جميع صور الألبوم هي لأمريكية كان مولعا بها من دون أن يدري بهذا الولع الصامت أحد، حتى ولا المرأة التي كانت نجمة البيت الأبيض طوال 8 سنوات في عهد الرئيس الأمريكي السابق، جورج بوش، وهي سكرتيرته للأمن القومي ووزيرة الخارجية فيما بعد، كوندوليزا رايس، أو “ليزا” وأحيانا “كوندي” كما سمعوه يختصر اسمها.
ذلك الألبوم عثر عليه الثوار حين دخلوا بيته الأربعاء الماضي. ويبدو أنهم لم ينتبهوا لمعنى وجود صور بالعشرات لرايس في غرفة زعيم متزوج وأب لثمانية أبناء من زوجتين، فأهملوه وتركوه، الى أن وقع الألبوم بأيدي من يعرف أهميته، وهم إعلاميون فاجأتهم الصور ولم يجدوا لها إلا تفسيرا واحدا.
بالتأكيد هناك حكاية حب من طرف واحد عاشها العقيد القذافي في فترة ما من السنوات العشر الأخيرة، بحسب ما توحي به الصور، كما ما تدل عليه مواقفه في تلك المدة، بل إن معظم تصرفاته كانت تكشف عن وقوعه في حالة إعجاب الى حد العشق بكوندوليزا التي ما زالت عزباء، مع أن عمرها 57 سنة الآن.
نراه في إحدى الصور مثلا وهو واقف منشرح وسعيد وكوندوليزا الى جانبه خجولة بعض الشيء، ونراه في صورة ثانية وهو جالس مستكين يتأمل فيها، بينما لا تدري هي أي مشاعر كانت تختلج في نفسه أثناء لقائها به في 5 أيلول/سبتمبر 2008 ببيته في طرابلس الغرب، وكانت أول زيارة يقوم بها وزير خارجية أمريكي منذ 1953 الى ليبيا.
وأهداها القذافي خلال الزيارة نسخة من “الكتاب الأخضر” وخاتما من الماس وعقود وقلادة حفر بداخلها صورته، وهو ما بلغت قيمته 212 ألف دولار، طبقا لما ورد عنها في جردة أعدها البيت الأبيض في 2009 بالهديا التي تسلمها الرئيس الأمريكي والمسؤولون معه بشكل عام، لذلك تم وضعها في المكتبة الرئاسية الأمريكية، وطواها النسيان واختفت من ذاكرة رايس بالتأكيد.