وأكدت الصحيفة أن الرسالة التي كُشفت أمس الاثنين عشية عيد الفطر وتحمل توقيع الملا عمر، جاءت بعد إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما في شهر يونيو/حزيران أن عشرة آلاف جندي أميركي سيغادرون أفغانستان بنهاية هذا العام. وتأتي هذه الخطوة في إطار انسحاب متسارع للقوات الأجنبية ينتهي عام 2014 وهو تاريخ نقل السلطة للأفغانيين.
وكشفت الصحيفة أن الملا عمر قال “هذا يعطينا أخبارا جيدة عن نصر ساحق ووشيك ومستقبل مشرق”.
وأوضحت أنه رغم نبرة الانتصار فإن الرسالة أسرعت إلى السخرية من المؤتمر الوطني الذي سيعقد في بون بألمانيا في ديسمبر/كانون الأول المقبل، وهو مؤتمر يُتوقع أن يجمع ممثلين عن تسعين دولة ومنظمة دولية، وكذلك الحكومة الأفغانية وبعض المعارضين المسلحين.
وقالت الرسالة “هذا المؤتمر مثل سابقيه، سطحي وموجه لغاية محددة”، وأكدت أنه جزء من الجهود الأميركية لتشتيت الرأي العام ومنع الأفغانيين من حل مشاكلهم بأنفسهم.
وقالت الصحيفة إنه لم يتسن التأكد من صحة الرسالة، لكنها أرسلت لصحفيين من بريد إلكتروني سبق استخدامه لإذاعة بيانات الملا عمر، كما أنها نشرت على موقع تستخدمه حركة طالبان.
ونقلت الصحيفة عن خبراء قولهم إن ثبوت نسبة الرسالة إلى الملا عمر، يعني أنها أكثر رسائله شمولا حتى الآن، وذلك لاعتمادها خطابا عمليا نحو المعتدلين الأفغانيين.
وقال دانيال ماركي، وهو عضو بمجلس العلاقات الخارجية في واشنطن “الهدف هو إظهار الصراع بأنه ضد الغزو الخارجي والإيحاء بأن طالبان يمكن أن تكون حركة سياسية معتدلة”،
ومن جهته قال توماس روتينغ -أحد مديري شبكة محللي أفغانستان- إن هناك خطابا لينا تجاه حكومة كابل مفاده أن طالبان لا تريد احتكار السلطة.
كما ذكرت الصحيفة نقاطا أخرى وردت في الرسالة حيث قالت “إنه لا جدوى من الانسحاب الجزئي، والقصف الأعمى والغارات الليلية والوحشية والتعذيب الذي يمارسه الغزاة يزيد في إشعال جذوة الجهاد، لأن الأفغانيين لن يقبلوا قواعد أميركية دائمة في بلادهم أو الألعاب الاستعمارية الأخرى”، وختمت الرسالة بالقول “إذا غادر الأجانب وساد نظام إسلامي مستقل، سيبني القادة الأفغانيون علاقة صداقة مع جميع دول العالم”.
الجزيرة نت