وهناك ولي الأمر الذي يقتصر اهتمامه على مسيرة العيال الأكاديمية على “البرستيج”، فهو قد لا يعرف الكثير عن مستوى العيال الأكاديمي، ولكن ما أن يصل احدهم الى بداية المرحلة الثانوية حتى ينثر ولي الأمر “الحكيم” درره: لازم تدخل القسم “العلمي” لتكون أول شخص في العيلة يدرس الطب.. لا تستطيع ان تقول لولي أمر كهذا: إحنا فين والطب فين؟ لسه بدري!! لأنه غير معني بميولك وقدراتك، لأن المهم عنده ان تكوني او تكون أول شخص في العائلة “يطلع دكتور” (إياك عزيزي الطالب أن تقول لولي أمر من هذه النوعية: ولماذا لم تصبح أنت رائد العائلة في مجال الطب؟ .. ولا تكن مثل الولد الذي قال له أبوه: عندما كان جورج واشنطن في مثل عمرك كان الأول على دفعته في المدرسة فرد عليه: ولما كان في مثل سنك يا أبي كان واشنطن قد أصبح رئيسا للولايات المتحدة).
وكونك يا ولدي/ بنتي لا تجد التحفيز والتشجيع داخل البيت، ولا تجد من يهتم بمسيرتك المدرسية، لا ينبغي ان يكون ذريعة للاستهتار بدراستك ومستقبلك، بالعكس ينبغي ان تغوص في أعماق أعماقك لتجد الحافز الذاتي للنجاح، فإذا نجحت فأنت تخدم نفسك، وبالمقابل فإنك إذا فشلت ستهدم نفسك.. بنات وأبناء جيلي لم يكن لديهم سوى التحفيز الذاتي.. كان أبي مدركا لأهمية التعليم ولكن ولكونه أميا فإنه لم يكن يعرف ما إذا كان الكتاب الذي أمسك به مدرسي او ديوان نزار قباني (وكان في زماننا بمثابة قناة فضائية تبث الفيديو كليبات ال………..).. بل لم يكن متحمسا لالتحاقي بالجامعة لأن الشهادة الثانوية كانت تكفل وظيفة محترمة، ولكننا كنا نستذكر دروسنا بحماس بمصابيح الكيروسين، ونخوض الامتحانات بعد الاستعداد الكافي لها من دون ان يضطر أحد الى نصحنا او زجرنا لنقوم بذلك.
لا تبحث عن شماعة منزلية تعلق عليها تقصيرك، فمن يأكل بضرسه ينفع نفسه.
أخبار الخليج – زاوية غائمة
jafabbas19@gmail.com