إتحادنا في اتحادنا

[ALIGN=CENTER]إتحادنا في اتحادنا[/ALIGN]كل التجلة والتحية لك…
أحاول مراراً وتكراراً أن أهرب من الكتابة عن المهنة البيطرية وما يحيط بها من مرارات، ولكن أجد نفسي أكتب بعد أن يجذبني الدكتور/ عوض الجاز حين يتحدث عن الصادرات غير البترولية ويضع على قمتها الثروة الحيوانية فيتلمس فينا مواضع (الوجع) المهني.. تم تأتي مقالاتك لتحكي بعض الواقع قتزيد من قوة الجذب، فما كتبتينه في الأسبوع السابق وتساؤلك عن اتحاد عام الأطباء البيطريين برئاسة بروف نشهد له بكل خير وعفة، دفعني أن أكتب إليك وأن أشارك برأي لأنه (الوجع) الذي بداخلنا والذي أصابنا فأقول:-

من أفكار الإنقاذ وبعد تشكيل نقابة (المنشأة) لتستوعب شرائح النقابات، ولتحمل محل النقابات (المطلبية) و(النضالية)، تشكلت إتحادات مهنية لتساهم مع غيرها من منظمات المجتمع المدني في إيجاد حلول لكثير من المشكلات المهنية، وحتى لا تسيطر المهنة على نشاط النقابات ولصياغة المجتمع المدرك لحقوق الوطن والمواطنة.

ضبطت الإنقاذ هذه الإتحادات بقوانين وتشريعات تنظم عملها، فكان قانون تنظيم الإتحادات المهنية لسنة 2004م بجانب قوانين داعمة لها كقانون العمل لسنة 2001م، وقانون الإجراءات المدنية لسنة 1983م وأصدرت الإتحادات المهنية لوائح لنظامها الأساسي، كل هذه المضابط القانونية تحدد عند انتهاء دورتها (خمس سنوات)، تتحول إلى مكاتب تمهيدية تقتصر مهامها في التحضير لإجراءات الانتخابات، ولا يجوز لها أن تتحدث باسم أصحاب الحق ولا تمثلهم داخلياً أو خارجياً حتى لا يتحول الأمر إلى انتحال شخصية الغير، كما لا يمكن التفويض لهم من أي جهة غير العضوية.

حدد النظام الأساسي لاتحاد عام الأطباء البيطرين الدعوة للمؤتمر العام في فترة لا تتجاوز شهرين من تاريخ انتهاء دورته، ومازلنا في جدال وسجال لأكثر من خمسة أشهر، والسبب أن الإنقاذ جاءت لصياغة مجتمع الفضيلة ونكران الذات والتسامي على الصغائر والمناصب الزائلة.. ولم تضع الإنقاذ في حسابها أن مواقع الإتحادات والنقابات هي مكان لشغل الوظائف والتمتع بالامتيازات، لا نسعى أبداً لهدم ركن قد بنيناه، أو جلب الحزن لإنسان قد أسعدناه، أو الشماتة على صديق قد كبتناه، ولكننا في انتظار الفرج من الله.. وهو باب لأجر عظيم.

إننا نؤمن أن هناك علاقة دائمة وصداقات دائمة وأخوة دائمة، بل ومصالح دائمة بين المهنيين، وإننا باعتبارنا أطباء بيطريين، لن ننزلق أبداً إلى أساليب التهجم والردح السياسي والاستقواء بالنافذين وشخصنة الخلاف والتقليل من قيمة الغير. ولم ولن نقع أبداً في فخ الاستفزاز.

إن قضية إتحاد الأطباء البيطريين واضحة وعلينا أن ننتقل من مرحلة (الوعي) إلى مرحلة (الانتباه)، والنفوس دائماً متطلعة إلى النهايات والأواخر، ولهذا قال موسى للسحرة أولاً (ألقوا ما أنتم ملقون)، فلما رأى الناس فعلهم تطلعوا إلى ما يأتي بعده.

إن سياسة القبول بالاحتواء أو الدخول في معركة الإقصاء قد تقود إلى ممارسة الفوضى المهنية وفوضى التلاسن والإقصاء له ثمنه.. باعتبارنا أطباء بيطريين نعرف ما نريد ونقدر ونثمن الدور الذي يضطلع به أصحاب الشأن لتعزيز الوئام والانسجام بفئة البياطرة، ولكن الموجة هذه المرة عاتية والجو مشبع بالضيق والحيرة، ومزدحم بتطلعات لاتحاد متحرر لا يقبل المزايدة على قيام الانتخابات.

إننا نريد أن نقدم أدواراً جديدة ولكن ليس بآليات قديمة، إننا نعيش في زمن اقتصاد المعرفة بكل جوانبه وننظر إلى إسهامات هؤلاء الرجال في استشراف المستقبل والمحاولات العملية لتجاوز واقع الإنقسام.

ولك الشكر والتقدير..

سياج – آخر لحظة – 1355
fadwamusa8@hotmail.com

Exit mobile version