د.علي الحاج: لا يوجد أي خلاف مع علي عثمان وعلاقتي به كويسة

على غير الهيئة التي عرف بها قبل مفاصلة الإسلاميين الشهيرة عام 1999م؛ يتجول نائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي، علي الحاج، في أناقة شاب في العشرينيات، بشوارع العاصمة المصرية القاهرة، ويستقل مع إخوانه إبراهيم السنوسي وكمال عمر وبشير آدم رحمة وعلي شمار مايكروباص، ويتناول في شقة السنوسي بمنطقة المهندسين طعاماً سودانياً طال شوقه إليه، عبارة عن (كسرة بطماطم) قامت بإعدادها أمينة المرأة نجوى عبداللطيف وسط قفشات قيادات «الشعبي» وهي تعيد الذكريات.
داخل المايكروباص وأثناء تحركه من المهندسين إلى فندق ماريوت بالزمالك، قال علي الحاج لـ(الأهرام اليوم) عندما سألته عن عمره الحقيقي، ويكاد رأسه يشتعل شيباً: «خلوها مستورة»، ضحك الجميع على عبارته السياسية التي صارت ماركة مسجلة باسمه.
والمفاجأة كانت مدوية، عندما رد على (الأهرام اليوم) في حوار ينشر بالداخل إن علاقته بنائب رئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه، «كويسة»، وقال إن الأخير لم يهاجمه أبداً منذ انقسام الإسلاميين في العام 1999م، وكشف أنه أجرى اتصالاً بعلي عثمان قبل أربع سنوات بعد الحادث الذي تعرض له في السعودية، وأكد أنه ليس هناك أي خلاف مع علي عثمان وأنه يتعامل معه بسلاسة، قبل أن يستطرد: «هذه أول مرة أقول هذا الكلام: في أبوجا الأولى 1992م، دعاني علي عثمان بصفته نائب الأمين العام في بيته وقال لي: بكرة الوفد ماشي برئاسة محمد الأمين خليفة ولكن أنت المسؤول الأول وأنت المسؤول عن هذا الملف. وعندما تم تعيينه نائباً أول للرئيس أنا أول واحد ذهبت إليه في الخارجية وتحدثت معه وباركت له، وعلاقتي معه بعد الانقسام كويسة وعندما وقع له حادث في السعودية قبل 4 سنوات اتصلت به وكان رئيس لجنة طريق الإنقاذ الغربي ولم يهاجمني بأي شيء».
علي الحاج يرتدي قميصاً «نص كم» ويزحف البياض على شعره الأسود بعد أن أمسك بملفات عدة ومهمة منذ تسلم الحركة الإسلامية للسلطة، ويبدو غير مبال بالاتهامات التي طالته.
الرجل ما يزال شاباً وملماً بتفاصيل الأحداث، ويتذكر التواريخ والمواقف السياسية بذاكرة مدهشة. ويحكي عن موقف طريف مر به في مدينة سنار عندما جاءته حالة ولادة متعسرة ومستعجلة قبل موعد الإفطار في شهر رمضان، لاحقاً صارت المولودة طبيبة الآن وقد زارته وأبلغته شكرها.
مارس علي الحاج مهنة طب أمراض النساء والولادة بعد تخرجه من كلية الطب جامعة الخرطوم منذ 1967 وحتى 1980 حينما صار وزيراً بإقليم دارفور، وقال علي: «أشعر بحنين إلى مهنتي بعد أن كنت طبيباً في زالنجي والجنينة وحلفا الجديدة وقارسيلا وسنار وكركوج والسوكي وفي مستشفى الملكة بأيرلندا الشمالية ولندن».
Exit mobile version