العلاقات مع أمـريكا ليست مــيــســورة

[JUSTIFY]على كرتي وزير الخارجية، سياسي من العيار الثقيل، ورقم يستعصي على التجاوز في معادلات السياسة، أوالدبلوماسية التي يرأسها بالبلاد.. إلتقته (الرأى العام) في مكتبه البسيط نوعاً ما بالوزارة ظهيرة الثلاثاء الماضي للحديث حول العديد من الملفات الخارجية الساخنة، فإستقبلنا بلطف أغرانا بطرح أسئلة بعضها ذو طابع خاص جداً، فلم يسلك منعطفات لغوية للهروب من صيغ الأسئلة، بل وضع أسفلها ما تطلبته من إجابات وافية دونما تلجلج، وإتسمت إجابات كرتي في هذا الحوار المطول مع (الرأى العام)، بوضوح ظل صفة ملازمة له، وبجرأة قلما تتوافر لمن تسبق أسماؤهم صفة (وزير خارجية) حسبما يتضح من هذه الإفادات: * السيد الوزير، أنت عرفت بالدبلوماسية الهادئة، ولكن نود أن توضح لنا مسيرة هذه الدبلوماسية على السودان؟ – أقول إنها دبلوماسية هادئة وواضحة، لان الهدوء وحده قد لا يكون مناسباً والوضوح احياناً يظهر الانسان بأنه يطرح الاشياء بقوة، لكن الدبلوماسية الحقيقية هي القول المناسب في المكان المناسب، لأن هناك ظرفا يقتضي القوة والوضوح ولابد من ذلك، وهناك ظرف يقتضي اتخاذ اللغة الدبلوماسية الهادئة غير واضحة المعالم التي لا تسر صديقا ولا تحزن عدوا، وهذه الطريقة يمكن ان تشير الى ان للسودان قضايا تحتاج الى الحكمة في تناولها وتحتاج أخرى للوضوح.
قضايا السودان أصبحت كثيرة وشائكة في كثير من الأحيان أسبابها من الخارج وبالقطع بعض أبناء السودان يسهمون في ذلك ويقومون بأدوار تساعد الطرف الاجنبي في الوصول الى ما يريد في هذه الحالة الوضوح بقوة غير مناسب. هنالك أطراف في المجتمع الدولي تحتاج لمن يساعدها داخل السودان لكي تساعده وهنالك حالات تجعل من الصعوبة لمن يريد مساعدتنا ان يجد فرصة لذلك. مثلاً أكبر دولة تتخذ مواقف ضد السودان هي الولايات المتحدة فهي لا تزال تقود مواقف محددة ضد السودان تاريخياً لم يكن لها الحق في ذلك كوضع السودان على لائحة الدول الراعية للارهاب. * يبدو أن الإدارة الأمريكية غير قادرة على تحديد موقفها من قضية رفع عقوباتها عن السودان؟ – هذه المسألة ظلت محل تجاذب داخل الادارة الامريكية والمنابر المختلفة في السياسة الامريكية فمنهم من ظل على الدوام يقول بأن السودان ينبغي ان لا يرفع من القائمة، والاسباب والدوافع سياسية بنيت على معلومات خطأ أصبحت العودة عنها ليست ميسورة داخل المؤسسات الامريكية، لكن بعض الاطراف بدأت تقتنع تدريجياً بأن هذا الموقف قد لا يكون الأنسب أو الأصح والشواهد على الأرض كثيرة تقول إن السودان لا علاقة له بالارهاب ولم يسهم في أية حالة من حالات الارهاب التي وقعت على امريكا أو غيرها، بل انه تأذى من النشاط الارهابي في العالم اولاً بتوجيه المشاكل عليه وثانياً بمحاولة ربطه بالارهاب باعتبار أن الارهاب في الغرب مرتبط بالاسلام.

* هل يمكننا وضع سقف زمني لرفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب؟ – هذه مسألة تحتاج لوقت وبيان، هنالك أجهزة امريكية عملت ليل نهار ودخلت السودان وتعرفت على معلومات وتأكدت بأن السودان لاعلاقة له بالارهاب ولكنها ظلت خفيضة الصوت مع انها متمكنة في القرار داخل الادارة الامريكية، والسبب في ذلك هو أن الصوت الأعلى كان للسياسيين ومنظمات وأجهزة إعلام كلها تستفيد من وضع السودان في هذه الخانة.
في لحظة من اللحظات رأينا ان نقدم رجلاً ولو مرة واحدة لتقول نريد ان نساعد الصف الذي بدأ ينظر بايجابية تجاه السودان ان كان لحقائق تبينت لهم أو لمصالح يرونها في السودان لان الغرب لا يمكن ان يساعد السودان فقط لأنه محق أو غير ذلك، نحن نعلم دوافع السياسة في الغرب وهذا شيء طبيعي لابد ان نتعامل معه كما هو، وقد ظللت اقول علينا واجبات داخلية يجب الانتباه لها لأن ذلك يساعد في تقوية الصف الساند لقضية السودان في كل المنابر وتحديداً في الولايات المتحدة، فامريكا كانت صفاً واحداً وحائطا واحدا يواجه السودان، اليوم بعدما جرى خلال السنوات الست الماضية من توقيع اتفاق سلام وتنفيذه الوصول لانتخابات واستفتاء واعلان الوجهة والاعتراف بدولة الجنوب والمشاركة في احتفالات إعلانها جعل بعض الذين كانوا يتأثرون فقط للاعلام ويظنون ان ما يقوله الاعلام حقيقة، يتساءلون هل يمكن ان يكون هذا هو الرئيس والدولة التي ظللنا نكتب عنهم كل تلك الفترة؟. الغرب احياناً يسير في حالة من الهياج لا تسمح له بالعودة والنظر إلى ما تحت أرجله والمثال واضح في الربيع العربي فالدول التي كان الغرب يحملها على ايديه ويقدم لها ولقياداتها السياسية كلما تحتاج، ورغم انه يمتلك كل أجهزة التنبؤ ووسائل تحليل الاحداث لم تسعفه لكي يبادر ويقول إنه جزء من هذا التغيير وقد وقف مشدوهاً إلى ان اكتمل التغيير. الآن هم يعيدون خطواتهم من أجل النظر في هذا التغيير.
* وماذا عما يتصل بملف السودان؟ – فيما يلي السودان ظلت الأجهزة الرسمية وأجهزة الاعلام التي بدأت الحملة على قناعة بأنه لن يحدث هذا في السودان، فقد حدث وانتهى وانفصل الجنوب وأعلن السودان اعترافه به، بل ان الأمر مر في الشمال رغم ما اثير من ان الشماليين لن يسمحوا للجنوبيين بالانفصال وسوف يتعرضون لمذابح كل هذا أسقط في أيدي الغرب تماماً (إعلاما و منظمات وسياسيين) ويمكن ان أقول هناك شرخ واضح جداً في طريقة التفكير الامريكي داخل الادارة الامريكية وداخل المؤسسات التشريعية ومنابر الفكر وهنالك من يقول بوضوح ان السودان يجب ان لا يبقى في خانة الارهاب ويجب التحرك في السودان، في تقديري أكثر ما يمكن ان تساعد به هو فتح الباب لهؤلاء كمزيد من المعرفة بالسودان والتعرف على انه حقاً ليس كما كان يعرض عليهم بأنه دولة فاشلة وحكومة لاتريد التعاون مع المجتمع الدولي والتعامل حتى مع المكون الجنوبي، وكذلك في قضية دارفور وغيرها، وفي تقديري يمكن تحسين الصورة بانتهاج سياسة واضحة في التواصل وإبانه واضحة لأحوال السودان حقاً وليس كما كان يعرض للغرب.
* ولكن صورة السودان في أمريكا لم تتحسن بشكل منظور حتى الآن، هل ترى إن إحداث حالة من الإختراق في العلاقات السودانية الأمريكية بحاجة إلى حاوى أكثر من حاجتها لوزير خارجية شاطر؟ – لا أعتقد أن هذا الحديث ينطبق على الحياة الحقيقية السياسية ليست في حاجة لحاوي، ولن يستطيع حاوي ان يفعل اي شيء، من يستطيع فعل شيء هو الانسان العاقل الذي يزن الأمور بميزانها الحق. أنا لا أقول العلاقة مع امريكا ميسورة وانها في جيبي وسأفعل ذلك ولكن اقول لدينا ادوات يمكن استخدامها للوصول إلى تفاهمات افضل في مجال العلاقة بين البلدين، لاننا في حاجة لتعامل يوصلنا لنهاية لصالح السودان، نحن بحاجة لاعادة تنظيم خطواتنا الداخلية وترتيب اولوياتنا الداخلية وفي تقديري هناك فرصة للتواصل، امريكا ليست كالقيادات السياسية في الشرق الأوسط، (إذا تحدثت مع الرئيس فانت تحدثت مع الدنيا كلها لانها تحته) الرئيس الأمريكي لن يستطيع ان يغير هذه المسائل. الكونغرس لن يمنعك من التواصل مع الرئيس والإدارة الامريكية بها اطراف كثيرة وجدت الفرصة في التعامل مع السودان وتأكدت تماماً ان السودان ليس كما كان يصور لها في الاعلام بل ان بعض الاجهزة التي أسهمت في هذه الصورة الشائهة هي التي أعادت التقييم وقالت ان السودان يجب ان يرفع من القائمة وهذا ما وصلنا مكتوبا بأن كل الأجهزة اجتمعت في مائدة مستديرة وسألت ان كان ما جرى في السودان في الفترة الماضية يمكن ان يساعد في رفع اسم السودان وهل تبقى شيء وكانت الاجابة من كل الأجهزة التي تتعامل مع السودان في تلك المائدة هي ان السودان يجب ان يرفع اسمه من القائمة، فهناك عمل حقيقي حدث على الارض في السودان وذلك بحملة توعية وازالة مفاهيم خاطئة وابانة ما نحن عليه وهو حصد كبير لم يقم به وزير الخارجية، بل الدولة بكاملها. أقول إن أداءنا الداخلي ان كان سالبا نتيجته على مرآة ونراه في العلاقات الخارجية وان كان ايجابيا فهو كذلك.
* بالنظر إلى ما يحدث في جنوب كردفان، إلى أي مدي يسهم الحراك الداخلي في الحد من وتيرة التقارب الامريكي مع السودان؟ – ليس كل شيء في مقدورك يمكن ان تفعله اذا كانت هناك اطراف تسهم في الفعل وليس تحت سيطرتك، فالعالم ينظر اليك بمقدار تفاعلك مع الطرف او امكانياتك في تغيير مايليك من واجبات هذه النظرة المنصفة وعلي كل سيظل هناك طرف ليس في مصلحته ان يتحرك السودان من هذا المربع المظلم المعزول عن الدنيا. وبعد ان تم الاستفتاء وتأكد لبعض المتنفذين في الحركة الشعبية إتجاه أمريكا لرفع اسم السودان من قائمة الارهاب، لم يرضهم هذا الأمر ولذلك تحركوا بانفسهم واداروا حملة اعلامية في الولايات المتحدة ليقولوا للامريكان ان السودان يجب ان يرفع اسمه من القائمة وانه ليس في مصلحة امريكا مثل هذه الخطوة، والذين يقومون بهذا التحرك الأكثر هم جزء من الذين قادوا التحرك في جنوب كردفان لان قيادة الحركة في تلك الولاية ليست معزولة ابداً عن هذا الأمر. صحيح انه يضر بالسودان باعتبار هناك مشكلة تحتاج الى حل ولكن هل في مقدور الحكومة ان تأتي بالحل لوحدها؟ أم ان هناك طرفا آخر له واجبات وينبغي عليه ان يقوم بواجبه تجاه الآخرين خاصة وانه اقرب إليه سياسياً وظلوا يدعمونه خلال كل هذه الفترة الماضية، قد يقول قائل ليست لنا يد فيما يجري وهو يريد ان اقل في هذه المساحة المظلمة والبعيدة في العالم والموسومة بأنها دائماً في حالة عدم استقرار.
* ما الذي يمكن فعله إزاء هذا الوضع إذاً؟

– في كل الاحوال هناك ما يمكن فعله لتوضيح الموقف الحقيقي للسودان واستخلاص موقف يمكن ان يساعد اي طرف خارجي يريد ان ينظر الى هذه الحلبة لصالح الحقيقة ودعم موقف السودان، اعتقد هناك فرصة مهما ادلهمت الخطوب واظلمت الدنيا فعلينا بعض الواجبات يجب ان نؤديها. الوضوح في التعامل في قضية جنوب كردفان، فتح الباب كمعرفة الحقيقة، ابانة المعلومات التي تبني عليها كل هذا الظلم الذي وقع علينا من جنوب كردفان وتقديم المعلومات للمجتمع الدولي، الحركة الشعبية في جنوب كردفان كانت تقول في دعايتها الانتخابية في انتخابات مراقبة «النجمة أو الهجمة». في تقديري وقد استخدمت هذه العبارة في منابر كثيرة وكان لها فعل السحر، لكن رغم ذلك علينا واجبات التعامل مع هذه القضية باعتبارها تضر بالسودان وينبغي ان تفتح الأبواب للحوار وان نساعد انفسنا قبل ان يساعدنا الآخرون.
* هناك دوائر محدودة هي المعادية للسودان هل السودان قادر علي اختراقها – الحقائق على الأرض وما جرى خلال السنوات الست الماضية شكل اضعافا كبيرا جداً في موقف هذه الدوائر، ان لا اقول السودان اخترقها بالتعامل مع اللوبيات او باستخدام اي مسائل اخرى غير متاحة للسودان بسبب العقوبات وهذا الموقف نفسه الذي يوضع فيه السودان لأنه ليست لدينا الفرصة في الدخول في امريكا للتعامل كما تفعل دول اخرى لعلاقاتها مع امريكا ولكن حقائق ما جرى على الارض كان له الأثر الأكبر في تقوية اطراف لم تكن على قناعة حقيقية بأن السودان ينبغي ان يوضع في هذه القائمة. واضعف موقف من كانوا على الحلبة لوحدهم يقولون ان السودان ينبغي ان يوضع في هذه القائمة ولا يستحق أن يخرج منها ويأتون بكثير مما يظنون انه سيكون حقيقة واتضح في نهاية المطاف انه غير ذلك، ليس هنالك ابلغ لاي عاقل ينظر للأمور بصدق واخلاص أكثر مما فعلته حكومة السودان خلال السنوات الست الماضية، امريكا بها تركيز قوى جداً ان كانت (حكومة أو معارضة أو اطرافا سياسة، ومنظمات واعلاما) على جنوب السودان، هذا التركيز وحده هو الذي فضح هذه المخططات لانه ذات القضية التي كان يركز عليها استطاع السودان ان يرسل رسائل واضحة بائنة لن يستطيع احد ان يغمط السودان حقه وستكون شهادة دائمة في ايادي الكثيرين في امريكا ليقولوا ان ما كان يعرض عليهم ليس حقيقياً.
* حالياً اين تقف العلاقات بين الخرطوم وواشنطن، معلوم ان الحوار الذي كان يجري بين الطرفين قطع أشواطاً فهل توقف أم ماذا؟ – الحوار مازال يمضي من البلدين، ولم يتوقف هناك اطراف امريكية ستظل دائماً ترفع على ذات الطاولة قضايا جديدة، ستظل تستخدم بعض الاحداث داخل السودان لكي تقول إن هذه المسألة ينبغي ان لا تسير فيما سمى بخارطة الطريق وهي منهج تم التعامل به مع قضية السودان وتم الاتفاق عليه داخل الادارات المختلفة بما فيها الرئاسة وتقتضي ان يوضع السودان في مراقبة لمدة ستة أشهر حسب نص القانون بعدها يجري تقييم وعلى اثره ترفع توصيات للجهات المختصة هذه التوصيات تمت واكتملت ورفعت التوصية وتبقى خلال هذه الأيام «15» يوماً من الآن، ان تكون الصورة واضحة هذا طبعاً اذا لم يجد ان شيئا يغير المسألة، تعرض هذه المسألة وصولاً لقرار من الرئيس ثم ينظر هل هناك ضرورة لعرضه على الكونغرس أم لا، فالطريق ليس سهلا يقتضي ان نكون حذرين جداً وان لا نبالغ في التفاؤل، ولكن حتى الآن لم تخطر بان خارطة الطريق قد تم إيقافها، بل ان المبعث الامريكي ورئيس لجنة الامريكية افادا في جلسة سماع حول السودان في الكونغرس بأن ما جرى خلال الفترة الماضية لا يشكل ضررا لخارطة الطريق ونأمل ان لا تشكل احداث جنوب كردفان عائق لخارطة الطريق، وينبغي ان نحاول ابعاد اي ملف ان لا يوضع خلال هذه الفترة على طاولة التعامل مع السودان.

* تفويض اليونميد تحت الفصل السابع، البعض اعتبره كارثة دبلوماسية كيف تنظر لهذا التطور الخطير واين كانت البعثة البلوماسية للسودان عندما صدر القرار 2003 ؟ – مجلس الأمن حين النظر لقضية السودان لن يكون في حساباته وجود او غياب مندوب السودان، المندوب ليس له الحق في التصويت وليس له علاقة بالمجلس، هو يمكن ان يقدم مرافعة في مرحلة مبكرة جداً حينما يعرض الموضوع هذا هو حقنا.
المندوب عليه التواصل مع اطراف دوليين دائمين العضوية وعدد آخر غير دائم العضوية في المجلس هذه الاطراف تتعامل مع قضايا السودان في تقديرنا باهتمام كبير جداً وقامت بادوار لا يمكن التنكر له، ولكن لنعود للوراء خلال التسعينيات صدرت عشرات القرارات من مجلس الأمن ورفضها السودان ليس لان البعثة لم تكن موجودة وليس لان الوزراء لم يكونوا حصيفين بعضهم الآن يتبوأ مواقع رفيعة. هناك فرصة محدودة للتعامل مع هذه القضايا . * ولماذا لا يقف أصدقاؤكم الصينيون في مجلس الأمن بقوة إلى جانبكم في مثل هذه القرارات؟ – لا اقول كل ما يتمناه السودان يجده، الصين لها علاقة بامريكا ودول اخرى ولها مصالح ترعاها. لنكن واضحين هل مصالح الصين مع امريكا بقدر مصالحها مع السودان؟. من العبث ان تطلب من الصين في كل لحظة ان تقف معك كل المواقف التي تريدها في مجلس الأمن ولكن هناك فرصة دائمة لتحسين القرارات وإزالة قضايا اساسية، الصين في القرار الاخير امامها قضايا كبيرة جداً وفي تقديري اختارت التعامل معها بحصافة ولصالح السودان كانت هنالك فقرات عاملة في مشروع القرار الذي لم يخسر بكامله ثلاث مرات تنص على وجوب تعامل الحكومة مع المحكمة الجنائية الدولية والاشارة للقرار (1593) لم تحدث حتى في مخاطبات المدعى العام للمحكمة الجنائية خلال السنوات الماضية، الاشارة كانت اقوى من أية اشارة في اطار تعامل المجلس مع المحكمة الجنائية بين الشعبين استطاعت مع روسيا واصدقاء آخرين ازالة هذه الفقرات التي كان يمكن أن يصدر بموجبها في اليوم التالي قرار تنفيذي بأن حكومة السودان عليها تنفيذ هذا القرار وإلا يحدث كذا وكذا، ما تبقى عبارة عن تشوهات كانت محل أخذ ورد ولا يمكن ان تقول للدول ان تتبنى كل ما تريد انت داخل المجلس * ألم يكن بمقدور بكين وأصدقاء السودان الآخرين أن يقوموا بأكثر مما قاموا به في هذه القضية؟ – نحن نعرف ان هنالك مصالح وعلاقات ولا يمكن ان نطلب من صديق ان يقوم بكل ما نحب وليست هذه سياسة دولية، وهذا يعني ان موقف الصين متطابق مع كل ما يريده السودان (100%).. هذا لا يمكن ان يحدث، ما تبقى اشارات ضعيفة وفي تقديري اشارات اختبار هل سيقبل بها السودان أم ان المواقف القديمة ستظهر مرة اخرى.
ومجلس الأمن لن ينسى القرار المقهور (1706) الذي نص على ادخال قوات دولية للسودان بصلاحيات لرعاية حقوق الانسان، قضائية وشرطية في كل السودان ونشر القوة في كل السودان ماذا حدث؟. فرفض السودان القرار ومجلس الأمن لم يستطع ان يفعل شيئا،ً ولم تكن هناك فرصة لفعل شيء إلاّ باقتراح قدمه السودان، وهو مقترح القوات الهجين التي انتهت اخيراً إلى اليوناميد، فالقوات الهجين مقترح سوداني أصيل (100%). ولم يكن من طرف الامم المتحدة ،قدمنا المقترح للوصول لما يريده السودان وفتحنا فيه فرصة لمساعدات لوجستية وتقنية وكل ما يمكن ان يساعد به الغرب، ولكننا مازالنا نصر ان القوة افريقية وذات طبيعة افريقية ولن نسمح حتى في القرار الاخير بأن يكلف الأمين العام بالنظر في اضافة قوة أو تغيير شكل القوة من افريقية الى غير افريقية كما اشير في اشارة ضعيفة داخل هذا القرار، أما الحديث عن الفصل السابع فلتجرب الامم المتحدة ولتجرب القوات الموجودة إلاّ أن هذه القوات الى الآن تتحرك تحت حماية الجيش السوداني، بل انها تطلب ان يفتح لها الطريق لكي تصل الى مناطق معينة، فهل هذه قوة يمكن ان تستخدم الفصل السابع فليجربوا!!. نحن استدعينا ممثل الأمين العام هنا وابلغناه بأن السودان لن يعترف إلاّ بالتجديد وفق ما تم الاتفاق عليه في الآلية الثلاثية من السودان والاتحاد الافريقي والامم المتحدة هذا الاتفاق هو الذي قام عليه القرار 1769 بصلاحيات واضحة وطبيعتها افريقية ولن نسمح بتمدد (لا في الصلاحيات ولا في تغيير طبيعتها).
[/JUSTIFY]

صحيفة الرأي العام

Exit mobile version