء خارجية الدول يمثل قرارات القادة ولن يكون حضور القادة مؤثراً في مجريات الأوضاع، وقال إن ما توصل إليه الوزراء كان بإذن من القادة.
من جانبه، دافع السفير العبيد أحمد مروح الناطق باسم وزارة الخارجية بشدة عن التحركات المبكرة التي قامت بها الحكومة منفردة لاحتواء التوترات التى شهدتها سوريا في بداية الأزمة. ونفى أن يكون الغرض من الموقف الذي اتخذه السودان العرض، وقال إن تحركات السودان أسهمت بشكل كبير في تماسك ووحدة الموقف العربي الرافض للتدخلات الأجنبية، وأشار مروح إلى أن السودان قدم كل تجاربه حول الانفتاح السياسي للحكومة السورية، وقال إن قرار المجلس الوزاري للجامعة أعطى سوريا مهلة زمنية لتنفيذ التزاماتها، وحَذّر من أن الكرة ما زالت في ملعب الحكومة السورية وإلاّ فسيكون الثمن أكبر وأفدح.
إلى ذلك، رهنت مصادر دبلوماسية، اتجاه السودان لتنفيذ قرار سحب السفراء بتطورات الأوضاع وإجماع الدول العربية.
[/JUSTIFY]

الراي العام

Exit mobile version