كرة القدم الحديثة

[ALIGN=CENTER]كرة القدم الحديثة[/ALIGN] تتميز كرة القدم عن غيرها من الالعاب بمساحة اللعب الكبيرة .. وزيادة أعداد اللاعبين الذين يشكلون الفريق الواحد والذين يمارسون اللعبة بدرجة عالية من التنسيق والتوافق .. ويسعى المدربون واللاعبون من خلال إدائهم الى إبتكار طرائق وتكتيكات خاصة لإختراق حصون الفريق المنافس بغرض التفوق عليه ادائيا والفوز بنتيجة المباراة .. وهاهي كأس مانديلا .. بل كأس العالم تعرفنا على أبرز سمات اللاعب النموذجي في كرة وهي :-

 البنيان الجسماني :-

الالتحام الجسدي سمة من سمات المعاركة والسجال في كرة القدم .. ويحتاج هذا الإلتحام الى قوة جسدية قوية يستطيع اللاعب بها دخول هذا المترك والالتحام والإستحواذ وحماية الكرة .. حتى يتسنى له الإستفادة منها في الأرض والهواء .. تماماً كما يحدث في الكرات الرأسية أثناء القفز لأن اللاعب حينها يستطيع فرض نفسه من خلال التلاحم القوي .. بل يعتبر الإستحواذ الهوائي أكثر أهمية من الإستحواذ الأرضي لأنه يكون في حالة تحرك ، لذا فهو يحتاج الى نوع من القوة الدافعة التي تمكن اللاعب من السيطرة على الكرة أثناء المدافعة الهوائية ، خاصة في الضربات الرأسية أو المزدوجة الطائرة . كذلك يحتاج اللاعب أيضاً للقوة الجسدية حين يركل الكرة لأن الركلة القوية تؤدي الى سرعة كبيرة للكرة مما يجعل فرصة إصابتها للمرمى كبيرة .. كذلك تفيد القوة في السرعة الكبيرة أثناء الركض وأثناء الالتفاف والدوران … بل تفيد في كل لحظات المبارة ومنعطفاتها وتحولاتها .

 اللياقة البدنية:-

يحتاج لاعب كرة القدم الى طاقة جبارة ، ولياقة عالية ليتحمل عمليات الكر والفر التي يمارسها طوال اللعب حسب مجريات المباراة والسجال الذي فيها .. واللاعب العاقل هو الي يوزع هذا المخزون على طوال شوطي المباراة .. فلا يهدر طاقته فيما لاطائل منه .. ولا يحبس جهده الذي يمكن أن يكون إضافة حقيقية في اللعب ، ويؤثر في المحصلة الكلية على نتيجة المباراة .

 المرونة :-

والمرونة بدورها مهمة جدا لكل اللاعبين وبصفة خاصة لحراس المرمى لأن رشاقة الحارس تجعله قادرا على التحول من وضع الى آخر لحماية مرماه .. والحارس البطيء يكون دائما سببا في خسارة ناديه لأن منطقة المرمى تعتبر منطقة مفاجآت وتحولات للكرة .. ولاعب الكرة النموذجي يجب أن يكون متصفاً بخفة الحركة ومرونة التحول مع إتجاهات الكرة .

 السرعة :-

وهي العدو السريع الذي يؤدي الى قطع المسافة في أقل وقت ممكن .. تعتبر السرعة مهارة طبيعية مهمة ، تفيد في كرة القدم لأن السرعة تمكن اللاعب من سرعة الوصول للكرة ، وسرعة الركض وسرعة التهديف . السرعة في الغالب يستخدمها مثلاً لاعبي الإختراقات والأجنحة الذين يركضون على طرفي الملعب طوال المباراة حتى يتسنى لهم الإختراق أو التمرير . السرعة العالية أيضاً يلجأ المهاجمون الى استخدامها في أغلب الأحيان لتسجيل الأهداف وعند الهروب من مصيدة التسلل … كما أن السرعة تكون في التوجه للمرمى على خط مباشر في اقل وقت ممكن .

 الإنسجام والتناعم الأدائي :-

مهارتان مهامتان فلاعبي كرة القدم يجب أن يؤدوا الحركات الأدائية بتوقيت وتنسيق جيد في كلا الحالتين الهجومية والدفاعية. فاللاعب الهجومي يجب أن يستقبل الكرة بتنسيق مع اللاعب الآخر ، وفي التوقيت المناسب والتمركز المناسب وفي لزاوية الصحيحة من جسمه لأن إستقبالها بزاوية غير سليمة قد يكلفه وقتا كان في حاجة إليه .. وحتى يتسنى للاعب الآخر ارسال الكرة في الإتجاه المطلوب و بالسرعة المناسبة ، أيضاً يجب على لاعبي الدفاع أن يُوقّتوا تدخلاتهم جيداً حتى يتفادوا إرتكاب أخطاء ومخالفات غير ضرورية … وحتى يتفادوا خسارة الكرة بإندفاعهم الغير محسوب .. لأن الإندفاع قد يسهل مرور الخصم بالتوغل في المناطق الخطرة لذا يجب أن يكون التدخل محسوبا وبتناغم مع الزملاء ليكونوا داعمين لهذا التدخل من خلال المساندة .

 القدرة الذهنية العالية :-

كرة القدم لعبة لايمكن التكهن بظروف اللعب فيها .. فسير المباراة هو الذي يحدد حركة اللاعبين .. لذلك يقال أن لكل مباراة ظروفها الخاصة … لكن المدربين يحاولون وضع سيناريوهات للمباراة من خلال المعطيات التي أمامهم .. ومن خلال قراءة الخصم . لكن اللاعب الذي يتمتع بدرجة عالية من الذهنية الأدائية يستطيع الى حد كبير فرض نفسه في الملعب من خلال القراءة السليمة وإستقراء إتجاهات الحركة والمقدرة على التمرحل السريع أثناء سير المباراة ودون الخروج عن الإنضباط الأدائي لفريقه .

 المهارة والحذاقة الأدائية :-

وهي التكنيك الخاص بالاعب .. ومستوى أداءه لهذا التكنيك بدرجة عالية من الحذاقة والمهارة .. في كل أحوال الكرة بدء من الإستلام الجيد والإستحواذ والتغطية والتمركز السليم او التسديد في مواقيت تتناسب وظروف اللعب .. بدرجة لا تمكن الخصم من قراءة تحركاته .. وتتيح للفريق فرصة الإستفادة الإيجابية من هذه المهارات لتحقق مكاسب أثناء المبارة .. أو من خلال الوصول الى الهدف . مستفيدا من قدراته الشخصية الذاتية . شريطة أن لا يتأنى أو يلعب لنفسه فقط .

لو تأملنا هذه السمات وإسقطناها على لاعبينا يمكن أن نكوّن فكرة واقعية على حال لاعبينا ، لنكتشف البون الشاسع بين كرة القدم الحقيقة وما عليه نحن ، لنتعرف كذلك على واقع التدريب عندنا .. بل واقع الممارسة كلها .. وربما نحتاج أولا الى تغيير كثير من المفاهيم البالية التي تكبل الممارسة وتقعدنا عن والتطور لإستدراك التغيير .
……..
ملء السنابل تنحني بتواضع .. والفارغات رؤوسهن شوامخ
……..

صلاح محمد عبدالدائم شكوكو
shococo@hotmail.com

Exit mobile version