الخرطوم ترفع الحرج عن بعض المطاعم

[ALIGN=JUSTIFY]الجدل الواسع الذى صاحب عمل الكافتريات والمطاعم فى نهار رمضان ما بين مؤيد للفكرة ومعارض لها، أدى لتدخل المفوضية الخاصة بمراعاة حقوق غير المسلمين بالعاصمة القومية التى حسمت الامر بالتزام السلطات بتحديد اماكن لبيع المأكولات والمشروبات لغير المسلمين. وكما اوردت صحف الخرطوم الصادرة فى اليومين الماضين فإن محلية الخرطوم قامت بمنح تصاديق وتراخيص مؤقتة للعمل فى نهارية رمضان تفاوتت ما بين «2» مليون للمطاعم الكبيرة ومليون وخمسمائة للمطاعم الصغيرة، الأمر الذى اعترض عليه اصحاب المطاعم واعتبروه تعجيزاً عن العمل لضخامة المبلغ، «الصحافة» قامت بجولة فى السوق العربى للوقوف على حقيقة الوضع، كما استطلعت آراء بعض المسؤولين.
ابراهيم أحمد الحاج صاحب مطاعم الخرطوم سنتر التى تقع بقلب السوق العربى، قال إن مزاولة العمل فى نهار رمضان بدأ بعد التوقيع على اتفاقية السلام فى عام 2005م، وكان العمل مجانا لدواعٍ سياسية، مضيفا ان الكافتريات حينها شهدت اقبالا منقطع النظير من المواطنين، مما دفع السلطات لفرض رسوم وتراخيص للعمل فى رمضان بعد العام الثانى للاتفاقية بلغت «2» مليون. وعن نسبة الإقبال اوضح أنه ضعيف ولا يتناسب مع نسبة المبلغ المحدد من قبل المحلية. واضاف لا أرى داعياً لفرض هذه الرسوم، لان المحل يدفع ترخيصا سنوياً، اضافة للعوائد والنفايات والزكاة والضرائب. وحول الفئة الأكثر إقبالاً قال إن الترخيص فى الاصل منح لاصحاب الاعذار والامراض وغير المسلمين، معتبرا ان المحل الآن تؤمه كل الفئات واكثرهم من الشباب. وعن عددية المطاعم العاملة فى رمضان، قال بالامس كان عددهم «7» واليوم «ثانى ايام رمضان» زاد العدد وتجاوز الـ «10» على امتداد السوق العربى وميدان جاكسون والاستاد. وفى إجابته على سؤالنا بخصوص الدافع وراء ممارسة العمل فى رمضان، قال انهم يعملون من أجل توفير مبلغ ايجار المحل وأجور العمالة.
وفى داخل كافتيريا «ليالى الشام» والتى وجدت صعوبة فى التحدث مع عمالها من كثرة الازدحام، شكا صاحبها الذى فضل حجب اسمه، من القيمة الكبيرة التى حددتها المحلية للتراخيص هذا العام ووصفها بأنها مبالغ فيها. وفي ما يتعلق بالإقبال قال إن المحل يستقبل الكثيرين منهم المسلمون وغير المسلمين، مضيفا ان لكل أسبابه. وحول الأسعار قال إنها متفاوتة ولم تشهد زيادات كبيرة.
الأمين العام للمفوضية الخاصة بمراعاة حقوق غير المسلمين بالعاصمة القومية عبد المجيد خليفة خوجلى فى حديثه لـ «الصحافة»، أكد على أن الموضوع فى السابق كاد يمثل ازمة، إلا أن تدخل المفوضية حسم الامر، ماضيا بالقول الى ان المشكلة شهدت انفراجا منذ العام الماضى عندما سمحت السلطات لعدد من المطاعم والكافتريات بالعمل فى رمضان بواسطة أذونات مؤقتة، مراعاة لاوضاع غير المسلمين.
وحول الموقف الحالى قال لم تحدث الى الآن أية مشكلة ما عدا ما اوردته الصحف عن تضجر اصحاب المطاعم من القيمة الكبيرة للتصاديق التى فرضتها المحلية، مؤكدا عدم وصول أية بلاغات او شكاوى للمفوضية بخصوص هذا الامر. ومن ناحية أخرى فإنه قد جرى اتفاق بين المفوضية وشرطة الولاية للتنسيق والتعاون في ما يلى القضايا ذات الصلة بحقوق غير المسلمين ووضع المعالجات لها. وقد امن الجانبان على الالتزام التام بالقوانين واللوائح، على ان تراعي الشرطة فى اداء واجباتها حقوق غير المسلمين كما جاء فى وكالة «سونا» للانباء.
وعبر اتصال هاتفي لـ «الصحافة» مع مسؤول الاعلام بمحلية الخرطوم عباس الجاك، سألناه عن قيمة التصاديق لهذا العام وهل خضعت لزيادة كما يردد البعض؟ فرد قائلا: إن الرسوم المالية للتصاديق المؤقتة للعمل فى رمضان ثابتة ولم تطرأ عليها أية اضافة، معبرا عن دهشته لما يقال حول ضخامة هذه المبالغ، موضحا انها متفاوتة ما بين «200 -1500» جنيه، وفقا لشروط منها أن يكون الموقع مغلقا جزئيا، وأن يتم تناول الأكل والمشروبات داخل المحل، إضافة للمحافظة على المظهر العام والنواحى الصحية، وكذلك الالتزام بعدم استخدام أجهزة التسجيل ومكبرات الصوت.
إذن لن تتفاجأ وأنت تمر بقلب الخرطوم بالكافتريات والمطاعم التى تفتح فى نهار رمضان أبوابها مواربة نصف مغلقة ونصف مفتوحة، تستقبل زبائنها.. تماسك قليلا وادخل إن أردت، ستجد زحاماً لا بأس به يجعلك تتساءل ألف مرة هل كل هؤلاء أصحاب أعذار.. ومرضى.. وغير مسلمين أم ماذا؟!
سارة تاج السر :الصحافة [/ALIGN]
Exit mobile version