* صحيح ان السيد الصادق المهدي مفكر وباحث من الطراز الاول.. إلخ، كما انه متحدث مفوه وله القدرة على استعراض مقدراته الخطابية الرفيعة، ويتمتع بأريحية كبيرة تجعله لا يرفض ابدا الدعوة للحديث في ندوة او الإدلاء بتصريحات صحفية لاي صحفي مهما كان تاريخه او حجمه المهني او اختلافه مع الصادق او رأي الصادق فيه، وهو ما يجعل الصادق يبدو محبا للكلام ويسميه البعض (ابو كلام).. ولكن هل هذا عيب أم ميزة؟!
* لكي اكون صريحا معكم فإنني لا اعرف حجم ونوع مساهمة الدكتور في العمل الفكري والسياسي والتنظيمي في حزب الامة ولا حتى المنصب الحزبي الذي يشغله او طبيعة العلاقة بين الرجلين.. ولا يشغلني هذا الامر بأي حال من الاحوال.. كما انني لم افهم هل يقصد بحديثه هذا توجيه اللوم للصادق المهدي ام السخرية من اعضاء الحزب!!
* غير أن ما اعرفه عن السيد الصادق بحكم عضويتي في منتدى (الصحافة والسياسة) الذي يجمع السيد الصادق ببعض الصحافيين والسياسيين في حوار فكري وسياسي عميق وكنت احد مؤسسيه، بالاضافة الى مشاركاتي في بعض اجتماعات لجنة الشؤون الخارجية بالحزب بدعوة من المرحومة السيدة سارة الفاضل نائبة رئيس الحزب للشؤون الخارجية للإدلاء بالرأي في بعض الموضوعات، برغم عدم انتمائي للحزب، وكان السيد الصادق يحضر بعضها.. إنه شخص ديمقراطي لأبعد الحدود ويبحث دائما عن الشخص الذي يلعب معه (خد وهات) ويصمد أمام (هجوماته المنسقة).. ويبدو لي أن هذا هو سبب مشكلة الرسيفرات الذين يعتقدون أنهم يجب أن يحظوا بالقرب من الصادق والصعود الى المناصب الرفيعة في الحزب بحكم (اخلاصهم) له وعندما يفقدون الأمل في الحصول على شيء يبدأون في اثارة المشاكل ويتمردون على الحزب ويصفون الصادق بالدكتاتور.. من الذي دكتره اذن إذا كان كذلك؟!
* طيلة اربعة عشر عاما ظللت اوجه الانتقادات المكتوبة والشفهية الى الصادق المهدي ولم احس بأنه يريدني أن اكون مجرد رسيفر له..!!
* في رأيي المتواضع أن من يريد أن يكون (رسيفرا) للصادق فهى مشكلته وليست مشكلة الصادق المهدي!!
مناظير – صحيفة السوداني
drzoheirali@yahoo.com
15 يونيو 2010