بصات الوحدة

[ALIGN=CENTER]بصات الوحدة [/ALIGN] * لم أحظ بركوب بص (الوحدة) نيالا وذلك لأنني لم أعش في نيالا وزرت تلك المدينة مرة واحدة فقط كانت عام 2003م وبقيت فيها أثناء ساعات النهار فقط… وبالتحديد فقد بقيت في المدينة من الساعة العشرة صباحاً حتى الخامسة مساءً، وعلمت فيما بعد بأن في مدينة نيالا حي يحمل اسم الوحدة.
* في مدينة بورتسودان يحمل أحد ديوم سلالاب اسم الوحدة، وأذكر جيداً عندما كنت هناك أن سلالاب الوحدة تعتبر بعيدة عن مركز المدينة بجانب بعدها عن بقية الأشياء المعنوية الأخرى التي تجعل الحي جذاباً ليسكنه كبار القوم والوزراء وأمثالهم الذين يعتبرون أصحاب القرار.
* في العاصمة المثلثة حظي اثنان من ضلعي العاصمة باسم الوحدة، ففي محلية جبل أولياء توجد الكلاكلة الوحدة وفي محلية شرق النيل توجد أحياء الوحدة الوطنية بمربعاتها العشر….
* يتميز سكان العاصمة عن بقية سكان الشرق والغرب في أن الذي يريد ركوب بص سلالاب الوحدة لا يتضرر إذا قام الكمساري بالاختصار بأن البص الذي أمامك هو بص (الوحدة)… ونفس الأمر يحدث في نيالا فمعروف حي الوحدة…. لكن سكان العاصمة لديهم مجمع واحد للمواصلات قرب الاستاد والبصات هناك تتجاور والقومسنجية ينادون بدون فرز (الوحدة… الوحدة…الوحدة) فيختلط الأمر في أحيان كثيرة على من يقصد شرق النيل والآخر الذي يقصد الكلاكلة خاصة إذا ظن بأن كل نداء للوحدة يؤدي إلى نفس الذي يقصده، أما أهم ميزة تتميز بها الوحدة بمحلية جبل أولياء شرق النيل فهي بعدها قليلاً بحوالي ثلاثة أو أربعة كلم عن مركز العاصمة مقارنة بالوحدة الوطنية بشرق النيل المعروفة اصطلاحاً بالحاج يوسف.
* وكما ذكرنا بأن الاختصار في العاصمة المثلثة لها عواقب خاصة في الشبه الشديد بين المنطقتين البعيدتين عن بعضهما وتتواجد بصاتهما في مكان واحد، فقد وجدت سيدة عجوز من قبل وقعت ضحية لنداء القومسنجية المتكرر (الوحدة.. الوحدة.. الوحدة).
* والسيدة برفقة طفل صغير جاءت من الصباح فرحة بركوبها بص الوحدة، وبعد فترة من الزمن وجدت نفسها لا تتعرف على مشهد أو حتى معلم بارز فسألت أقرب شخص إليها (العربية دي ما ماشة سوق ستة؟)…. وعندها أدركت السيدة بأنها في الكلاكلة.
* وعادت إلى مجمع المواصلات بالاستاد وركبت من جديد بقيمة جديدة لها وللطفلة التي ترافقها، وهي تشكو العناء والتعب اللذين واجههما طوال النهار.
* لم تكن هناك مقاصد غير سليمة حسب ظني عندما سميت كل المحلات التي تحمل اسم الوحدة والدليل على ذلك بأن هناك ولاية كاملة تحمل اسم الوحدة.
* لا ينافس اسم الوحدة المطلوق على الأحياء إلا ديار السلام الكثيرة التي تنتشر في أكثر من مدينة في السودان. وفي العاصمة المثلثة لم تقل مدينة عن أخرى فأم درمان بها أحياء دار السلام وفي الخرطوم توجد دار السلام جبل أولياء وفي بحري يوجد أكثر من دار السلام وفي بورتسودان توجد دار السلام.
* نسأل الله أن يجعل الذين يسكنون الوحدة وديار السلام يشعرون بأن الوحدة والسلام تسكنان نفوسهم.

لويل كودو – السوداني
20 يونيو 2010م
grtrong@hotmail.com

Exit mobile version