وطردت الشرطة العسكرية أعداداً صغيرة من المعتصمين الذين تشبثوا بالبقاء في الميدان رغم قرار غالبية الحركات والتيارات السياسية بتعليق الاحتجاج.
وبدأت السيارات في المرور من قلب الميدان المغلق منذ بدء الاعتصام، قبل ثلاثين يوما، حيث فتحت جميع مداخل ومخارج الميدان.
وكانت المعارك بين المتظاهرين وأصحاب المحلات والمتاجر في الشوارع المؤدية للميدان قد اشتدت ووصلت الى ذروتها أمس عندما قام الأهالي بإغلاق بعض الطرق لإجبار السيارات على الدخول الى ميدان التحرير لفتحه بالقوة، بعد أن تسبب إغلاق المحاور في إغلاق محلاتهم ومتاجرهم، فضلا عن تعرض بعضها للتخريب خلال مواجهات المتظاهرين والبلطجية، الا أن المعتصمين رفضوا فتح الميدان بهذه الطريقة واشتبكوا مع أصحاب المحال، مما تسبب في بعض الإصابات.
وقال شهود عيان لـ”العربية نت” إن الشرطة العسكرية وجهت نداء الى المعتصمين بالميدان تطلب منهم فض الاعتصام وإخلاء الميدان إلا أن المعتصمين لم يستجيبوا، وأصروا على البقاء داخل الخيم بالميدان. وقد داهمت قوات الجيش وأجهزة الأمن المركزي الخيم، وقامت بإطلاق الأعيرة النارية في الهواء، ورد المعتصمون بالحجارة والعصي، مما أسفر عن إصابة عدد كبير من معتصمي التحرير بإصابات بالغة في أماكن متفرقة من الجسد، ومغادرتهم الميدان للاحتماء بمسجد عمر مكرم، وكذلك محطة مترو الأنفاق، كما انطلق عدد كبير منهم بعيدًا عن الميدان، ورشق قوات الجيش بالحجارة، التي ردت بالرصاص الحي في الهواء.
وأضاف شهود العيان أن بعض المتظاهرين ذهبوا الي ميدان عبد المنعم رياض وبعض الشوارع المحيطة بميدان التحرير، فيما دخل عدد منهم الى مسجد عمر مكرم وأغلقوه عليهم وقت حاصر الجيش المسجد إلا أنه توقف خشية اتهامه بمحاصرة المسجد، واستمر في متابعة بقية المتظاهرين في الميدان الذين انتشروا حول الميدان، ثم قام المعتصمون داخل المسجد بالخروج وقد أمنهم الجيش ولم يتعامل معهم بعنف أو يقبض عليهم أثناء خروجهم بحسب شهود العيان.
من ناحية أخرى كشف أحد أصحاب المحلات في ميدان التحرير، في اتصال هاتفي مع “العربية نت”، أن فض الاعتصام من قبل الجيش أنقذ المعتصمين من مواجهات شرسة مع البلطجية، مضيفا أن أصحاب المحلات عانوا طوال الفترة الماضية من خسائر بملايين الجنيهات جراء إغلاق الشوارع والطرق والمشاجرات المستمرة بين المعتصمين وبين الباعة الجائلين، مضيفا أنهم عانوا الأمرين من المعتصمين الذين كانوا يفرضون سياسة الأمر الواقع، ولذا لم يكن أمامهم سوى أنهم يستخدمون نفس الطريقة ويتعاملوا مع الأمر بنفس الطريقة، حيث تم الاتفاق مع بلطجية لضرب المتظاهرين وتفريقهم، طالما الشرطة العسكرية، ووزارة الداخلية تفشل في فرض سطوتهان فكان الحل هو التعامل بنفس المنهج.
وأعلنت وزارة الداخلية المصرية قبل قليل أن حركة المرور تسير بشكل طبيعي في ميدان التحرير حيث فتحت جميع المحاور والشوارع للسيارات من كل الاتجاهات سواء الى وسط البلد أو كوبري قصر النيل التي كان المعتصمون يغلقونها ببوابات ولجان تفتيش، كما يتم الآن تنظيف الميدان.