نخلة أبي الدحداح.

[ALIGN=CENTER]نخلة أبي الدحداح. [/ALIGN] * كان الرسول (صلى الله عليه وسلم) يجلس وسط أصحابه عندما دخل شاب يتيم يشكو إليه: (يا رسول الله، كنت أقوم بعمل سور حول بستاني فقطع طريق البناء نخلة هي لجاري فطلبت منه أن يتركها لي كي يستقيم السور فرفض، وطلبت منه أن يبيعني إياها فرفض، فماذا افعل؟).
* طلب الرسول صلى الله عليه وسلم أن يأتوه بالجار، فأتى الجار وسأله الرسول أن يترك النخلة للشاب او يبيعها له فرفض الرجل، فأعاد الرسول قوله: (بع له النخلة ولك نخلة في الجنة يسير الراكب في ظلها مائة عام). ذهل اصحاب الرسول الكريم من العرض، لكن الرجل رفض مرة اخرى طمعا في متاع الدنيا، فتدخل احد الصحابة ويدعي ابا الدحداح وقال للرسول الكريم عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم: (إن اشتريتُ تلك النخلة وتركتها للشاب ألي نخلة في الجنة يا رسول الله؟). فأجابه الرسول صلى الله عليه وسلم: (نعم)، فقال ابو الدحداح للرجل: (أتعرف بستاني يا هذا؟)، فقال الرجل: (نعم، فمن في المدينة لا يعرف بستان ابي الدحداح بقصره المنيف وبئره العذبة وتمره الذي يطمع فيه كل تجار المدينة من شدة جودته)، فقال ابو الدحداح: (بعني نخلتك مقابل بستاني وقصري وبئري)!!.
* نظر الرجل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم غير مصدق ما يسمعه.. أيعقل أن يقايض نخلة واحدة بستمائة نخلة من نخل أبي الدحداح فيا لها من صفقه ناجحة بكل المقاييس!!
* وافق الرجل وتمت البيعة، فنظر أبو الدحداح إلى رسول الله سعيدا سائلاً: (ألي نخلة في الجنة يا رسول الله؟)، فقال الرسول الكريم (لا)، فبهت أبو الدحداح من الرد، فاستكمل الرسول قائلا: (الله عرض نخلة مقابل نخلة في الجنة، وأنت اعطيت بستانك كله مقابل نخلة، فرد الله على كرمك بأن جعل لك في الجنة بساتين من نخيل أعجز عن عدها من كثرتها)، ثم أضاف: (كم من مداح لأبي الدحداح)، والمداح هي النخلة المثقلة من كثرة التمر عليها، وظل الرسول يكرر جملته اكثر من مرة لدرجة أن الصحابه تعجبوا من كثرة النخيل التي يصفها الرسول لأبي الدحداح، وتمنى كل منهم لو كان أبا الدحداح.
* عندما عاد أبو الدحداح إلى امرأته، وقال لها: (لقد بعت البستان والقصر والبئر والحائط)، فتهللت الزوجة من الخبر فهي تعرف خبرة زوجها في التجارة وشطارته وسألته عن الثمن، فقال لها (لقد بعتها بنخلة في الجنة يسير الراكب في ظلها مائة عام)، فردت عليه متهللة: (ربح البيع أبا الدحداح، ربح البيع).
* من منا يقايض دنياه بالآخرة؟، ومن منا مستعد للتفريط في ثروته او منزله او سيارته مقابل الجنة؟!
* الدنيا لا تساوي أن تحزن او تيأس او يرتفع ضغط دمك من همومها، فما عندك زائل وما عند الله باق.
* شكرا للاخ اكرم اسماعيل من السعودية على هذه النفحة الجميلة، وجعلنا الله وإياكم من عباده الزاهدين الصالحين إن شاء الله.

مناظير – صحيفة السوداني
drzoheirali@yahoo.com

26مايو 2010

Exit mobile version