فكرة واحدة كانت تـُسيطر على رأسه عندما تسلق أسوار ( سكن الطالبات ) ، أن يسألها : لماذا فعلت بي ذلك ..؟ وأين ضاعت كل تلك الكلمات الجميلة التي كانت تطرب أذنيه .؟ وتجهل هي طول عمر علاقتهما لكنه سيذكرها أن عمر علاقتهم العشر كانت طفلة عندما خفق قلبه ، في بدايات المرحلة الإبتدائية ، كانت براءتها وجمالها الطفولي ، ورقتها قد إرتسمت عميقاً في دواخله ، ودفعه لرعايتها ، وصارت مهمته الاساسية ان تكون سعيدة تقرأ مُـنشرحه ومبتسمة حتى حصلت على درجات أهلتها بإمتيار للإلتحاق بالجامعة ، لم يكن يهمه الالم وهو يكدس كل قوته للعمل من أجل تأمين المال لها ، ولا يحس بإلانهاك وهو يسهر الليالي شارحا لها الدروس حتى تمضي الايام ، كان لإسمها على ممر سكن الطالبات الخاص ، رنينة الخاص وهو ينادي عليها ، رغم صوته الخفيض فقد حوله السكون لصدى ، كان الوقت بعد ان تجاوزت الساعة الثالثة صباحاً ، يبدو أنها لا تود سماعه فقد سمعت ما يكفي من صراعات الاسي بينه واسرتها حتى خدّّر نفس الرفض المتكرر والاصرار العجيب منه كل حواسها ، كان الحساب أن السكين التي ركبها شيطان الضغينة تمشي امامه وتلمع كوميض عينيه هي التي تقوده وليس أرجله التي فقد الإحساس بها في لحظة الترقب تلك ، لم يكن أساساً يُـفكر في الإعتداء على تلك الفتاة خرجت بالمصادفة من غرفتها في طريقها لقضاء حاجتها ولكن صراخها والخوف من الفضيحة جعلاه يغرس سكينة في صدرها في محاولة لإسكاتها لكن الامر تفاقم والتف حوله الناس وقبضوا عليه ، وذكرت صحيفة حكايات أن دفاعه الوحيد أمام المتحري أنه أحبها بصدق وصرف عليها كل ما عنده لعشر سنوات كاملة وعندما اكتمل نضجها واقتربت من إكمال شهادتها تقدم اليها لكن أهلها رفضوه ..! ولم يكن هذا محور ألمه وحسرته لكن الآمة بلغت قمتها حين رفضته هي بنفسها .. رغم علمها بمدى حبه لها وتضحياته من أجلها حتى وصل الامر بها رفضه مجرد مقابلته ، لقد كان في طريقه إليها بالسكين ليفهم لماذا فعلت ذلك فوقع القدر