* بمثل هذا القانون يمكن للحكومة أن تضمن غلق هذا الملف تماما واعتقال وجر اي شخص الى المحكمة بدون أن تثير عليها غضب أحد ما دامت تفعل ذلك وفق القانون حتى لو كان معيبا وسيء السمعة!!
* وصدقوني، فإن اصدار مثل هذا القانون ليس عيبا أبدا فهنالك سوابق قانونية مماثلة في الداخل والخارج حتى في أكثر البلاد ديمقرلاطية في العالم وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية التي سنت قوانين عديدة في مراحل مختلفة من تاريخها للانتقاص من حقوق الانسان مثل (قانون النشاط الهدام) والاجراءات المرافقة له في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية التي اشتهرت باسم (المكارثية) نسبة لمبتدعها السناتور (جوزيف مكارثي) الذي كان يتهم خصومه بالشيوعية ويقتص منهم بسبب وبدون سبب، او كالقوانين التي ابتدعها (جورج بوش) لاعتقال وحبس الابرياء في خليج غوانتانمو التي لا تزال سارية المفعول حتى هذه اللحظة وغيرها!!
* صحيح أنها قوانين سيئة ومنافية لحرية وكرامة الانسان والمواثيق الدولية..إلخ، ولكنها على كل حال تبرر للسلطة أمام القانون والناس، ما تقوم به من أفعال وحشية.. ولكن أن تنتهك السلطة حقوق الناس هكذا خبط عشواء بدون وجود مثل هذا القانون الظالم فهو امر غير مقبول اطلاقا!!
* هب أنني تلقيت دعوة كوني طبيبا بيطريا للمشاركة في ندوة علمية تنظمها المحكمة الجنائية الدولية بالتعاون مع وزارة الصيد والأسماك الهولندية عن (أفضل السبل لتمليح الفسيخ) باعتبار أنها تنوي زيادة دخل اعضائها بالاستثمار في تصنيع وبيع الفسيخ، وهو عمل تجاري لا غبار عليه مثل الذي تفعله الهيئة القضائية عندنا بالاستثمار في مجال أنتاج وبيع البيض والألبان، كما أنه عمل لا علاقة له (بقواضي) أو جرائم، فهل يصح أن أفاجأ عندما اذهب الى المطار بمن يمنعني من السفر ويصادر جوازي بدون أن ارتكب ما يبرر هذا الفعل؟!
* على الأقل يجب أن أعرف أن مشاركتي في نشاط له علاقة بالمحكمة الجنائية الدولية حتى لو كان عن (تمليح الفسيخ)، جريمة يعاقب عليها القانون فأحمي نفسي من العقاب والشحططة في المطار.. وملعون أبو الفسيخ ومن يساعد الجنائية في تمليحه!!.
مناظير – صحيفة السوداني
drzoheirali@yahoo.com
1 يونيو2010