رايس تزور ليبيا في أول رحلة من نوعها لوزير خارجية امريكي منذ 55 عاما

[ALIGN=JUSTIFY]أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية يوم الثلاثاء أن وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس ستقوم هذا الاسبوع بأول زيارة يقوم بها وزير خارجية امريكي لليبيا منذ أكثر من نصف قرن.
وزيارة رايس علامة ملموسة على سريان الدفء في العلاقات الامريكية الليبية الذي بدأ يعود في أعقاب تخلي طرابلس عن برنامجها لاسلحة الدمار الشامل في عام 2003.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية شون مكورماك للصحفيين معلنا نبأ الرحلة “إنها زيارة تاريخية تؤذن بالتأكيد بفتح صفحة جديدة في العلاقات الامريكية الليبية.”
وينتظر أن تلتقي رايس خلال زيارتها التي تستمر من الرابع حتى السابع من سبتمبر ايلول بالزعيم الليبي معمر القذافي. وستشمل رحلتها ايضا دول المغرب العربي الثلاث الاخرى تونس والجزائر والمغرب. وستتوقف أيضا في العاصمة البرتغالية لشبونة قبل عودتها الى واشنطن يوم الأحد.
وكان وزير الخارجية الامريكي الاسبق جون فوستر دالاس هو آخر وزير خارجية أمريكي يزور طرابلس في عام 1953 قبل أن تولد رايس.
وقال مكورماك “اذا فكر المرء في هذا الامتداد الزمني وما حدث في هذه الفترة الزمنية… فقد شهدنا هبوط الانسان على القمر والانترنت وسقوط جدار برلين وعشرة رؤساء امريكيين.”
ومن المنتظر ان توقع رايس على اتفاق اطار عمل للتجارة والاستثمار خلال زيارتها وقال مسؤولون امريكيون ان الجانبين يناقشان عددا من الاتفاقات الأخري من بينها التعليم والامن وذلك سعيا الى توسيع الروابط.
غير ان مدى سرعة تحسن العلاقات سيتوقف على تنفيذ ليبيا اتفاقا وقعه البلدان الشهر الماضي لإنشاء صندوق انساني لحل قضايا التعويضات التي تتصل بضحايا تفجيرات ليبية وامريكية.
وقال ديفيد ولش مساعد وزيرة الخارجية الذي قاد المفاوضات مع ليبيا في قضية التعويضات لرويترز “تطور العلاقات الى المستوى الذي نريده سيظل مقيدا حتى يتحقق تنفيذ هذا الاتفاق.”
وقال ولش انه لم تودع اموال في الصندوق الانساني لتوزيعها على الضحايا لكنه متفائل ان ذلك سيحدث قريبا وان رايس ستضغط على ليبيا في هذه المسألة.
واضاف قوله “اني أتوقع ان يفي الليبيون بالاتفاق. وستكون الدوافع قوية جدا ان يمضوا قدما في هذا الامر.”
ويشمل الضحايا الامريكيون أولئك الذين قتلوا في تفجير طائرة فوق لوكربي باسكتلندا في عام 1988 وهو حادث أودى بحياة 270 شخصا وتحملت ليبيا المسؤولية عنه وكذلك ضحايا الهجوم على ملهى ليلي في برلين في عام 1986 والذي قتل فيه ثلاثة أشخاص وأصيب 229.
ويعوض الاتفاق أيضا ليبيين قتلوا في عام 1986 عندما قصفت طائرات أمريكية طرابلس وبنغازي. وقتل في الهجمات 40 شخصا.
وتحسبا لرد فعل غاضب من بعض العائلات الامريكية لضحايا التفجيرات الليبية قام ولش ومسؤولون امريكيون كبار آخرون بإحاطة اقارب الضحايا علما بالزيارة قبل الاعلان الرسمي عنها.
ومسألة شائكة اخرى مع ليبيا هي شكاوى حقوق الانسان وقال ولش ان رايس سوف تثير هذه الامور لكنه رفض ذكر تفاصيل اي قضايا معينة.
وتسعى الولايات المتحدة لحمل ليبيا على الافراج عن المنشق السياسي المريض فتحي الجهمي المحتجز في مستشفى بطرابلس رغما عنه.
وقال ولش “نود ان يفرج عنه. وقد ناقشنا هذا الامر مع الحكومة الليبية واذا اقتضت الضرورة فسوف نستمر في عمل ذلك. ونحن نعتقد ان خير سبيل لتحقيق ذلك يكون في من خلال العمل الهاديء والمثابرة.”
وقال مكورماك ان قرار زيارة ليبيا “دليل ملموس” على ان الولايات المتحدة ليس لها اعداء دائمون ويقدم مثالا يحتذى لدول مثل ايران التي رفضت التخلي عن انشطتها النووية الحساسة التي يعتقد الغرب انها تستهدف انتاج قنبلة نووية.
واضاف مكورماك “ليبيا مثال على انه اذا اخذت الدول بخيارات مختلفة عن تلك الحالية تستطيع ان تقيم علاقة ما مختلفة مع الولايات المتحدة.”
المصدر :محيط [/ALIGN]
Exit mobile version