هناك طرفة قديمة متجددة تحكي عن فريق كرة القدم الذي استعان بـ(انطون) خبير في شئون تسخير الجان لخدمة بني الانسان، وكان الوعد منه بان يحسم النتيجة لصالح فريقهم بـ(دستة اقوان) نصفها في الشوط الأول والنصف الآخر في الشوط الثاني، شرط ان يتيحوا له فرصة الجلوس خلف شباك الخصم ليقوم بـ (تظبيط) الامور، فكان ان انتهت المباراة (ستة، ستة) وما زاك إلا لأن الشباب نسوا ان يغيروا مجلس الانطون خلف الشبكة المستهدفة في الشوط التاني !!
اكاد اجزم بأن الكثيرين من المهتمين بالشأن الرياضي، قد تمكنوا من رؤية الفيديو الذي يظهر فيه حارس مرمى احد فريقي القمة، وهو يقوم بـ تعليق أوراق (مطبّقة) اعلى جانبي العارضة ثم يدور خلف المرمى ويقوم بدس البقية تحت شباكه، وذلك قبل بداية المباراة التي جمعت بين طرفي القمة قبل ايام وهزم فيها فريق (بطل الفيديو) بـ (الاتنين) .. ياربي يكون ختّاهم بالغلط قاموا عكسوا معاهو !!
(التلفزيون) و(الطش) و(اب فروة) وو.. شئنا أم أبينا أن نصدّق، هي القاب لـ (انطوانات الملاعب) التي تلوكها ألسن المهتمين بالشأن الرياضي .. عااادي، وتسعى إليها اقدام الاقطاب منهم .. بدلا عن التسابق للاهتمام بالخطط واساليب اللعب، يهتم فريقا القمة (عندينا) بالتسابق للسفر خلف الاناطين ولو إلى الصين (خليك من نيالا القريبة دي) !! سؤال بسيط .. انتوا لو الحاجات دي بتجيب نتيجة كان كاس العالم بطلع من غرب أفريقيا ؟!
البساطة والتلقائية (فظيعة تلقائية دي) التي كان يتصرف بها حارس المرمى اياه، جعلتنا نتشكك في اذا كان الموضوع وما فيه مجرد خدعة من خدع برنامج الاذية الملقب بالكاميرا الخفية، فقد كان الحارس الهمام يقوم بالمهمة (ولا عليهو)، امام انظار جموع معتبرة من الجماهير التي حضرت مبكّرة للاستاد .. أن لم يكن الفيديو خدعة، فالموضوع يحتاج لوقفة حاسمة للحد من تلك الممارسات وذلك بمحاسبة المتورطين فيها، ومحاصرة ممارستها في المستقبل، كأن يقوم اتحاد (شداد) باستيراد جهاز (كاشف حجبات) شبيه بكاشف المعادن، يقوم باصدار اشارات تدل على اماكن (اوراق الرتنز) و(العروق)، بحيث يقوم الحكم قبل صفارة البداية بالطواف بالجهاز على ارضية الملعب وشبكتي المرمى للتأكد من استتباب الأمن ..
الوجعة أن ولاءاتي الكروية كانت تميل إلى جانب الفريق الذي ينتمي له ذلك الحارس .. وااا خجلتي، غايتو يا (…) رغم اني منّكم إلا أني (أبرا) منّكم !!
معاير الشرف وكرم الشريف
غبار الشمار الآخر، اثاره مقال نشرته الصحيفة وتناقلته الاوساط الاعلامية والفنية والاسفيرية بالكثير من الاخذ والرد، وطال كاتبه – وهو عالم جليل ومؤقر جانب من سوء الظن والتجريح، وذلك لانه وبصفاء نية اهل الخير حاول ان يدافع عن ما حسب انه تجني على احدى الشخصيات المتنفذة في نيجيريا، فداس دون ان يشعر على لغم (المغايس) المشحونة في الصدور، فانفجرت على استاذنا الفاضل تأويلا وتفسيرا بل وتجنّي ..
مقال البرفسيور جعلنا في حيرة من ان (نخت اللوم علي ناس مين ) !، فكما فهمت من السياق ان المقال محاولة لتوضيح اللبس الذي شاب فهم البعض لطريقة (التنقيط) والاحتفاء باهل الفن الذي يمارسه سائر أهل بلد ذلك المسئول ..
لا ادري ان كانت بعض الصحف الفنية قد هاجمت ذلك المسئول فعلا فأنا لست من قرّاءها، أم أن الأمر قد إلتبس على أستاذنا عن المقصود بذلك الهجوم (النمل وللا الوقع فيهو)، فنحن كـ سودانيين لا يهمنا في كثير أو قليل تصرفات الأبرار أو الفجّار من مسئولي تلك الدولة ولا ينبغي لنا، ولكن في ظني واعتقادي أن ما يجب أن نسأل عنه هو الانطباع الذي يخلّفه الفن السوداني في الخارج .. شئنا أم ابينا (برضو) فان الناس في الخارج تحكم على الفن السوداني (الناعم)، من طريقة اداء ستونة وجواهر وبلو والقلعة ولندن وأخواتهن ..
لحبوباتنا مقولة حكيمة يقلن فيها (القلبها محدّثا ما بتنقرع) .. الأخلاق لا تفرض بالقانون والسير والسلوك (الطربي) لا ينضبط بمنع السفر أو إباحته، فتلك قيم يتربى عليها الانسان ولا تفرضها عليه الحكومة، كما لا يمكن ان نفرض على المغنيات طريقة لبس معين أو أسلوب (سكسكة) منضبط .. عاد شن نسوي ؟!!
المؤلم أنه من السهل جدا ان تميز من الوهلة الأولى، عند متابعتك لتسجيل حفلة لاحدى المغنيات، ان كانت هذه الحفلة في السودان أم خارجه، وكأن الأمر وما فيه غيبة شنب اتاحت فرصة للعب الضنب .. همسة لكل من تفكر في السفر من مطرباتنا العزيزات علينا – دي حقيقة ما بكش ان يختن الرحمن في قلوبهن والسودان بين عيونهن، وان يجتهدن في محاكاة طريقة اداء (ناسي عجاج) في المسرح .. كدي عيبوها لي .. رزينة وزينة وعاجباني !!
لطائف – صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com