وقالت وكالة أنباء الشرق الاوسط إن القوات المسلحة أرسلت عددا من وحدات الانقاذ الى المنطقة للمساعدة في انتشال القتلي والمصابين من تحت الانقاض وإن السلطات اخلت بيوتا من سكانها في المنطقة خشية سقوط كتل صخرية أخرى عليها.
وذكرت المصادر أن الصخور المتساقطة في عزبة بخيت بمنطقة الدويقة في حي منشأة ناصر في شرق القاهرة دمرت كثيرا من المباني المتلاصقة التي تفصل بينها طرق ضيقة قرب طريق سريع.
وفي وقت سابق أرسلت السلطات عشرات من قوات الشرطة ورجال الانقاذ بالاضافة الى عربات الاطفاء والكلاب البوليسية لكن السكان الغاضبين اشتكوا مما قالوا انها استجابة غير كافية من الحكومة في مواجهة الكارثة.
وذكرت وزارة الصحة والسكان في بيان نشرته وكالة انباء الشرق الاوسط أن عدد المصابين بلغ 40 مصابا وقالت ان عدد القتلى بلغ 23 لكن وكالة أنباء الشرق الاوسط التي أذاعت بيانات الوزارة عادت لاحقا ورفعت عدد الجثث الى 30.
وقالت المصادر الامنية إن عشرات الاشخاص مدفونون تحت الانقاض وان عمليات الانقاذ تلاقي صعوبة كبيرة بسبب استقرار كتل صخرية ضخمة فوق بيوت مهدمة.
وأضافت أن وعورة المنطقة القريبة من هضبة المقطم لا تسمح بدخول معدات كبيرة لرفع الصخور أو تفتيتها في بعض أنحاء موقع الحادث.
لكن وكالة أنباء الشرق الاوسط قالت إن السلطات استدعت رافعات من شركة مقاولات كبرى للمساعدة في رفع الكتل الصخرية.
وقالت الوكالة إن التقديرات المبدئية تفيد بأن عدد البيوت التي أصابها الانهيار الصخري بلغ 30 بيتا.
وشاهد مراسل لرويترز حوالي 30 من قوات مكافحة الشغب يحرسون أنقاض البيوت لكن سكانا راحوا يجمعون ما هو ظاهر وسط الانقاض من أمتعتهم من الملابس والاغطية والاواني وأطباق استقبال ارسال محطات الاذاعة والتلفزيون الفضائية.
وقال رئيس الوزراء أحمد نظيف للصحفيين بعد زيارة لمستشفى نقل اليه مصابون إن معظم الاصابات كسور.
وأضاف أن الحكومة أقامت مساكن لسكان المنطقة وكانت ستسلم لهم خلال أربعة أسابيع لكن “القدر لم يمهلهم.”
ولم يقل سكان إنهم تسلموا اخطارات من الحكومة عن قرب تسليمهم مساكن بديلة.
وهناك مئات البيوت المقامة على منحدرات صخرية غير صالحة للبناء عليها في جنوب وشرق القاهرة.
وقالت مصادر حكومية إن السلطات ستقيم خياما لايواء الناجين من الانهيار. وأضافت أن حوالي 200 أسرة ستقيم في الخيام التي لم يحدد مكان اقامتها.
ووصف شهود عيان مشاهد مئات السكان الذين انخرطوا في البكاء والعويل بعد أن تجمعوا حول المكان الذي طوقته قوات مكافحة الشغب وصبوا جام غضبهم وانتقاداتهم على السلطات قائلين إن لهم أقارب وأصدقاء محصورين تحت الركام.
وصرخ رجل في رجال الشرطة الذين وقفوا في المكان قائلا “أنتم تكتفون بوضع أيديكم في جيوبكم. أنتم لا تفعلون شيئا.”
وصاح اخر “لو كان هذا مجلس الشورى لكان الجيش تدخل الان.”
وكان حريق شب في مجلس الشورى في أغسطس اب مما أسفر عن سقوط قتيل وجرى استدعاء الجيش للمساعدة في اطفاء الحريق باستخدام الطائرات الهليكوبتر.
وقال حسن ابراهيم حسن (80 عاما) الذي نجا منزله من الانهيار “كان الامر مروعا. انقطعت الكهرباء وسمعنا دويا هائلا كما لو كان زلزالا واعتقدت أن هذا المنزل انهار. خرجت ورأيت أن الجبل بأكمله انهار.”
وهذه المنطقة العشوائية معروفة بالاكتظاظ بالسكان حيث تعيش أسر فقيرة بأكملها أحيانا في غرفة واحدة لكل منها. وكل المباني المبنية بالطوب الاحمر في المنطقة مقامة على منحدرات صخرية.
ومعظم أعمال الحفر لانقاذ الضحايا يقوم بها أقارب وجيران بأيديهم بحثا عن ناجين أو جثث تحت أكوام الصخر والحطام.
وقال شهود عيان إن منزلا مكونا من ستة طوابق تحول الى ركام. وراحت امرأة ترتدي غطاء رأس أبيض تصرخ “أولادي.. أولادي.. محدش منهم خرج. عايزة أشوفهم حتى لو كانوا ميتين.”
وقال سكان كثيرون انهم أبلغوا السلطات منذ أسابيع بوجود انهيار صخري صغير في المنطقة لكن تفاوتت أقوالهم فيما يتعلق باستجابة الحكومة للبلاغات.
وأمام مراسل لرويترز أشارت ساكنة قالت ان اسمها أم محمد الى الاضرار التي لحقت بمنزلها من الانهيار الصخري السابق اذ توجد في الجدران شروخ كبيرة يدخل منها التراب الذي تثور سحابات منه اذا تعرض لطرق بالايدي.
وقالت أم محمد “لو عندك أطفال هل تجعلهم يعيشون هنا.. لا أحد يهتم بنا.”
وانهارت منذ حوالي 15 عاما كتلة من هضبة المقطم تزن 3000 طن ودفنت تحتها 50 شخصا على الاقل.
المصدر :رويترز[/ALIGN]