إذا أدرك المتكلم متى يكون ما يقول جذاباً ومتى يكون كلامه غير ذلك فهو لايريح نفسه فحسب،بل إن المحيطين به يفرحون بوجوده دائماً وسطهم.ويمكننا إضافة شيء بسيط إلى جانب ما ذكرنا لأن زماننا هذا تشهد فيه ما تراه غير جذاب… وتقرأ فيه ما ليس جذاباً. ولا ننسى التنبيه إلى الإحساس بالجاذبية يختلف من شخص لآخر فيوجد شخص يشده ويجذبه الحديث الداعي إلى القتل والحرق والهدم بينما على النقيض منه شخص تجذبه الدعوة إلى السلم والبناء والتشييد والتقويم…
مثال عن المقام والمقال من القصص الشعبية تحكي عن مغامرة جحا مع الذين جاؤا طالبين يد ابنته، فاستخدم معهم خبرة سابقة اكتسبها في السوق.وخبرة الشيخ جحا تلك عبارة عن موقف عاشه في أحد الأيام عندما ذهب إلى السوق يسوق بقرة يريد بيعها لكنه قضى زمناً طويلاً بدون مشترِ.لاحظ أحد السماسرة حيرة جحا فجاء إليه وسأله عن غرضه فشرح جحا الأمر، فرد السمسار بأنه سيقوم بتسويق البقرة بشرط أن يكون له معلوم من المبلغ فوافق جحا، ووفق هذا الاتفاق بينهما أمسك السمسار بالبقرة ونادى بصوت عالٍ وسط السوق قائلاً”هذه عجل فتاة حامل في الشهر السادس”… وما أن انتهى النداء حتى تقاطر المتنافسون يرفعون السعر في مزاد استغرب له صاحب البقرة…. وفي النهاية استلم جحا نقوده وهو فرح بما رأى في السوق ذلك اليوم. وبعد فترة قصيرة جاء بعض القوم إلى منزل الشيخ طالبين يد ابنته فانبرى الشيخ جحاً مادحاً ابنته أمام الحضور قائلاً”إن ابنتي فتاة حامل في الشهر السادس..”. وما أن أكمل حديثه حتى انسحب القوم بعدما تبادلوا نظرات الاندهاش بينهم دون أن يفصحوا للشيخ السبب.
وتجربة الشيخ جحا وخبرته السوقية التي ظن نفسه قد اكتسبها لتكون ناجحة في جذب خطاب ابنته، أراها شبيهة بما يحدث كثيراً عند عدد كبير من إخواتنا عند استخدامهن مستحضرات التجميل خاصة تلك المستخدمة للتجميل على الوجوه.ولا أتحدث عن ناحية قبولي أو رفضي لاستخدامها فهذا رأي لا يقدم أو يؤخر، لكن أتحدث من ناحية بيئة استخدام هذه المستحضرات المركبة كيميائياً في بلادنا الاستوائية… وأهم مما أقول لجوء بائعو المستحضرات الكيميائية تلك إلى ابتدار أنواع جديدة يقومون بتصنيعها عن طريق خلط عدد من المراهم والدهانات المستوردة.وهذه الخلطات الجديدة لها قبول وزبائن كثر في السوق رغم التفتيش الذي تقوم به الشرطة على السواق… والنتيجة أن تتشوه وجوه بعض السيدات بدلاً عن التجميل فتكون طاردة…
طبعاً ما ليس معلوماً عند البعض أحياناً -والغريب أن الذين يبيعون هذه الأشياء يعلمون جيداً آثار وأضرار ما عندهم- هو تأثر المواد الكيميائية بدرجات الحرارة المرتفعة فقد يتحول المركب المفيد إلى مركب شديد الضرر مخالف للأغراض التي قصدت من تصنيعه.وعليه فليس الخطأ في مواد التجميل الكيميائية في حد ذاتها حتى لا يفهم البعض أننا هاجمنا الكل بدون تحفظ… لكن حتى هؤلاء الذين لديهم أدوية مرخصة من جهات طبية يشملها خطر تعرض المستخدمات لها إلى أضرار ناتجة عن المواد الكيميائية.
عليه تبقى نصيحتي لعدد كبير أخواتي الانتباه إلى شيء مهم: هل الأشياء المصنعة كيميائياً هذه التي تأتينا من بلاد أخرى تختلف عننا مناخياً، تنفع معنا بنفس كيفية ستخدامها هناك؟. وإذا كانت الإجابة بنعم فمتى تكون كذلك؟.
لويل كودو – السوداني
17 يونيو 2010م
grtrong@hotmail.com