إسرائيل تجني ثمار تقسيم السودان وتتسلل إلى القرن الأفريقي
حققت إسرائيل اختراقات في الأرض العربية الأفريقية، وشرعت في حصد ثمار مؤامراتها في جنوب السودان، فيما تواصل دورها المشبوه في دارفور، وتسعى حالياً إلى التسلل إلى الصومال. وقال عادي براونشتين المكلف برعاية مصالح جنوب السودان في تل أبيب، إن وفداً كبيراً من رجال الأعمال الإسرائيليين سيتوجه إلى جنوب السودان خلال الأيام القليلة المقبلة، للقاء مسؤولي حكومة الدولة الجديدة التي تحتاج أولاً إلى مساعدات في مجالي الزراعة والبنية التحتية. وبدأت إسرائيل رسمياً، وبدعم معتاد من يهود أمريكا وكندا، التسلل إلى الصومال عبر استخدام المساعدة الإنسانية كمدخل لفرقها للنفاذ إلى الصومال العربي الذي يعاني المجاعة، إضافة إلى تجميل صورة الكيان القبيحة، وقد تم إطلاق اسم حملة جماعة المساعدات الإسرائيلية والاتحادات اليهودية الكندية، للمساعدة في هذا الشأن، من خلال تمويل معسكرات إغاثة للصوماليين القادمين عبر الحدود الإثيوبية والكينية، وشاركت إسرائيل في تمويلها وإدارتها هناك، بما في ذلك معسكرات في كينيا أعدت لاستيعاب 40 ألف لاجئ. وعلى الرغم من زعم حملة إسرائيل تلك أن المساعدات ستكون بالتعاون مع الأمم المتحدة لتقديم مساعدات لوجستية تتراوح ما بين الطعام والماء والمأوى للصوماليين الذين يصل عدد الوافدين منهم عبر الحدود هرباً من المجاعة إلى 2000 لاجئ يومياً، فإن الأمر أثار شكوك متابعين عرب وجدوا أنها تأتي لدعم خطة إسرائيل طويلة المدى، التي بدأت في أواخر السبعينيات لاختراق القرن الأفريقي وتطويق مصر ليس فقط في السودان الذي أسهمت إسرائيل مع الولايات المتحدة في تقسيمه، وتعجيل خطتها التي تستهدف مياه النيل والتمدد في أفريقيا. ويقول دبلوماسي مصري في بعثة بلاده بالأمم المتحدة في نيويورك لـ«الخليج»، إن هذا التحرك الإسرائيلي تمّ رصده، وإن مصر تدرك جيداً مغزى هذه التحركات، غير أنه أضاف أن على الدول العربية الإسراع بتقديم المساعدة للشقيق الصومالي، رغم الوضع السياسي الشائك هناك الذي سيتم استغلاله من قبل قوى غربية ومعها إسرائيل بالطبع، للولوج مجدداً إلى الصومال الذي لأمريكا ثأر قديم معه وملف لم يقفل. وحذر من تقاعس عربي وإسلامي لمعالجة الأمر سريعاً واعتباره حالة طوارئ، حيث ستستغل هذه القوى المتربصة بالصومال الوضع وانشغال العرب بربيع ثوراتهم، مع استمرار هيمنة الجماعات المتشددة على مناطق واسعة في جنوبي الصومال، في الدخول إلى هذه الأرض العربية الأفريقية الإستراتيجية واحتلالها عملياً سواء بالسيطرة المباشرة أو غير المباشرة بالإتيان برجال موالين وحكومة موالية تضم صوماليين في المنفى تم التواصل معهم بالفعل وعبر نافذة دولية وتحت لافتات تقديم المساعدة.