كما أجريت دراسة موازية ومكملة لها وهي عن نوعية وخامة الشاكوش في حد ذاتو وتبدأ بأخفهم وأحنهم على رأس المشوكش، وهو شاكوش من النوع الخفيف وظريف ويشابه لعبة الاطفال التي هي عبارة عن صفارة على هيئة شاكوش بلاستيكي ملون بالألوان الزاهية كما أنه يصدر ضوءا وصوتا له رنة عند الضرب به على الرؤوس بحِنية، وده شاكوش الزول الما حاسم قرارو وبتالي هو بين البين يعني (عصا قايمة وعصا نايمة) أو النِفيسة فيها والقليب مابيها ولسان حالو بيغني:
(بعيونك تقول لي تعال وتعال وبي قليبك تقول لي لا مافي مجال)
فهو لا يقفل الباب في وجه المحبوب بل يتركه (متركش) ودي فيها معنى (متين العودة تاني يا سمح الريد نساني).
أما النوع الثاني من خامة الشواكيش فهو الشاكوش الخشبي ويشابه شاكوش القاضي في المحكمة فهو خفيف على الرؤوس ولكنه ذا هيبة وسلطان وتخضع له الفرسان وده شاكوش العقل والمنطق وهذا يعني إنوالموضوع ما نافع والعلاقة ما عندها مستقبل
و(مافي قسمة .. مافي يا روح قلبي حتى .. حتى بصيص أمل
ما قدرتا أقرب من ضراك .. وما قدرتا لي فراقك أصل)
عشان كده من المستحسن للطرفين لملمة الجراح والخضوع لحكم العقل ومسايرة منطق جحا عندما سئل عن عدد أمواج البحر فقال: حاولتا أعدهم لقيت الجايات أكتر من الرايحات، فأكيد (بكرة يا قلبي الحزين تلقى السعادة).
وثالتة الاثافي هو شاكوش الحديد ذو اليد الخشبية وده بتاع دق المسامير وضربتو صحي حارة، لكنها ليست بالضربة الساحقة فيمكن للمشوكش بعد تلقي ضربته أن يطقطق رقبتو ويمشي لقدام ويواصل حياتو عادي مستعينا ومستندا على كرامته، فهذا هو شاكوش الاستحقار وتقليل شأن المحبوب حيث يعتقد أحد طرفي العلاقة أن الطرف الآخر مامن مستواهو ويشوف ليهو شوفا تانية (فوق فوق) عشان كده من الافضل للمشوكش أن(يلملم كرامتو ويزح بعيد ما يحرجوه).
أما الرابع فهو شاكوش المرزبة أو شاكوش الحدادين الكلو حديد في حديد، ذو الضربة القاضية وده ضربتو سِمّاوية صاموتية وليها خاوية وزنة في الأضان .. ومنو والقبر والعياذ بالله، ويكون أذاه الجسيم من أنه يأتيك من حيث لا تحتسب فهو مرتبط بالخيانة والغدر فعندما تكون العلاقة عسل والايام ربيع والعشم في بكرة أخضر وكلو في السليم وفجأة تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فالحبيبة فجأة يجيها العريس اللقطة وده زمان كان المغترب لكن لقطة الايام دي هو (رأس مالي) من أثرياء الغفلة وساعتها لا تتوانى المحبوبة في بيع القضية وتترك المحبوب يغني:
(إجتمعنا على المحبة في ثواني .. في طريق مفروش بي حبي وحناني
وإفترقنا كل واحد في طريقو .. أنا ضايع وانت مخدوع بالأماني)
وعشان ما نكون منحازين ضد المحبوبات ونرمي اللوم عليهن في الشواكيش فهناك بالمقابل أحبه ببيعو القضية ويبيعو شبابهم كمان عندما تلوح في الأفق عانس بايرة وغنيانة، فتتلقى الحبيبة الشاكوش الصاموتي بصبر وسرية وتموت بيهو كمد وتقطعو في مصارينا، فلا توجد حتى الآن من تجرؤ على البوح بمصابها الشاكوشي الأليم .
وفي النهاية يبقى دائما العشم في العودة فالحب طاقة لا تفنى ولاتتبدد بل تكمن في الحنايا لعل وعسى:
تتبدل الأيام يا قاسي وتصطفيني ..
أصفح عن الماضي وأسامحك طول سنيني ..
وأنسى عذابي معاك واشيلك فوق عيوني ..
لطائف صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com