عندما تُستباح هيبة الدولة!!

[JUSTIFY]هدَّد بروف غندور في تصريحات صحفية بلجوء المؤتمر الوطني للقانون حال ثبوت اتصال د. الترابي بالحركات المسلحة!!
تصريح غندور جاء على خلفية كشْف الترابي عن اتصالات مع الحركات المسلحة لتغيير النظام، وقال غندور معلقاً: «التعامل مع أيٍّ من الحركات المسلحة بقصد قلب نظام الحكم أمرٌ يحكمه القانون والترابي رجل قانوني لا يمكن أن يجرِّم نفسه بهذه الطريقة»!!
كلام من الذهب الخالص أدلى به غندور لكن السؤال الذي يتبادر إلى ذهن أيّ إنسان سويّ هو ما يعبِّر عنه بيت الشعر «أحرام على بلابلة الدوح حلال للطير من كل جنس»؟!
المؤتمر الوطني يعلم أن الحلو متمرِّد على سلطان الدولة وأنه حتى أمس الأول اعتدى على مدينة الدلنج وقتل عدداً من المواطنين بمن فيهم إمام جامع وأنه يشنُّ الحرب على القوات المسلحة وبالرغم من ذلك لم يفعل شيئاً أمام تخرُّصات عرمان وعقار اللذين يشغلان منصبَي الأمين العام والرئيس على التوالي لما يسمى قطاع الشمال واللذين لا يزالان يؤكدان على عمالتهما لدولة الجنوب التي تزوِّدهما وعبد العزيز الحلو حتى اليوم بالسلاح الذي يحاربون به الشمال!!

تأمَّلوا بربِّكم ما قاله الرويبضة عرمان في بيان أصدره قبل أيام وهو يهدِّد ويتوعَّد.. يا سبحان الله.. عرمان يهدِّد ويتوعَّد حتى بعد أن انفصل أسيادُه في الجنوب!! قال عرمان: «إن الحركة ستدفع خلال شهر من الآن بموقفها النهائي من إسقاط النظام أو التغيير عبر برنامج وطني متفق عليه بين القوى السياسية» وكشف عرمان ــ يا نافع ويا غندور ــ عن اجتماع «ضم رئيس الحركة مالك عقار وشخصه وعبد العزيز الحلو في الفترة من 20 ــ 21 يوليو مشيراً إلى أن اللقاء هو الثاني منذ بداية الحرب بجنوب كردفان في «5» يونيو الماضي، وقال بيان عرمان إن الاجتماع جدَّد الدعوة لقوى التغيير ــ قوى السودان الجديد ــ للعمل معًا لبناء حركة للتغيير والاتفاق على مظلة مشتركة بقيادة موحَّدة لخوض معارك اليوم والغد»!!
عرمان قال في بيانه يا المشير البشير ويا وزير الدفاع الفريق أول عبد الرحيم محمد حسين: «إن الاجتماع أقرَّ أيضًا إعادة هيكلة الجيش الشعبي واعتماد قيادة عسكرية موحَّدة في شمال السودان آخذين في الاعتبار تجارب الجيش الشعبي السابقة حينما كان موحَّدًا قبل انفصال دولة الجنوب وتجارب حركات التحرر الوطني الديمقراطي كما تم الاتفاق على عقد مؤتمر للجيش الشعبي شمال السودان لاعتماد خطة إعادة الهيكلة واعتماد عقيدة عسكرية تخدم مصالح دولة السودان وإنسان السودان»!!

بالله عليكم هل رأيتم جرأة هذا الرجل وهو يتحدث عن الجيش الشعبي وهيكلته وعن إسقاط النظام بدون أن يطرف له جفن وبدون أن يلفت ذلك نظر قيادة المؤتمر الوطني بل وأهم من ذلك الحكومة والقوات المسلحة السودانية وجهاز الأمن الوطني؟!
غندور يهدِّد الترابي لمجرد أنه أدلى بتصريح قد يُنفَى أو يثبت عدم صحته بينما عرمان يُصدر بياناً وأهم من ذلك تخوض حركتُه وجيشُه حرباً لا هوادة فيها ضد الدولة في جنوب كردفان ويصمت غندور صمت القبور ويتعطل القانون المسلّط ضد الترابي فقط.. يتعطل عن ملاحقة هؤلاء العملاء!! نعم إن الترابي متآمر كبير لا يؤمَن جانبُه لكنه لا يُشعل الحرب بالمكشوف ضد القوات المسلحة.. إنه الكيل بمكيالين أو قل تطفيف المكيال والميزان.. لكن بربِّكم لماذا هذا التدليل لهذا الرويبضة السفيه والتعامل معه بهذا الاستهتار الذي يُغري المغامرين والخَوَنَة بأن يحذوا حذوه وأين قانون الخيانة العظمى يا مولانا دوسة؟!
دعونا نسأل ماذا سيحدث لو أن أحد قيادات خليل إبراهيم تحدَّث من داخل الخرطوم وهدَّد وتوعَّد؟! هل ستسكت الحكومة وجهاز الأمن أم أن الجهاز سيتحرَّك ويقوم بواجبه لحماية أمن الدولة وسيادتها الوطنية؟!

قبل أيام قليلة رفع أحدُهم دعوى ضدي وضد «الإنتباهة» بسبب مقال نُشر في عمودي وقبل أن أُبلَّغ للحضور لنيابة الصحافة صدر أمرٌ بالقبض عليَّ!! قرار بالقبض عليَّ بهذا اليُسر وهذه السهولة بينما عرمان وعقار يسرحان ويمرحان ويهدِّدان ويتوعَّدان ويعلنان الحرب وتهشُّ الحكومة في وجوههم!!
أنسيتم قرائي الكرام تهديد عقار «يا النجمة يا الهجمة» والذي مكَّنه من حكم النيل الأزرق ومن خلال التزوير أمام ناظرَي المؤتمر الوطني.. ثم أنسيتم كيف كرَّر ذلك التهديد في جنوب كردفان ثم أتبعه بالقول: «انتهى عهد الأوانطة» تلك اللغة التي لا يُجيدها إلا السفهاء وقُطّاع الطرق ثم حديثه عن نقل المعركة إلى الخرطوم بل إلى القصر الجمهوري؟!
في الطرف الآخر كان أحمد هارون يبذل العطاء من داخل مسجد كادوقلي بأنه سيمنح الحلو منصب نائب الوالي وكان من الطبيعي في ظل هذا التهافت والهرولة «والكبكبة» أن يرفض المتمرِّد العميل ويجتاح كادوقلي ويدمِّر المنشآت ويقتل ويسلب!!
لماذا بالله عليكم نرضى بهذا الهوان والصَّغار وبالدنية في ديننا ووطننا وكرامتنا ولماذا يتطاول علينا هؤلاء الأقزام الذين بمقدورنا لو أردنا أن نحيل بيت زجاج «أسيادهم» في جوبا إلى حطام؟![/JUSTIFY]

الطيب مصطفى
الانتباهة

Exit mobile version