خلو الولايات
كلما أتاحت لي الظروف السفر لولاية من ولايات السودان «الشمالي» أصابتني إحساسات سالبة بأن أهل كل ولاية قد هجروها.. فحركة الشوارع تنبيء عن حركة بطيئة (وهيطة) ينقصها إعلان الوفاة.. رغم أن كثافة الحركة في الخرطوم ليست هي المقياس ولكن الوجوه التي تصادفها هناك تحس بأنها تحتاج لحراك كبير من المركز لأن الولايات إمكاناتها «يا دوب».. كمثال ولاية مثل شمال كردفان نعرف بأنها ولاية صادر الحيوان تجد أن قطاع الثروة الحيوانية فيها ضعيف الامكانات والتي هي «غنية» في مد ميزانية الولايات برسوم القطعان وغيرها وكثيراً ما أهمهم لنفسي «لماذا لا يضغط الرعاة على قادة الحكم هناك في شكل لوبي لإنجاز بعض الخدمات المهمة والعاجلة للقطاع مقابل ما يجمعونه منهم من رسوم وجبايات وكثيراً ما أهم على التحريض ولكن أتلجم وأقول فليحس المعنيون بضرورة «نفض الغبار عاجلاً… والنهوض من أجل إحقاق الخدمات المهمة مثل الإرشاد والخدمات البيطرية وتأهيل البنيات الاساسية و… و…..».. هذا مثل صغير من جملة أمثلة كثيرة تجعل الولايات لا تستفيد من امتيازها الطبيعي ببعض النعم… فهل تنبه المركز إلى ضرورة التدخل اللازم لوضع الأمور في نصابها العام وإعادة الحراك إلى قلوب الولايات.. وكلما مررنا بالمناطق الخالية من ولاية لأخرى أحسسنا بأن من حق كل مواطن من مواطني البلد امتلاك أرضاً لإعمارها أما مطرياً أو صناعياً. وبالتالي نجد أن هناك مساحات ما بين الولايات تحتاج للإعمار والإنماء وبالضرورة إنماء الولايات نفسها.. اذن مقولة ان الحياة في الولايات تسير ببطء وبوتيرة بطيئة حقيقة لا مفر منها.
موت التنمية
كثيراً ما كانت تحكي عن أيامهم النضرة في (مشروع الجزيرة) فقد كان والدهم يعمل في المشروع الذي كان يوفر لهم السكن الهاديء ولمة العائلة الحبيبة والوضع المستور فقد كانت جزئية من حياتهم مليئة بالأمل والعشم فقد كان المشروع ينبض بالنجاح الذي ينعكس عليهم فرداً فرداً.. إلى أن تشتتوا بعيداً عن المشروع الذي ما عاد ذات المشروع الذي يصدح له المواطن في مواسم الحصاد «في الجزيرة نزرع قطنّا.. نزرع نتيرب نحقق أملنا…» وما عاد الأمل ذات الأمل.
آخر الكلام:
-قبل أن نفلسف الرؤى والأحلام العراض علينا أن نتحقق من «أن المواطن ينعم بحقه..» فليكن حال السادة المسؤولين مع المواطنين مثل امهات العروس «إما أكلتوا.. شربتوا.. أبقوا مستريحين».
سياج – آخر لحظة – 1385
fadwamusa8@hotmail.com