وتحدث عدد من المغتربين عن أنهم امضوا سنوات طويلة وهم يصومون شهر رمضان المعظم في ارض الغربة، وانهم يحلمون باللحظة التي تنقلهم الى الوطن، في وقت قادم.
وقال زين العابدين بدر محمد: أمضيت أكثر من عشرين عاماً في السعودية، وطوال هذه السنوات كنت أصوم شهر رمضان بالسعودية، وذلك بحكم العمل وجدولة الإجازات، وتجدني أشعر بحزن عميق على أنني لم أصم في السودان في وقت قريب، غير أنني مازلت أحمل أجمل الذكريات عن تناول إفطار رمضان بالسودان، حيث يحمل كل شخص من أهل القرية «صينيته» ويتوجه الى خارج المنزل حيث يتجمع أهل القرية في عدة حلقات. ومن خلال ذلك يطرحون قضاياهم ويناقشون الموضوعات السياسية والرياضية في أريحية لا توجد إلا في السودان.
وأضاف: أحلم باللحظة التي تنقلني الى ارض السودان، ويقوى الأمل بأن قرار الاستقرار النهائي أصبح وشيكاً خاصة أن الشركة التي اعمل بها بصدد تغير أنشطتها، وهو سبب منطقي لمغادرة السعودية، وبذلك سننعم بإذن الله بالصيام مع الأهل والأصدقاء، ونعيد ذكريات الزمن الجميل مع الحلومر والبليلة والعصيدة.
ويرى الصادق عباس أن المغتربين يحاولون إعادة ألق الإفطار الجماعي في السودان، وذلك عبر ابتهال المناسبات للإفطار في الاستراحات العامة لضمان وجود أكبر عدد من المغتربين، لذلك تنشط الجمعيات والروابط في تقديم الدعوات لعضويتها لإفطارجماعي، وهم بذلك يحاكون ما يحدث في السودان.
وقال: طبعا الصوم في السودان له بريق خاص، خاصة عند اذان المغرب والطقوس التي تمارس أثناء ذلك، وهو بخلاف السعودية، حيث يفطر كل مغترب داخل شقته.
وأكد إسماعيل محمد علي عباس انه وصل من السودان قبل خمسة أيام، وقد سعد بالصوم خلال أيام رمضان الماضية في السودان بعد طول غياب، مبينا أن الصوم والإفطار في السودان له نكهة خاصة لا تتوفر في أرض الاغتراب.
وذكر أن وقت تناول الإفطار في السودان فيه الفة ومحبة حينما يلتقي جمع من الناس حول مائدة رمضان، وهم يتبادلون الصحون والكؤوس في جو بهيج، وهو الشيء الذي لا يتحقق في الغربة.
وقال علي الصادق الصافي: لقد زرت أكثر من ثماني دول، واغتربت في ثلاث دول، ولكن لم أجد أفضل واجمل من السودان من حيث علاقات الناس وترابطهم رغم الظروف التي ألمت بالسودان وحالة الغلاء الفاحش، ويبقى صوم رمضان وتناول الإفطار في السودان أفضل من أي مكان آخر، اما شخصي فللأسف الشديد لم انعم بالصوم في السودان منذ عشر سنوات، الا أنني مازلت أتذكر أجمل الأوقات ونحن نحمل أطباق رمضان ونسابق الخطى الى ساحة الديوان الخارجية حيث يتجمع أهل الحي انتظارا لرفع اذان المغرب، ليتناول الجميع الافطار في الهواء الطلق بعيدا عن الضغوط التي نعيشها نحن في ارض الغربة.
وقال عز الدين عمر الصافي: لم أسعد بالصيام وتناول الافطار في السودان منذ اكثر من خمسة عشر عاما، قضيتها في السعودية، الا ان الصور والمشاهد الجميلة لرمضان في بلادي مازالت تعيش في الذاكرة، حيث يقوم الصغار خاصة في الأرياف بتنظيف الشوارع منذ وقت مبكر، وتجهيز «الفرش» لتناول إفطار رمضان ضمن مجموعة كبيرة من الأشخاص، وهي ميزة نفتقدها في الغربة، حيث يلزم كل شخص شقته، وكانه في سجن انفرادي.
وأضاف: إن محاولة بعض الجمعيات والروابط إقامة افطارات جماعية في الاستراحات العامة، يعتبر أمراً جيداً، كونه يجمع عدداً كبيراً من أبناء الجالية، ويذكر الجميع بأجواء رمضان بالسودان الذي أتمنى ان نعود اليه قريبا، حتى نعيش مثل هذه المناسبات السعيدة وسط الاهل والأصدقاء، ونتمنى للسودان ان يسوده الأمن والاستقرار والسلام، وأن يتحقق رغد العيش بعد طول معاناة. [/JUSTIFY]
الصحافة