لماذا لم تسقط الحكومة في السودان؟!!..شباب ثورة 25 يناير يطلبون شهادة البشير في محاكمة مبارك

[JUSTIFY]مساء الأربعاء الماضي كان شباب ثورة 25 يناير يملأون البهو الأنيق لفندق (سميراميس) الذي يقيم فيه الدكتور نافع علي نافع مساعد رئيس الجمهورية والوفد المرافق له، حضور هؤلاء الشباب كان صاخباً وهم يتمددون في باحة المكان حتى خُيل اليّ أن شباب ميدان التحرير كافة سيكونوا بيننا في الموعد المضروب للقاء الوفد السوداني، لكن زميلاً صحفياً أخبرني بأن ائتلاف شباب الثورة يضم تحت مظلته ما يربو عن الـ (200) تنظيم وأن الكيان الحارس لمكتسبات الثورة المصرية تشعبت عضويته حتى وصل إلى هذا العدد الكبير من الممثلين وربما أكثر. كان واضحاً ان هذا الشباب (مختلف) ومسكون بـ (السياسة) وهواجس ما بعد الثورة، ذلك ما لمسته من أحاديث جانبية مع بعضهم – لكنه كان بادياً أن هؤلاء الثوار اليافعين غارقون في الشأن المصري حتى النخاع وانهم لا يستصحبون من قضايا الآخر إلا قشورها، وقد اتضح لي انهم بعيدون جداً عن قضايا السودان، وقد ظل بعضهم يردد محفوظات بعض النخب المصرية التى تعزو انفصال الجنوب مثلاً لتطبيق الشريعة الاسلامية – في الجنوب والشمال – ومن شابه أباه فما ظلم أسئلة ساخنة

شباب (25) يناير كان ثورياً فى طرحه وهو يحاصر الوفد السوداني بالأسئلة الساخنة والمفخخة، لكن الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل مستشار رئيس الجمهورية، أمين العلاقات الخارجية بالحزب وقيادات من المؤتمر الوطني د. الوليد سيد مدير مكتب الوطني بالقاهرة، والمهندس عبد المنعم السني امين أمانة الشباب، والأستاذ ياسر يوسف نائب أمين دائرة الاعلام تصدوا لأسئلته بحكمة وصبر حتى تمكنوا من تقريب الصورة والخروج من كمين المحاكمة الذي حاول شباب الثورة نصبه لقيادة الوفد السوداني.
أسئلة بعض شباب 25 يناير لم تكن تستصحب قيمة وأهمية الحوار حول القضايا المشتركة بين السودان ومصر في منظورها المستقبلي، ولكنها كانت تخرج في شكل سهام للنيل من شرعية النظام القائم في السودان، وربما كان بعضهم ينظر إلى مسألة التغيير كـ (موضة) يفترض ان تنتظم البلدان العربية كافة، بغض النظر عن الفرق في طريقة الحكم من دولة الى أخرى ودون إدراك للمعادلات الداخلية والخارجية التي تحدد عمر الأنظمة.
الشباب رموا الوفد بسلسلة اتهامات كانت تؤدي جميعها الى التشكيك والطعن فى شرعية النظام القائم بعد انفصال الجنوب وحدوث الثورة في مصر.

غرور الثورة
الحديث عن وجود معتقلين سياسيين في السودان، والالحاح في السؤال عن الاسباب التي لم تؤدِ الى رحيل حكومة الرئيس عمر البشير من دون الحكومات في المنطقة.
كل هذه وغيرها كانت أسئلة أنتجها فيما يبدو غرور الشباب المصري وإحساسه بأنه فعل ما لم يستطعه الأوائل، وهو الأمر الذي خاطبه الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل مستشار الرئيس حينما دعاهم للنأى عن الغرور بسبب إحساس متعاظم يقول إنهم فعلوا أمراً لم يحدث في تاريخ البلدان العربية. ورطة ثائر

في مستهل اللقاء انتصب أحد هؤلاء الشباب واقفاً، ولعله كان ممثلاً لواجهة تسمى الاتحاد الدولي للثوار العرب قائلاً: حتى لا أنافقكم أنا من نظم الوقفة الاحتجاجية اليوم – الاربعاء الماضي – أمام مبنى السفارة السودانية بالقاهرة مطالباً بإطلاق المعتقلين السياسيين – لحظتها عاجله د. مصطفى بقوله: أعطنا اسم واحد لمعتقل سياسي في السودان، ولكن قبل ذلك هل سمعتم بهذه الوقفة..؟ التفت د. مصطفى لأفراد السفارة والوفد فأجابوا بأن ما يتحدث عنه الرجل لم يحدث، الرجل فشل في دعم مطالبه ووقفته الاحتجاجية باسم واحد لمعتقل بالسودان، فقال إنه سيرجع للشباب السودانيين ويستفسرهم.. د. مصطفى لم يترك الرجل لحال سبيله فقال له: كيف لا تملك اسماً وتنظم وقفة احتجاجية ولماذا لم ترفع هذا الأمر للمنظمات الحقوقية أو الحكومية.. لم يدر الرجل ما يفعل أمام كل هذا الحرج فقال: سأعود للشباب السودانيين وأوافيكم، لحظتها طالب الشباب زميلهم بالجلوس بعد أن وضع نفسه في موقف لا يحسد عليه.

ثورة السودانيين

أحد ممثلي الائتلاف عزا عدم سقوط الحكم في السودان الى ان الشعب السوداني (خائف ومكبوت)، لكن الدكتور مصطفى عثمان انبرى له قائلاً: أنتم قمتم بثورة عظيمة نتمنى أن تصل لغاياتها، وأتمنى ان لا يصيبكم الغرور ويجب أن تعلموا أن الشعب السوداني قام بأعتى ثورتين في وقت لم تكن توجد فيه (قناة الجزيرة)، ولا منظمات حقوق الانسان، وأضاف أنه إذا ما قرر أن يخرج ضد الحكومة فليست هنالك قوة تخيفه أو تقف في طريقه، لكنه لا يريد أن يفعل ذلك بسبب قناعاته لا بتأثير الكبت والخوف.
وقال د. مصطفى الذي ارتفعت حدة نبرته للحد الذي أوجد هدوءاً كبيراً في القاعة إن الشعب السوداني لا يخاف وإنكم تنظرون الآن للشعوب تتحرك في ليبيا وغيرها، فهل هذه الشعوب أشجع من السودانيين.

الفساد والتبعية والاستبداد

وأضاف د. مصطفى أن الشعب السوداني لديه القدرة والخبرة والتجربة التي تعينه على الثورة إذا ما أرادها، لأن السودان أول دولة اعتمدت النظام الديمقراطي في أفريقيا، وقال إن الاجابة على سؤالكم لماذا لم يخرج السودانيون تستصحب السؤال عن الأسباب التي أدت الى خروج الجماهير العربية في دول أخرى والتي ثارت على ثلاثية الاستبداد والفساد والتبعية وهي غير موجودة في السودان.
وقال د. مصطفى: بالنسبة للتبعية فإن موقف السودان معروف فى هذا المجال، حيث يشهد له الجميع أنه ظل معروفاً باستقلال قراره ومواجهته للمجتمع الدولي فيما يرى أنه صواب بلا ذل أو تبعية، وقال إن الرئيس البشير معروف بمواقفه تجاه القضايا العربية، وإنه من الذين قاتلوا في الجبهة إلى جانب المصريين.

أمريكا بتزعل!

شباب الثورة المصرية طالبوا الوفد السوداني بوثيقة مكتوبة لتضمينها ملف اتهامات مبارك حينما قال د. مصطفى إن الرئيس البشير كان قد طلب من الرئيس المصري السابق أن يزرع البلدان القمح في السودان لتأمين غذاء الشعبين فرد مبارك: أمريكا تزعل..
شباب الثورة أصروا على منحهم حديث البشير موثقاً – ولكن مصطفى أبلغهم أن هذا ما تم، وأن البشير صرح بذلك في زيارته للقاهرة وبإمكانهم الأخذ به أو تركه.

البشير مختلف

ومضى د. مصطفى الى القول إن الرئيس البشير لا يمكن مقارنته بأي رئيس في المنطقة فهو إما مشارك في فرح أو معزٍ في كره، وتابع: الآن وأنا قادم لهذا اللقاء شاهدته في التلفزيون السوداني وهو يزور شخصية رياضية في منطقة نائية، وقال إنه شخص اجتماعي من الطراز الاول ومحبوب فى اوساط شعبه، وأضاف: كل المظاهرات التي تخرج من البلاد العربية الآن تخرج من المساجد، فهل الموجودون في السلطة الحاكمة بالسودان بعيدون عن المساجد.

أتحدى هؤلاء

وتحدى د. مصطفى من يثبت ان الرئيس أو أحد وزرائه أو أقاربه فاسدون، ونبه الى أن بريطانيا كانت قد اعتذرت عن نسب لوثيقة (ويلكيلكس) زعمت أن الرئيس يمتلك (9) مليارات دولار في أحد البنوك البريطانية، وقال د. مصطفى ان الصحف تكتب الآن بكل شفافية عن كل شئ في السودان وتمارس حريتها كاملة في انتقاد الدولة والأداء التنفيذي دون حجر أو رقابة، وأضاف أن القوى السياسية كافة تمارس نشاطها السياسي الآن دون إقصاء، وتابع: أن الشيوعيين والبعثيين والناصريين والأحزاب كافة تمارس نشاطها الآن دون ان يعترضها احد لادراك السلطة الحاكمة بأن من حقها ممارسة النشاط السياسي على أن يحتكم الجميع الى الانتخابات ورأى الشعب دون استبداد أو استعلاء.

نزاهة سودانية

واسترسل د. مصطفى في حديث عن نزاهة آليات الديمقراطية في السودان، وقال إن البشير جاء بانقلاب عسكري لكنه مضى وفقاً لدستور ديمقراطي إلى إقرار انتخابات لا تجرى بواسطة وزارة الداخلية ولكن تنظمها مفوضية تكونت بالتوافق مع أحزاب المعارضة كافة كان رئيسها مسيحياً من جنوب السودان، واضاف ان هذه الانتخابات منحت للرقابة الداخلية والخارجية، وقد أقرت جميعها بأن العملية تمت بنزاهة، ولذلك لا توجد اية مزاودة فى ان النظام الحالي موجود برغبة الشعب السوداني، وقال ان السودان يشهد الآن تكوين لجنة قومية للدستور وبعد وضعها بتوافق القوى السياسية ستعرض للاستفتاء عليها بواسطة السودانيين، اضافةً الى أن هنالك (17) حزباً تشارك في الحكومة الآن، وقال إن مثل هذا السلوك السياسي هو الذي يضمن الحقيقة القائلة بأن النظام القائم موجود برغبة الشعب وقواه السياسية.

حكومة شباب

المهندس عبد المنعم السني أمين دائرة الشباب بالمؤتمر الوطني، كان حاضراً بالأرقام وهو يجيب على تساؤلات شباب الثورة المصرية حول أسباب عدم امتداد الثورات العربية لتشمل السودان، قائلاً إن الذين يتحدثون عن الحكومة السودانية من الخارج ستبدو لهم الصورة مختلفة إن هم زاروا الخرطوم.
وأبلغ السني الشباب أنه رئيس لتجمع (30) حزباً من أحزاب الوحدة الوطنية في السودان يتفقون على الخطوط العريضة لإدارة العملية السياسية، وتابع : نحن لا نتوقع أن نجد التأييد من الشعب السوداني كافة. ويضيف السني: أنتم الآن ثرتم في مصر ضد الفساد، لكن بالنسبة للبشير الوضع مختلف، نحن نتحدى كل من يثبت ان لديه حساباً في البنوك، ومضى الى القول: ثرتم ضد نظام الاسرة الواحدة وهذا أمر لا يعتمده المؤتمر الوطني في السودان، وقال: ثرتم ضد التسلط والقهر والاستبداد والظلم (نحن لدينا «37» حزباً مسجلة بدورها وتمارس نشاطها ولدينا صحف إذا قرأتها تحس أن الشعب السوداني كافة يعارض الحكومة)، وقال السني: رئيس الحزب الشيوعي يَتحرك بحرية وقد ظل في حقب سابقة يعيش تحت الأرض، وأضاف: بالتالي دواعي الثورة غير موجودة في السودان. وذكر السني أن الدستور الذي تدور حوله المشاورات حالياً يحدد مدة الرئاسة وقال إن بالسودان (500) شاب في المواقع التنفيذية والتشريعية أعمارهم أقل من (40) عاماً ويمثلون (58%) من جملة شاغلي المهام في الدولة. وقال إننا في السودان لا يهمنا من يحكم، إنما نريد الاحتكام لإرادة الشعب السوداني، وأضاف: إذا جاءت الانتخابات بالحزب الشيوعي فسنؤيده هذا ما يشكل لنا قناعة حقيقية. ودعا الشباب في السودان ومصر للتواصل وبناء معلوما ت تخاطب تحديات الاستهداف الذي تتعرض له الدولتان خلال المرحلة المقبلة.

اطار فلسفي

الأستاذ ياسر يوسف نائب أمانة الإعلام بالمؤتمر الوطني استحسن اهتمام شباب الثورة المصرية بالاوضاع في السودان، وأبلغهم أن الاطار الفلسفي الذي يحكم تعامل المؤتمر الوطني مع الآخر ينطلق من (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)، وأضاف إذا كان خالق الناس منحهم الحق في أن يعبدوه أو لا فلماذا نضيق بالخلاف السياسي، وقال ياسر: عليكم أن تعلموا أن هنالك نشاطاً سياسياً مفتوحاً في جامعات السودان كافة، وإنه وفي ظل النظام الذي يحكم الآن فقد المؤتمر الوطني اتحاد طلاب جامعة الخرطوم أعرق الجامعات السودانية ثلاث مرات في العام 2005 وحتى 2007م وقال: رغم سقوطنا في الانتخابات إلا إننا كنا نصدر بياناً عقب النتيجة ونبارك فيه للقوى المنافسة استناداً على مبادئ العملية الديمقراطية حتى تحقق لنا الفوز في العام 2009م.

مسؤولية الانفصال

د. مصطفى أجاب على أصوات طالبت باستقالة الحكومة لأنها فرطت في الجنوب بقوله: إن جنوب السودان لم يكن كياناً مع الشمال واسترسل بعد ذلك في الحديث عن تأثير قانون المناطق المقفولة الذي أقره الانجليز، وقال د. مصطفى إنه صوت ضد تقرير المصير حينما طرحت الاتفاقية للآراء، لكنه أكد أننا سعينا عبر اتفاقية السلام الى إنهاء (50) عاماً من الاستنزاف لموارد الشمال والجنوب والحرب والدمار واستنزاف الأرواح والتشويه المستمر لصورة السودان عبر الحديث عن الاغتصاب والرق، وأضاف أن الاتفاقية هدفت الى إيقاف التدخل الدولي في الشأن السوداني.

مكاسب الجنوبيين

ومضى د. مصطفى للحديث عن المكاسب التي منحتها الاتفاقية للجنوبيين بقوله: إنها منحتهم كامل الجنوب، وثلث الوزارات والشراكة في الحكم بالولايات الشمالية، وقد نال الجنوبيون حقائب البترول ومجلس الوزراء والإستثمار والتعليم العالي، وقال: (حتى أنا حينما وقعت اتفاقية السلام تنازلت عن وزارة الخارجية لوزير من الجنوب).
وقال إن الجنوب استأثر بكثير من النفط حسب اتفاقية الثروة الموقّعة بين الجانبين، وعلى الرغم منذلك فقد اضطرت الحكومة المركزية لأن تنفق (300) مليون دولار من ميزانية الشمال لإنشاء مشروعات التنمية بالجنوب، ولكن حينما جاء الاستفتاء صوّت الجنوبيون لصالح الانفصال بسبب ارتباط الحركة الشعبية بأجندة خارجية.

الشهداء والرئيس

د. مصطفى بدا حزيناً لموقف العرب من قضية الجنوب، وقال مشكلة النظام السابق في مصر إنه يفعل ما تريده أمريكا، وقال: حتى بقية العرب رفعوا أيديهم، وأضاف أنه لا يمكن لأحد أن يُحمِّل الحكومة مسؤولية الانفصال (نحن قدمنا «23» ألف شهيد) من أجل السلام (كل واحد منا لديه شقيقه أو والده أو قريبه استشهد في حرب الجنوب والريئس لديه من أسرته (12) شهيداً بينهم شقيقه عثمان الذي كان مثالاً يُحتذى في كل شئ). وتابع: لم نفرط يا شباب ثورة مصر نحن فعلنا ما في وسعنا، ولكن ارتباطات الحركة حالت دون ذلك، ودعا د. مصطفى الشباب لتأمل وصول اسرائيل الآن الى الجنوب وكيف أنها دَرّبت قيادات الحركة في وقت سابق، بعدها أضاف أحد شباب الثورة لحديث د. مصطفى: شاهدناهم يرفعون علم اسرائيل في احتفالات دولة الجنوب.
وذكر د. مصطفى شباب الثورة بأنه حينما تمكن السودان من من تحييد أفريقيا وإقناعها بقطع علاقتها مع إسرائيل فوجئنا بأن مصر وقّعت كامب ديفيد واستقبلت سفيراً لاسرائيل وحينما فعلت ذلك لم تشاورنا.

مسؤولية مصر

شباب مصر أحيطوا علماً بأن مصر الرسمية هي من أبطأ في تفعيل العلاقات الثنائية خلال حكم الرئيس السابق مبارك، وأبلغهم د. مصطفى أن السودان لم يقصر في هذا الجانب، وأنه طبق اتفاقية الحريات الأربع منذ العام 2006م، وقال حينما أكد لي الجانب المصري أنه غير جاهز لتطبيق حريات التنقل والعمل والاقامة والتملك، قلت للمسؤولين في الجانب السوداني: أبدأوا حتى تكتمل جاهزية الإخوة المصريين، وطالب الشباب بالعمل مع الخرطوم لإقناع القاهرة باستعجال تنفيذ اتفاق الحريات الأربع، وأضاف د. مصطفى أن المصريين يمثلون الآن (37%) من العمالة الموجودة في السودان.
لقاء قيادات المؤتمر الوطني بشباب الثورة المصرية فتح الباب أمام التواصل بين مكونات الواجهة السياسية في السودان ومصر، الأمر الذي سينعكس إيجاباً على علاقات البلدين مستقبلاً، وعلى الرغم من الاسئلة الساخنة التي دلقها الثوار المصريون على طاولة الحوار بين الجانبين، إلا أن الاجابات التي قدمها قيادات المؤتمر الوطني أسست قاعدة تفاهم جديدة ستكون ذات مردود إيجابي في دعم وتعزيز العلاقات الثنائية.

[/JUSTIFY]

صحيفة الرأي العام

Exit mobile version