وقد ذكر أطباء الفراعنة البصل في قوائم الأغذية المقوية التي كانت توزع على العمال الذين اشتغلوا في بناء الأهرامات، كما وصفوه مغذياً ومشهياً ومدراً للبول.
وفي هذا الصدد، أكد الدكتور حسن فكري منصور مدير مركز ابن سينا للتغذية بدمنهور، أن الأبحاث أثبتت أن هناك كثيراً من الخضراوات والفواكه لها فعل مضاد للميكروبات ومطهر من الجراثيم وهذه هى بعض نتائج الأبحاث والدراسات.
وأوضح فكري أن البصل يتميز بفائدته الكبيرة في قتل كثير من الميكروبات الضارة بصحة الجسم, حيث أظهرت نتائج الأبحاث التي أجراها أحد العلماء الروس على 51 نوعاً من النباتات ذات الفاعلية في قتل الجراثيم, مؤكداً أن البصل في مقدمة هذه النباتات وهى نفس النتيجة التي توصل إليها الفراعنة منذ بدء الحضارة ولذلك يقبل المصريون على تناوله في شم النسيم.
وتؤكد هذه الدراسة أيضاً أن قوة البصل في قتل الميكروبات وصلت إلى حد أن المواد الكبريتية المتصاعدة من سطح البصلة عند تقطيعها تكفي لقتل بعض الميكروبات التي تسبب تقيح الجروح وغيرها. وقد أثبتت التجارب أيضاً أن لخلاصة البصل الطازج مفعولاً قاتلاً للجراثيم التي تستوطن الفم والحلق والأمعاء, مثل البكتيريا العنقودية والسبحية والبكتيريا المسببة للدفتريا.
لذا ينصح فكري بتناول البصل الطازج أو استخدام بخار البصل في تطهير الجروح أو التهابات الجهاز التنفسي او الحنجرة او استخدامه كلبخة على الدمامل والخراريج.
وللتخلص من رائحة البصل بالفم, يمكن تناول بعض عيدان المقدونس مع مضغها جيداً, أو تناول ملعقة من العسل بعد أكل البصل مباشرة.
وقد قدسه أيضاً اليونانيون ووصفه أطباؤهم لعدة أمراض ونسجت الاعتقادات القديمة حوله خرافات كثيره منها أن القشور الرفيعة التي تحيط بالبصل تقدم تنبؤات رصدية عن الطقس فإذا كانت عديدة ورقيقة وشفافة كان الشتاء قاسياً.
ويروي بعض مؤرخي القارة الأمريكية أن الهنود الحمر عرفوا البصل وتداولوا استعماله واطلقوا عليه اسم “شيكاغو” وسميت مدينة “شيكاغو” باسم البصل، ومعنى شيكاغو “القوة والعظمة”.
واليوم نتحدث عن فوائد البصل التي لا تنتهي والتي أكدتها تجارب أجريت عليه في بريطانيا، أن أكل البصل طازجاً أو مطهواً بالزيت أو السمن أو مشوياً، يقلل من نسبة الإصابة بجلطة الدم، وبينت الأبحاث أنه نظراً لاحتواء البصل على مادة “الجلوكوزين” الشبيهة بهورمون الأنسولين، فإنه يساعد في تنظيم سكر الدم.
وأشار خبراء التغذية في كلية فكتوريا وجامعة نيوكاسل البريطانية، إلى أن أكل البصل له دور مؤثر في تجنب هشاشة العظام، لمنعه من الحد من المواد المعدنية خصوصاً الكالسيوم المتوافر في خلايا العظام، كما أنه غني بفيتامين “ج” والكالسيوم، والمغنيسيوم والفوسفور والبوتاسيوم، والصوديوم والكبريت وحامض الفوليك وقليل من الحديد والنحاس والزنك.
وقد أجريت التجارب الإكلينيكية على 22 مريضاً تراوحت أعمارهم بين 19 و78 سنة، وكان يقدم لهم مع طعام الإفطار 60 جراماً من البصل بصور مختلفة، وكانت النتيجة حصولهم على مناعة ضد الإصابة بالجلطات.
وكان الباحثون في الدراسة يجرون باستمرار تحاليل على عينات من دماء المرضى، وتبين أن العامل الموجود في تركيب البصل، والذي يمنع الجلطة ويقلل من نسبة الإصابة بها، لا يتأثر بالحرارة ولا يذوب في الماء.
ويحتوي البصل على مواد مدرة للبول والصفراء، ومنشطة للقلب والدورة الدموية، وفيه خمائر وأنزيمات مفيدة للمعدة، ومواد منبهة ومنشطة للغدد والهرمونات، كما ثبت أن فيه مضادات حيوية أقوى من البنسلين والأورمايويسين والسولفات، لذلك فإنه يشفي من أمراض مثل السل والزهري والسيلان، ويقتل كثيراً من الجراثيم الخطرة.
ويعد البصل مصدراً غنياً لنوع من الأوكسيدان الذي يحول دون الإصابة بداء السرطان، ويحول كذلك دون إصابة العين بداء المياه البيضاء، ولذلك يوصى المسنون بأكله.
كما أظهرت التجارب أيضاً أن البصل يمنع التجلط في شرايين القلب، ولذلك فإنه يعد من الأدوية الوقائية المهمة للمحافظة على سلامة القلب، ومنع حدوث الأزمات والذبحة الصدرية، ونصح الباحثون المصابين بالبول السكري بتناول بصلة متوسطة الحجم يومياً باعتباره يخفض كمية السكر في دم المصاب.
وقد أكد الباحثون أن تناول البصل مطبوخاً، يفيد في علاج السعال وخشونة الصدر، إلى جانب أن أكله نيئاً أو مطبوخاً يدر البول، مشيرين إلى أن رأس البصلة الناضجة مطهر ممتاز وطارد للغازات وفاتح للشهية.
وحتي يكون حديثنا كله من وحي الطبيعة، وبعيداً تماماً عن الكيماويات ، فقد أكد باحثون هولنديون أن تناول نصف بصلة متوسطة يومياً، يقلل من خطر الإصابة بمرض سرطان المعدة.
وأشار الدكتور الهندي منون بعد تحقيقات استمرت عامين في كلية الطب بجامعة نيوكاسل البريطانية، إلى أن البصل الخام أو المطبوخ أو المقلي يحول دون حدوث الجلطة القلبية والدماغية، كما أكدت الأبحاث مؤخراً، أن أكل نصف بصلة نيئة يومياً يساعد على الوقاية من أمراض القلب وعلاجها أيضاً.
وأوضح الباحثون أن المركبات الكبريتية اللاذعة المتوفرة في البصل، لها القدرة على مهاجمة بكتريا “هيليكو باكتر بايلوري” المسببة للقرحة، وبالتالي قد تساعد في منع تطور الإصابة في سرطان المعدة الذي يصيب أكثر النساء بمقدار الضعف.
وخلصت الدراسة إلي أن البصل مقوي للمعدة، ومفيد في معالجة العقم الناجم عن نقص عدد الحيوانات المنوية، ومقوي للجهاز العصبي والكبد والكلى ومدر للبول ومذيب للرواسب البولية، كما أنه مضاد للروماتيزم، مطهر، مضاد للجراثيم وللتصلب الشرياني والتجلط، منظم للغدد، خافض للسكري طارد للديدان، منوم خفيف، مفيد للجلد، يساعد على التركيز، ويبعد الأرق الذهني والتعب، ويساعد على تقوية ونمو الشعر.
وكانت دراسة علمية حديثة قد أكدت أن تناول عصير البصل المخفف بالماء يؤدي إلي خفض نسبة السكر في الدم مما يتيح لمرضي السكري استخدامه بدلاً من الأقراص المخصصة لهذا الغرض ، كما أن المركبات النباتية المضادة للأكسدة الموجودة بالبصل تسهم في تقليل خطر الإصابة بسرطان الرئة ، كما وجد الباحثون أن مادة “كويرسيتين” الموجودة في البصل تحمي من سرطان الرئة بشكل أفضل من مادة “نارينجين” الموجودة في الجريب فروت الأبيض.
كما أظهرت دراسة جديدة أعدتها الجمعية الوطنية الأمريكية للبصل أن البصل يساعد على خفض ضغط الدم والكوليسترول.
وأوضحت الدراسة أن البصل يحتوى على مادة أورجانوسولفور “الكبريت العضوي” المعروف عنها دورها فى تخفيض ضغط الدم والكوليسترول.
وأوضحت الدراسة ان البصليات مثل الثوم والبصل والكراث تحتوى على مادة “أليناز” وهى إنزيم من شأنه تسريع التفاعلات الكيميائية وهو ما يجعل البصل مسيلاً للدموع.
ويحتوى البصل أيضاً على مواد أخرى مثل “الفروكتان” وهى مصدر الألياف القابلة للذوبان التى تقلّص معدلات الإصابة بسرطان القولون والمستقيم فيما يخفف الفلافونويد التأكسد.
ويعتبر البصل مصدراً جيداً للألياف وفيتامين “ج” ولايحتوى على الدهون أو الكوليسترول.
وبهدف التخفيف من الدموع بسبب البصل توصى الدراسة بوضع البصل فى الثلاجة لمدة 30 دقيقة على الأقل لأن البرد يقلص التفاعلات الكيميائية فيه.[/JUSTIFY]
محيط