عاتبني خت اللوم علي

[ALIGN=CENTER]عاتبني خت اللوم علي[/ALIGN] اعجبتني مداخلة لصديقة تدعى (إيناس) على مادة (كفتي ساآآي) عن اللوم، عندما نزلت على صفحتي بـ (الفيس بوك) .. فقد حكت ضمن تعليقها:
عندى حبوبتى الله يذّكرها بالخير، مات ليها زول قريب ومرة الميت ما كانت جات عزّتها فى اخوها، قامت حبوبتى مشيت البكاء لكن وقفت فى الحيطة وعزّت الحيطة .. فى اكتر من كدا لوم ؟!!
دفعتني مداخلة الاخت (إيناس) للعودة لمربع اللوم والتلاوم، للتفكر في التنازع الذي قد يتجاذبنا، بين قضاء الواجب وبين الرغبة في الانتقام و(التسدي) في من قصّر في اداء نفس الواجب معنا .. كما قد لا يكتفي بعض غلاة اللوّامين بحضورك لأداء الواجب ومشاركته المناسبة .. حزن كانت أم فرح، بل يشترط عليك أن يكون حضورك له بمشوار مخصوص وليس مجرد (غشوة) ضمن مشاويرك التي تقضيها ..
*عندما وصل خبر وفاة والدة (النخيل) لـ (فاطمة) وأخواتها، قررن ان يقمن بالتوجه لتعزية صديقتهن الحميمة في طريق عودتهن للحلّة من مشوار كانن قد اتفقن على القيام به مسبقا لمدينة ود مدني ..
وصلن لبيت البكاء بعيد صلاة العشاء، وما أن تجاوزن الباب وتقدمن لملاقاة (النخيل)، حتى اشارت إليهن بيدها من بعيد أن (أقيفن) !! فقد علمت بفراستها أن قدومهن لم يكن من بيوتهن وانما كان عقب مشوار آخر، فلو كانن قد غادرن الحلّة بعد سماعهن للخبر لكان وصولهن قبل غروب الشمس ..
وقفت الاخوات في حرج على بعد خطوتين من مجلس (النخيل)، التي إلتفتت إلى احدى الموجودات وطلبت منها أن تخرج للشارع، فتنظر إلى موضع السيارة التي أتت بـ (فاطمة) وأخواتها، فان كان (الكبوت) يستقبل جهة الشمال فهذا يعني أنهن قد قدمن من الحلّة، أما إذا ما كان يتجه جنوبا فهذا يعني أنهن قد قدمن للعزاء من جهة واد مدني ..أي (غشوة)!! وهذا الاخير هو ما أكدته من ذهبت لاستطلاع الأمر، فما كان من (النخيل) إلا أن قالت لهن بغضب:
صدّن لـ المحل الجيتن منو .. أنا أمي ما بيجوا يبكوها من غشوة !
حدثت القطيعة بين الطرفين بسبب ما حدث، ومرت الايام وتوفت والدة (فاطمة) وكانت لها معزّة خاصة في قلب (النخيل) وتضعها في مقام والدتها .. وما أن سمعت بالخبر حتى حضرت مسرعة، وجلست في جانب الحوش على (بنبر) تبكي وتوصف على المرحومة حتى اجهدها البكاء، فاستغفرت وقامت من مجلسها وتوجهت ناحية مجلس بنات المرحومة .. وقفت فوق رؤوسهن وقالت:
الأم بالأم .. ما قمتن بالواجب في عزا أمي .. وهسي تراني ما عزّيتكن في أمكن .. كدي نبقى خالصين وخوّتنا ترجع في محلّها !
*جمعت التجارة والصداقة لسنوات طويلة بين (علي ود اللدر)، قريبه وشريكه في التجارة (حمدان)، فقد حدث بينهم خلاف كبير على بعض الامور المالية، وعمل الوشاة بينهما بـ (نقل القوالات) وتبادل الاتهامات حول من يتحمل الخسائر التي منيت بها تجارتهما، ففضوا الشراكة بينهما و(إتحاربوا) بل تماديا في الخصومة والخصام، وفجأة توفى الشيخ الطيب والد (حمدان)، فأصاب (ود اللدر) الحزن الشديد وأحس بضرورة أن يذهب ليعزي في وفاته .. بعد تردد وعدة تراجعات دخل (ود اللدر) لخيمة العزاء وتوجه في خطوات مسرعة أقرب للهرولة ناحية (حمدان) الذي وقف عندما رأه وتهيأ لملاقاته .. رفع (ود اللدر) يديه وقال بصوت جهوري (الفاتحة) فرفع (حمدان) معه الفاتحة، وقبل ان يضم يديه بـ (ولا الضالين آمين)، رفع (ود الدر) سبابته في وجه صديقه وقال بغضب:
الدوام لله .. وحربنا في محلو !!
ثم استدار خارجا بنفس السرعة.

لطائف – صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com

Exit mobile version