[ALIGN=CENTER]حمل الأمهات “إعاقة” – 1[/ALIGN]
هناك موضوع تطرقت إليه كثيرا على مر السنين، ويتعلق بإجراء غريب في توظيف المعلمات كان متبعا – وربما مازال متبعا – في إحدى الدول الخليجية، وهو ان تخضع من ترغب في الالتحاق بمهنة التدريس، للكشف الطبي، الذي كان أهم بنود اختبار “الحمل” لإثبات أنه لا يوجد “حمل”، وكان الغرض منه عدم توظيف أي امرأة حامل، بحجة أن الحامل ستتوقف عن العمل لكذا شهر بعد بداية العام الدراسي او في منتصفه او في أواخره،.. ومن الثابت تاريخيا ان العالم لم يعرف تقليد/ تزوير مفاتيح الأقفال إلا في العصر الذي كان فيه الرجال الأوروبيون يخرجون للحرب فيضعون أقفالا لما يسمى بـ “حزام العفة” الذي كان يصنع من الحديد لضمان أن زوجاتهم لن “يذاكرن” من وراء ظهورهم، أي ينحرفن، خلال غيباتهم الطويلة في الحروب.وهكذا فإن الراغبات في الالتحاق بسلك التدريس في تلك الدولة الخليجية، صرن يلجأن للتزوير إذا كانت الواحدة منهن تعرف أنها حامل أو تشك في أنها حامل، تطلب من صديقة او قريبة تعرف أنها غير حبلى، أن تتبرع لها بعينة البول او الدم.. ويا ما شربت الكثيرات مقالب أضاعت عليهن فرص العمل في أي مجال، فبينما هي واثقة من أنها ستطلع براءة من الحمل، لأن “العينة” التي قدمتها للفحص من آنسة شريفة، تأتي نتائج الفحوص الطبية لتشير إلى إصابتها بالتهاب الكبد المعدي الوبائي، وتقوم السلطات بإبعادها فورا.. وقد يرفضون تعيين واحدة لأنها مصابة بقصور في وظائف الكلى.. ولا تستطيع المسكينة أن تقول: أنا بريئة.. العيانة فعلا هي صاحبتي/ قريبتي فلانة (من عجائب ثقافتنا الصحية أننا نجعل من الأطباء رجال شرطة ونيابة عامة، ويقول الواحد منا: احتجزوني في المستشفى لأنهم “اتهموني” بالتهاب الزائدة الدودية.. وزوجة فلان اتهمها الدكتور بالسكري والمسكينة طالعة ونازلة منذ أسبوعين لإجراء المزيد من الفحوصات.. قليلون منا من يقول: بعد تشخيص حالتي يرجح الطبيب أنني أعاني من التهاب الزائدة الدودية/ السكري إلخ، لأنه ليس في قاموسنا اليومي ما يقابل كلمة قياprognosis الانجليزية التي تعني التكهن باتجاهات ومآلات المرض).كل مجالات العمل في الشرق والغرب تقع تحت سطوة الذكور، وشئنا أم أبينا فإن الرجال أكثر عنصرية/ عصبية من النساء، بمعنى أنهم يعتبرون أنفسهم قبيلة واحدة عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع النساء، وقد أدى هذا فيما أدى الى ظهور حركات النسونة feminism المتطرفة التي تتعامل مع الرجال كأعداء (والحركات النسائية شيء والنسونة شيء آخر).. من تجربة طويلة في الحياة العملية أملك عشرات الأدلة على أن الرجال لا يميلون الى وجود النساء إلى جانبهم في بيئات العمل، باعتبار ان وجودهن يعيق العمل فالشخصية النمطية للمرأة هي أنها كثيرة المرض فحتى لو كانت في كامل عافيتها فإنها ستغيب كذا مرة في السنة لأنها زعلانة من رئيسها المباشر، أو لأنها ختنت ولدها أو لأن ابنتها مريضة أو لأن زوجها في إجازة وهو من النوع النقناق الذي يريد أن يتناول غداءه في الواحدة ظهرا في حين أنها لا ينبغي ان تترك مكان العمل إلا في الثالثة عصرا.. ولكن ما يثير عجبي وغضبي هو أن هناك من يعترض صراحة على توظيف النساء المتزوجات لأنهن “يحملن” ولابد لهن من إجازة ولادة ورضاعة وبطيخ، وسأحكي في المقال التالي واقعة جعلت ضغط الدم عندي يرتفع حتى تدفق بعض الدم عبر أذني
أخبار الخليج – زاوية غائمة
jafabbas19@gmail.com