لم يتردد الشيخ بلة الغائب السوداني كثيراً ولم تزغ نظراته في حيرة مـُربكة حين دهمناه بغتة بالسؤال عن صحة ما يتردد عن قدرته على علاج مرض الإيدز . فأعتدل بقامته المديدة وأجاب بصوته القوي : ( نعم عالجت كتير من حالات الإيدز لأشخاص مـُصابين داخل وخارج السودان ) . وبعد أن لمح الحيرة تفتك بملامحي لملم أطراف عباءته المتناثرة وصوب نظراته الثاقبة نحوي وإستطرد موضحاً عالجت الإيدز بواسطة الحبة السوداء التي قال عنها الرسول (ص) هي دواء لكل داء ، وأضاف لكن إستخدام الحبة السوداء إنحرف مؤخراً الي الكسب المادي ، وأشار الغايب الي انه قضى ما يزيد عن الثلاثين عاماً في طب الاعشاب دراسة وممارسة ، ذكرت صحيفة حكايات أن بلة الذي قضى ثلاثين عاماً حسوماً وهو يتنقل من عشب الي آخر ومن مسامرة جان سفلي الي علوي يمزج ما بين عمله الروحاني والطب العشبي في علاج الكثير من الامراض بحسب ما يقول الا انه قال بأن تعامله مع كل أنواع الجان لا يمنعه من ممارسة عباداته ولا يدفعه لفعل المنكرات واضاف : أنا الذي اتحكم في الجن وامره وهو لايأمرني . وحذر الغائب من الخلط بين الدجل والشعوذة من جهة وبين الهبات الربانية والكرامات من الجهة الاخرى