أم عشوش أولاد دوليب”..قرية سودانية يبلغ عمرها (500) عام

درب السلامة للحول قريب .. مقولة لم أدر كنهها إلا بعد التوهان لأكثر من 10 ساعات ونحن في طريقنا إلى قرية الزريبة أو زريبة الشيخ البرعي كما يحلو للكثيرين تسميتها فالرحلة كما قال السائق لا تتعدى (5) ساعات بالطريق الترابي من ام درمان بدلا من طريق الاسفلت عبر مدينة الابيض او ام روابة ولما كنا في حاجة لاختصار الزمن فقد فضلنا الذهاب عبر الطريق الترابي الا أن سائقى الشركة المستأجرة والتى ضمت أسطولا من ست سيارات لم يكونوا يعرفون الطريق جيدا فكان أن تهنا لأكثر من ضعف المدة. تحركت السيارات في الرابعة عصرا وما أن غربت

الشمس حتى قللت السيارات من سرعتها نسبة لوعورة الطريق بالاضافة إلى انتشار الجمال والحمير في المكان فهي تتسبب في كثير من الحوادث المرورية وبحكم طبيعة المنطقة التى تمثل مناخ شبه الصحراء تنتشر الأشجار والأعشاب مما جعلها مأهولة بالسكان الذين يتوزعون على طول المسافة من ام درمان وحتى قرية الزريبة فكان لهم الفضل في توجيهنا إلى الطريق الصحيح، فبعد فقداننا للطريق الصحيح أصبحنا بعد كل نصف ساعة او أكثر نتوقف لنسأل عن الوجهة الصحيحة فإنسان هذه المنطقة لهم شهامة كبيرة وكرم فياض فالبعض يصر على أن يركب السيارة وقطع مسافة كبيرة ليوجهنا إلى الطريق ويعود إلى منزله بالرغم من الليل الحالك وانتشار الظلام الدامس وبعد أن بلغ بنا التعب مبلغه لاحت أنوار الزريبة وقد قاربت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل. توجهنا إلى مقر الاحتفال وهو افتتاح مجمع أنس بن مالك بقرية ام عشوش وهذه القرية تجاور قرية الزريبة ولا يفصلها سوى شارع صغير وكما قال لنا الأهالي فإن ام عشوش اولاد دوليب وهم الأصل والأقدم ويبلغ عمرها (500) عام بعدها جاءت الزريبة، وبعدها لاقت شهرتها من الشيخ البرعي الذى بنى بها مسجدا ومسيدا ضخما ولا يتعدى عمرها (98) عاما. ولنعود بالذاكرة قليلا فقد أثار قيام المسجد بالقرب من مسجد الشيخ البرعى الكثير من الجدل فقد رفض بعض النافذين في الزريبة بناء المسجد وحدثت صدامات أدت إلى إيقاف العمل فيه، بعدها تدخل الوالي وكانت وزارة الاوقاف قد صدقت على إقامته بعدها عاود العمل حتى اكتمل ويسع المسجد لأكثر من الفي مصلٍ ومبني على أحدث طراز وفى يوم الاحتفال وضع حجر الأساس لمدرسة أساس بالقرية وبئر ماء.
الإدارات الاهلية و(الأجاويد) قادوا صلحا بين القريتين المتجاورتين وتصافح الجميع وحضر الاحتفال ابن الشيخ البرعى بشير عبد الرحيم البرعى واولاد شيخ يوسف من الزريبة كما حضر الاحتفال والي شمال كردفان بالإنابة اللواء ركن محمد بشير سليمان ووزير الشؤون الاجتماعية صلاح الدين الهادى بالإضافة إلى أعيان المنطقة والادارت الأهلية وعدد من الأهالى من القرى المجاورة .
وفى أول خطبة جمعة بعد افتتاح المسجد قدم الخطيب الشيخ كمال الزنادي خطبة معبرة تحدث فيها عن التسامح والعفو والصفح وقال إن المسجد لا يمثل طائفة او جماعة بعينها ولكنه من أجل العبادة داعيا الجميع لترك الشحناء والعداوات وان يرجعوا إلى الله خصوصا أن شهر رمضان على الأبواب.
بعد افتتاح المسجد كان لابد من زيارة مسيد الشيخ البرعى وجدته يمتلىء بالزائرين من مناطق عدة من السودان وأنا أدخل على الضريح الذى وجدت به الكثير من الذين يتبركون بالضريح استأذنت الحارس في أن ألتقط صورا للمكان فلم يمانع، كذلك الزائرون لم يرفضوا التصوير كما كنت أتوقع، بعدها غادرنا المكان متوجهين في رحلة العودة إلى امدرمان لكن هذه المرة بصحبة دليل من الأعراب أوصلنا في سلام إلى امدرمان سالمين بعد رحلة شاقة في كثبان وأودية كردفان الغرة والتى تتزين هذه الايام بخريف مبشر وواعد

umashosh صحيفة السوداني
Exit mobile version