زحمة العيد في الميناء البري.. فيلم كل المواسم

كالعادة يغادر اهل الولايات العاصمة متجهين الى ديارهم في موسم العيد الحلو، يتكررالمشهد في كل الاعياد تقريبا، حتى ان المسافرين انفسهم اعتادوا على الامر، بينما تمرَّس اخرون في كيفية (المخارجة) السريعة بعيدا عن قاموس (ينتظر وينتظرون)، ومع ان زيادة اسعار التذاكر المعلن عنها عبر صحف الخرطوم، إلا ان كثيرون من الركاب يبدون كمن سمع بها للمرة الاولى، بعض المدن تبدو اصعب في الوصول الى ساحلها، بصات الميناء تراها واقفة بينما تكتظ صالاتها بالمنتظرين اطفال ونساء وشباب وبعض الشيوخ، تؤكد بعض الاحصاءات شبه المؤكدة ان نسبة عالية من سكان الخرطوم (يعيدون) خارجها، وهم في ذهابهم الى اهلهم عبر ميناء المدينة البري تظهر الكثير من المعاناة وبعض الخسائرالمادية للمغادرين الذين يضطر بعضهم الى شراء تذكرة المغادرة بثمن مضاعف.

بصات مافي
اول ما يقابلك عند مدخل الميناء البري هو عربات نقل الحقائب، وترى عمال الميناء يدفعونها في كل الاتجاهات، وما ان تدخل الى داخل الميناء حتى تبدو لك المشاهد في الوضوح رويدا رويدا، بدأت عملي من خارج صالة الركاب المغادرين، استوقفني مشهد العدد الكبير من المسافرين وهم يتوهطون (الجابرة) وحقائبهم امامهم، وهم بالطبع لا يكترثون بالمارين بالقرب منهم ، فكل واحد على ما يبدو مهموما بالسفر، ولا يشغله سوى الظفر بتذكرة سفر، كانت عقارب الساعة تشير الى الثانية ظهرا، ولكن السيدة سهام عبد الباقي ابراهيم المسافرة الى منطقة (بشائر) ريفي المناقل، حدثتني عن مكوثها في هذا المكان والمكان الذي يجاوره منذ الساعة العاشرة صباحا، ثم اخذت في وصف يومها في الميناء البري كواحدة من مئات المسافرين، (قطعنا تذكرة المناقل بـ30 جنيها، لكن البص اتاخر لي اربع ساعات منتظرة، المشكلة الوقت اتاخر ونحن بعد ما نصل المناقل تاني بنركب لمنطقتنا، ياخي جا بص واحد ياهو الشايفو قدامك دا. ومن الحصاحيصا يقول المسافر امين علي التوم: (جينا المينا الساعة عشرة ونص، والان الساعة تلاتة مافي بصات، استفسرنا قالوا البصات مشت الصباح وبتجي الساعة واحدة المشكلة انو عدد المسافرين كتير، والبصات قليلة انا ومعاي الاطفال قاعدين منتظرين). ابوالقاسم عبدالله من مدينة رفاعة ابدى تبرمه هو الاخر وقال يوجد زحام شديد، لم اتمكن من الحصول على تذكرة حتى الان. واتهم المسافر معاذ عبد الرحمن النويري من طيبة الشيخ القرشي ـ الحلاوين البعض وقال انهم يستغلون المناسبات الدينية كالاعياد وغيرها فيقومون باستغلال المسافرين، ففي حين تبلغ تذكرة السفر الخرطوم الحصاحيصا (13) جنيها، عرضت عليَّ ذات التذكرة خارج الميناء بمبلغ (30) جنيها الا اني رفضت العرض واعتبرته نوعا من انواع الابتزاز، واعد الابتزاز محض عبودية ليس إلا، وانا الان نادم على تفويتي لفرصة السفر بدون معاناة.
زيادة الأسعار
الاستاذ برير عوض الله ادم الامين العام للغرفة القومية للحافلات السفرية بالسودان، وفي رده على سؤالي عن زيادة قيمة تذاكر السفر بنسبة (30%) والتي اعلن عنها في الصحف، قال ان هذه الزيادة موجودة اصلا ويتم تنفيذها في الاعياد وهي تطبق لمدة ثلاثة ايام فقط وهي ايام العيد، وذلك للمركبات من الخرطوم والى الولايات وبالعكس، وتفصيل هذه الزيادة كما يلي: جزء من حافز السائق والمضيف والوقود، بينما تذهب نسبة (20%) منها الى الضرائب، اما بالنسبة للاخوة المسافرين فاؤكد لهم ان المركبات متوفرة الى كل ولايات السودان، وحتى الان لا توجد اية مشكلة، هذا بالاضافة الى انه لا توجد اية تذاكر تباع في السوق السوداء، ودعني من هنا اناشد المواطنين بان يحضروا الى الصالة رقم (4) لتسهيل سفرهم، وان لا ينخدعوا بالمعلومات المضللة التي تقول بعدم وجود مركبات خارج الميناء والذي يعمل على مدار اليوم وذلك اعتبارا من الثاني من نوفمبر الحالي وحتى الخامس منه، وبالطبع فنحن لدينا غرفة للعمليات بالميناء تعمل بالتنسيق مع لجنة التشغيل التابعة لنا بالسوق الشعبي بامدرمان وسوق ليبيا وموقف شندي ببحري، وبالنسبة لعمل الميناء في الايام العادية، فان تمديد العمل لمدة ساعتين ليمتد حتى الثامنة مساء، فهو يهدف الى محاربة التفلت والمركبات غير المرخصة، وايضا بهدف الحفاظ على ارواح المواطنين ومن اجل سلامتهم، وحتى الان فان التجربة التي اتصلت لمدة ثلاثة اسابيع اثبتت نجاحا تاما، وجاءت بالتنسيق مابين غرفة الحافلات والبصات السفرية وادارة الميناء البري وادارة المرور.
سائقون في الخط
سائقو البصات السفرية اكدوا ان الامور على مايرام ولا توجد اية مشاكل، وانهم كما يقول السائق عبدالله ابراهيم الذي يعمل بخط الدويم بانهم جاهزون لأية سفرية، ويضيف (عرباتنا جاهزة والطاقة جاهزة)، ولا يوجد كما قال اي شح في العربات، اما عن عمليات التفويج فاليوم سافر طوف واحد بما يقارب الـ(58) مركبة من البصات والحافلات، ويعضد داؤود ابراهيم السائق بخط الخرطوم ـ كوستي ما قاله رفيقه، ويقول على الرغم من زيادة اسعار التذاكر الا انه لا توجد اية مشاكل، ايضا اقول ان مركباتنا تذهب من هنا مشغولة العدد إلا انها تعود فارغة. السائق يوسف علي الريح بلة ويعمل بخط الخرطوم القلابات ـ كسلا فيقول ارتفع سعر تذكرة السفر الى القلابات من (52) جنيها الى (67) جنيها، المشكلة كما يقول ان الضريبة عالية على التذكرة، وبصراحة شديدة نحن متضررون من زيادة اسعار التذاكر، ولا فائدة لنا من وراء هذه الزيادة، وكان يفترض على ادارة الضرائب ان لا تاخذ من هذه الزيادة شيئا.
مقترحات ومناشدات
ناشد مسافرون تحدثوا للصحيفة الادارة العامة لشرطة المرور ان تعمل على مد فترة تفويج المركبات الى مابعد المدة المقررة، وقالت المسافرة ماما حلوة ادريس الامام عضو لجنة الشورى بالاتحاد العام للمرأة السودانية وعضو اللجنة الشعبية بمدينة جياد: اناشد ادارة المرور مد التفويج الى اليوم العاشر للعيد، كما اناشد السائقين عدم التخطي بسبب وجود العدد الكبير من الشاحنات على طريق مدني الخرطوم، حتى نحافظ على السلامة العامة. اما الطالبة لينة حسن عبد الغني الطالبة بالصف السابع بمدرسة الرميثاء الخاصة بالحاج يوسف وبعد ان اخبرتني وهي بمعية والدها ورفقة اخوانها انها مسافرة الى مدينة الكاملين لتعيد مع جدتها، اقترحت (لينة) ان لاتباع تذاكر السفر للمسافرين عبر الميناء البري الا بعد ان تتاكد ادارة الميناء البري من وجود البصات على ارضه وساعتها يبيعونها للجمهور، وتخبرني اخيرا انهم قاموا بشراء تذكرتي سفر من خارج الميناء (سوق اسود) بمبلغ (40) جنيها، وتضيف في هذه الحالة بالطبع فنحن لم نقم بتسجيل اسمائنا، (ومفروض الزول البشتري التذكرة يسجلوا اسمو).

الراي العام
Exit mobile version