* وصل إلى بريدي الالكتروني (ضمن مجموعة كبيرة من الصحفيين والصحفيات) بيان ممن أسمى أو اسموا أنفسهم (أولياء دم ضحايا الإبادة في دارفور) ازعجني واقض مضجعي واخافني على مستقبل ومصير اهلي وبلدي، يحرض على أخذ الثأر ممن ارتكبوا جرائم في دارفور والقصاص منهم ــ حسب لغة البيان، ويسمى بعض الاشخاص والشخصيات بلغ عددهم (21) شخصا وشخصية عامة!!
* ويجتزئ البيان للاسف الشديد بعض آيات القرآن الكريم من سياقها التاريخي والموضوعي والقيمي مستندا عليها في تحريضه لاهل دارفور لأخذ الثأر والقصاص ونشر العنف والفوضى وسفك الدماء والخراب، وتحقيق المآرب والأجندة الشريرة ــ كما اعتاد البعض أن يفعل ــ في افتراء واضح وصريح على الهدف السامي لكلام الله الكريم الذي أنزله هدى ورحمة للعالمين..!!
* هذا البيان لا يحمل في كلماته ومعانيه الجوفاء سوى الدعوة للاحتراب وإغراق البلاد في مستنقع آسن من الدماء ولا يقدم حلا لقضية دارفور ولا يحقق عدلا لمظلوم بل على العكس تماما.. فهو يطيح بالقضية العادلة ويزيد عذاب وشقاء ومعاناة الذين فقدوا الاهل والوطن والاستقرار وتشردوا بين معسكرات النزوح واللجوء بلا جريرة او ذنب، فهل نزيد شقاءهم ونفاقم عذابهم أم نضمد جراحهم ونواسيهم ونجتهد لرفع الظلم عنهم بما يرضى الله ويحقق الامن والاستقرار للوطن والمواطنين؟!.
* لا شك أن لدى اهل دارفور قضية عادلة جدا وكل من ينفي ذلك أو ينكره فهو مخادع، وأحمد الله بأنني كنت أحد القلائل الذين تصدوا بالقلم ــ وما زلت ــ للدفاع عن هذه القضية العادلة عندما كان مجرد التلميح بها خيانة وجريمة كبرى في نظر البعض، ولقد كنت من أوائل الصحفيين الذين زاروا دارفور وشاهدوا المأساة على الطبيعة والتقوا بأسر الضحايا في كل ولايات دارفور وكتبت مئات المقالات كاشفا الحقائق ومدافعا عن المظلومين ومطالبا بإنصافهم، وما زلت، ولكنني ارفض رفضا مطلقا أن تنحرف القضية إلى ثأر وسفك دماء وخراب..!!
* مهما كان احساسنا بالظلم تجاه حكومتنا او من يتولى امرنا، فإن ذلك لا يبيح لنا أن نأخذ القانون بيدنا ونفعل ما نشاء، فإن ذلك هو الفساد بعينه، وأفضل ديشيليون مرة أن نذهب إلى الله مظلومين من أن نذهب وفي صحيفتنا ذرة ظلم صغيرة لأحد.. ويجب ألا ننسى أن عين الله لا تغفل ولا تنام.. وحتما ستأتي لحظة الحساب ولو في يوم الحساب!!.
مناظير – صحيفة السوداني
drzoheirali@yahoo.com
25مايو 2010