نجلا الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك المودعان في سجن مزرعة طرة بجنوب القاهرة ينتظران مثله بدء محاكمتهم الأربعاء.
ومثل والدهما، المحبوس احتياطيا في مستشفى شرم الشيخ منذ نيسان/أبريل الماضي، والذي يواجه اتهامات بالفساد وبـ”القتل العمد”, لم يظهر جمال وعلاء علنا منذ إطاحة الرئيس السابق في الحادي عشر من شباط/فبراير بعد أن تخلى الجيش عنه إثر انتفاضة شعبية استمرت 18 يوما تطالب بسقوطه.
وبحسب تقارير صحافية، أفادت “وكالة فرانس برس” تشاجر جمال وعلاء بحدة عشية الإطاحة بوالدهما إذ لام علاء شقيقه الأصغر جمال لدفعه والده إلى تبني طموحاته في توريثه الحكم وهو ما أدى إلى الإسراع بسقوطه.
تربى علاء وجمال، وكلاهما في نهاية عقدهما الخامس، في قصور مصر الجديدة في ظل سلطة والدهما ولكن لكل منهما مزاج مختلف عن الآخر.
فجمال الذي عمل مصرفيا في بداية حياته كان يمثل “الحرس الجديد” الذي أزاح “الحرس القديم” من نظام والده.
تولى جمال منصبا قياديا في الحزب الوطني الديمقراطي الذي كان والده يترأسه وأراد أن يجعل منه ماكينة للوصول ذات يوم الى الرئاسة.
زوجة مبارك وفي محيط الأسرة، كانت والدته سوزان تساند بقوة طموحاته لخلافة الرئيس المسن الذي تولى السلطة في العام 1981.
ولكن الطريق الى الرئاسة كان محفوفا بالمخاطر فالمصريون كانوا ينظرون الى جمال مبارك ودائرته المقربة من رجال الأعمال الأثرياء باعتبارهم فاسدين وكانوا مكروهين للغاية في الشارع.
كما أن جزءا كبيرا من الجيش، الذي خرج منه كل رؤساء مصر منذ العام 1952، لم يكن يؤيد سيناريو توريث الحكم.
جمال من حلم الدراسة إلى المطامع الحزبية
تخرج جمال مبارك من الجامعة الأمربكية في القاهرة ثم عمل في مصرف بنك اوف أمريكا في لندن ما بين عامي 1988 و1994 قبل أن يعود الى مصر في العام 1995 إثر محاولة اغتيال مبارك في أديس أبابا.
وكانت الانتخابات البرلمانية الأخيرة في تشرين الثاني/نوفمبر وكانون الأول/ديسمبر الماضيين، التي انتهت باستبعاد كل المعارضين تقريبا من مجلس الشعب، في خطوة جديدة في اتجاه الفوز بالحكم.
ولكن هذه الانتخابات، التي شابتها اتهامات غير مسبوقة بالتزوير، عززت شعور المصريين بانسداد الأفق السياسي في البلاد، وخرجوا الى الشارع بعد بضعة أسابيع للمطالبة برحيل مبارك.
علاء مبارك ترك لشقيقه المعترك السياسي وصب اهتمامه على عمله كرجل أعمال وقد حقق ثروة كبيرة من خلال مشاركته في شركات عدة خصوصا في مجال العقارات.
ويتردد اسم علاء بكثرة في القضايا المتعلقة بالفساد المالي التي بدأت التحقيقات فيها بعد “ثورة 25 يناير”.