* بعد اربعة ايام فقط من رفع الرقابة الامنية باتفاق بين جهاز الامن وصحيفتنا، عادت اشرس مما كانت، وبالطبع كانت (مناظير) كالعادة هى الهدف الاول للرقيب برغم ان الموضوع الذى تناولته لم يكن له علاقة بالموضوعات التى اشترط جهاز الأمن على الأخ رئيس التحرير عدم نشرها لرفع الرقابة عن الصحيفة .. وهو هروب المحكومين بالاعدام فى جريمة مقتل الامريكى قرانفيل وسائقه السودانى من سجن كوبر، الذى تناولته العديد من الصحف بالتعليق بدون ان تتعرض الى ما تعرضت له صحيفتنا من رقابة وتقطيع اوصال مما يؤكد انها مستهدفة لذاتها وليس لطبيعة الموضوعات التى تتناولها !!
* من الواضح جدا ان الحكومة لم تعد راغبة فى وجود صحافة مستقلة حتى لو كانت متزنة فى ارائها ومحترمة فى تناولها لمختلف القضايا ومهنية لابعد الحدود فى اداء عملها ومستقلة عن اى غرض او مصلحة ذاتية ضيقة، مثل صحيفة ( السودانى) التى لا أدعى لها الكمال ولا ينبغى لى، ولا أغتر بها على احد ولا أضعها على رأس اية قائمة من القوائم التى يزعم الكثيرون ان صحفهم تجلس على قمتها، ولكننى أقول انها كانت وستظل إحدى الاصدارات الصحفية الوطنية التى تسعى لتقديم المعلومة الصحيحة والوعى ما استطاعت الى ذلك سبيلا، ومكافحة الفساد والسعى للاصلاح بما يرضى الله والناس ويبعدها عن مغبة التطبيل والنفاق لأحد ، وينأى بها فى الوقت نفسه عن الاثارة او المشاركة فى زيادة تعقيد الوضع المعقد فى البلاد كما تفعل بعض صحف النظام مثل صحيفة (الغفلة) !!
* صدقونى كنت سأكون سعيدا جدا لو قادت المضايقات الكثيرة التى نتعرض لها الى نتائج ايجابية فى اوضاع البلاد، ولكن للاسف ظلت الاوضاع تتعقد وتزداد سوءا من يوم الى اخر .. وما ان يظن الناس ان مشكلة ما قد انتهت وماتت حتى تطل برأس أكبر بل برؤوس اخرى مثل ذلك المخلوق الخرافى الذى تصوره افلام الرعب والرسوم المتحركة .. وليس ادل على ذلك من جريمة مقتل الامريكى قرانفيل وسائقه السودانى التى تحولت الان الى كارثة تضاف الى كوارث البلاد الاخرى بعد ان ظن الناس انها قد انتهت باعتقال المتهمين وادانتهم .. وما من شك انه لولا الصحافة الحرة المستقلة لكانت الامور اسوأ مما هى عليه الان بكثير جدا على الحكام قبل المحكومين، وهو ما لم ولن يفهمه الذين يصدرون التعليمات الحكومية المختلفة بتكميم الصحافة ومنعها من اداء واجبها تجاه الوطن والمواطنين ..!!
* بالله عليكم ما هى الفائدة التى جنيتموها من محاولاتكم المستمرة لتكميم الصحافة، وهل تظنون ان ممارسة هذا الفعل الذى تجاوزه الزمن سيحجب الحقائق عن الناس فى زمن صار فيه العالم تحت رحمة جهاز صغير فى حجم علبة الكبريت ؟!
* بالتأكيد لن يحدث ذلك ابدا ابدا مهما كانت مقدراتكم وقدراتكم وقوة اجهزتكم، وليتكم تفهمون ذلك، ولكنكم للأسف الشديد لم تفهوا ولن تفهموا .. !!
مناظير – زهير السراج
drzoheirali@yahoo.com