واكد وزير الدفاع الوطنى، الفريق اول عبد الرحيم محمد حسين، سيطرة القوات المسلحة على الاوضاع بمناطق التعلية ومنزا وود الماحي ام درفة.
وقال خلال لقاء الرئيس عمر البشير بقادة القوى السياسية مساء امس انه تم تأمين الدمازين والرصيرص والتعلية، كما ان الحياة عادت الى طبيعتها بمدينة الدمازين.
واشار وزير الدفاع الى ان القوات المسلحة دفعت بتعزيزات قبل يوم من عيد الفطر المبارك لتأمين تعلية خزان الرصيرص، وقال ان القوات المسلحة تصدت للمتمردين امس فى معركة كبيرة فى جبل دندرو، مبينا ان القوات المسلحة افشلت ثلاث محاولات للهجوم على قيسان.
وتفقد الحاكم العسكري لولاية النيل الأزرق اللواء يحيى محمد خير امس مقر منسقية الدفاع الشعبي بالدمازين.
وأوضح محمد خير أن القوات المسلحة تمسك الآن بزمام المبادرة في كافة المحاور وأن الأخبار السارة ستتوالى على الشعب السوداني بانتصارات الجيش في مسارح العمليات.
وأكد أن القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى تمكنت من تأمين مدينة الدمازين تماماً، موضحاً أن الظروف متاحة تماماً لعودة الفارين ومزاولة حياتهم بصورة طبيعية.
من جهته قرر المؤتمر الوطني بولاية النيل الأزرق إعادة فتح مقره ظهر امس لممارسة أنشطته بصورة طبيعية بعد أن تم تأمين مدينة الدمازين من قبل القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى.
ووجه القيادي بالمؤتمر الوطني حسين يس نداءً للأهالي النازحين بالعودة وممارسة حياتهم بصورة طبيعية، بعد أن تمكنت القوات المسلحة من تأمين المدينة تماماً.
وقال نائب رئيس المؤتمر الوطني بالولاية عبدالرحمن أبومدين للمركز السوداني للخدمات الصحافية إن الأوضاع بدأت تعود إلى طبيعتها وبدأ النازحون العودة التدريجية إلى منازلهم، متهماً الشيوعيين ببث الشائعات عن نية الحكومة قصف تجمعات النازحين بالطائرات الحربية، مؤكداً أن البنوك والمدارس والأسواق التي كانت في إجازة العيد قبل إندلاع أحداث التمرد بدأت في معاودة نشاطها الاعتيادي.
وكشف أبومدين عن تشكيل لجان لإعادة النازحين إلى منازلهم بالتنسيق مع ولايتي سنار والجزيرة.
ودشن المؤتمر الوطني ولاية الخرطوم قافلة «اسناد مدني» الى النيل الازرق امس تتكون من مواد غذائية بقيمة 500 ألف جنيه، كما تضم سيارتي اسعاف وادوية.
من جهتها، اعربت جمعية الهلال الاحمر السوداني، عن بالغ قلقها ازاء المواجهات التى شهدتها ولاية النيل الازرق اخيراً، واشارت الى نزوح حوالى 35 الف اسرة، وحذرت من انهم يعيشون ظروفا مأساوية بالغة التعقيد « حيث يعيشون بلا مأوى وسط نقص حاد فى الاحتياجات الانسانية».
وقالت المنظمة في تعميم صحافي امس، ان مدينة الدمازين حاضرة الولاية هي الاكثر تضرراً جراء المعارك «وهي شبه خالية الآن من السكان» بعد مغادرة اعداد كبيرة من الاهالى للمدينة فى اتجاه الريف الشمالي وصولا الى مدينة سنار.
واوضحت ان مدينة سنار لم تشهد مثل هذا العدد من النازحين من قبل، واشارت الى لجوء نحو ثلاثة آلاف شخص الى اثيوبيا ـ معظمهم من النساء والاطفال ـ قالت انهم نزحوا من محلية الكرمك والمناطق المجاورة.
وافادت المنظمة ان متطوعي الهلال الاحمر فرع النيل الازرق اجروا مسحا ميدانيا لتقدير حجم الاحتياجات، واضافت ان الامانة العامة تعكف حاليا على انفاذ خطة طوارئ عاجلة تقضي بتوفير المساعدات الانسانية والادوية لنحو 35 الف اسرة نازحة بجانب ارسال فريق الاستجابة للكوارث من الخرطوم وفرع ولاية كسلا.
وقالت ان متطوعي وحدة الدمازين اجلوا اعدادا من الجرحى الى مستشفى المدينة، وهناك بعض الاحياء التي دارت فيها مواجهات سيدخلها المتطوعون فى غضون الساعات القليلة القادمة لتقييم الوضع الانسانى والتعامل مع الجثث الموجودة بها، وسيتم التعامل مع الجثث وفق الإجراءات والمعايير الدولية في مثل هذه الحالات.
وذكرت انها ارسلت مساعدات عاجلة تشمل الادوية والمواد غير الغذائية لنحو 750 اسرة نازحة بمدينة سنجة بولاية النيل الأزرق، واستنفرت 200 متطوع لتقديم المساعدة بجانب إنشاء عيادة بمدينة سنجة لتقديم الخدمات العلاجية للنازحين، وقالت انها تعمل الآن مع شركائها فى الحركة الدولية للصليب والهلال الاحمر على توفير المساعدات وارسالها بصورة عاجلة للنازحين.
وعبرت وزارة الخارجية عن قلقها البالغ إزاء ضمان سلامة الرعايا الأجانب الذين يعملون في مشروعات تنموية بولاية النيل الأزرق، وحمّل المتحدث الرسمي باسم الخارجية، العبيد احمد مروح، المسؤولية القانونية والأخلاقية الكاملة للمتمردين من منسوبي الحركة الشعبية بشأن سلامة هؤلاء الرعايا، بجانب تحملهم مسؤولية تعطل مشروعات التنمية، ونهب ممتلكاتهم الشخصية وعدد من الآليات العاملة في هذه المشروعات. واضاف ان السودان لن يدخر وسعاً في سبيل ضمان سلامة الاجانب في المنطقة.
وفي هذه الاثناء، نقل المركز السوداني للخدمات الصحافية أن رئيس الوزراء الأثيوبي مليس زناوي اكد ثقته في جدية الرئيس عمر البشير في إحلال السلام في السودان، مندداً بالأطراف التي تسعى لاشعال فتيل الأزمة بولاية النيل الأزرق باعتبار أنه لا توجد مبررات تسوّغ العودة لمربع الحرب من جديد.
والتقي مدير جهاز الامن الفريق أول محمد عطا رئيس الوزراء الأثيوبي أمس الاول، ناقلاً رسالة شفهية من الرئيس البشير الذي ثمن دور زيناوي ومبادرته إبان زيارته الأخيرة للسودان، مشيراً لترحيب حكومة وشعب السودان بالمبادرة. وأطلع عطا، زيناوي على تطورات الأوضاع بولاية النيل الأزرق وأحداث عشية الأول من سبتمبر.
وفي الدمازين، أدان المجلس التشريعي للنيل الأزرق محاولات الحركة الشعبية لجر الولاية لمربع الحرب.
وقال رئيس المجلس محمد الحسن عبدالرحمن إن المجلس بصدد قطع إجازته وعقد جلسة طارئة للتداول في تداعيات الأحداث الأخيرة التي شهدتها الولاية.
كما أعلن اتحاد طلاب ولاية الخرطوم عن تنظيمه مسيرة طلابية كبرى بحدائق الشهداء بالخرطوم اليوم لإدانة العدوان الغادر على أهالي النيل الأزرق من قبل الحركة الشعبية وقائدها مالك عقار. [/JUSTIFY]
الصحافة