جاء في الخبر تبرير وزير الداخلية عن الجهة المسؤولة عن خطف الطفل وافادت الاخبار المنقولة هذه بأن الوزير اشار الى قبيلة من جنوب السودان تقوم باختطاف الاطفال لأنها تعاني عدم الانجاب.
أولاً نحسن الظن بكل ما جاء في كلام السيد وزير الداخلية الذي له لقب يسبقه دائماً يشير إلى تخصصه الشهير بالدقة فهو دائماً مسبوق بـ (مهندس)… أي أن وزير الداخلية شخص له مهنة تتطلب الدقة في التفكير والتنفيذ قبل أن يكون الرجل الذي حمله الرئيس المشير البشير مسؤولية أمن السودان الداخلي، وعليه فمن سياق الكلام كان غرض المختطفين هو تبني الطفل وليس بغرض ارتكاب جريمة بشعة.
وما دام وزير الداخلية ابراهيم محمود حامد قد نطق فلابد أن يكون نطقه ليس من فراغ، فسعادة الوزير ليس بالجهة التي تجوب الشوارع والأحياء بل هناك من قام بجمع المعلومات الوافية وعليه تحدث الوزير حسب المعلومات المتوفرة لديه. وهذه المعلومة ذات جانبين: أمني واجتماعي.
وإذا صح ما قال وزير الداخلية المهندس ابراهيم محمود حامد بأن اختطاف الطفل وراءه قبيلة من جنوب السودان فلابد أن يتحرك كل من لديه طفل مفقود. وطبعاً ليس معقولاً استبساط المسألة والقول بأن الوزير قصد الحديث عن حادثة واحدة فقط، فلا يعقل أن يبنى أعلى هرم وظيفي في ثالث وظيفة سيادية بالدولة معلوماته على حدث واحد فقط.
الملاحظ في هذا الخبر هو عدم الاشارة إلى بدء القبيلة الجنوبية التي نسبت اليها عملية الاختطاف فعلتها تلك… فهل بدأت القبلية الجنوبية هذه عمليتها بهذا الطفل أم أنها كانت تمارسها خلال كل الفترة السابقة؟. وما مدى متابعة وزارة الداخلية لنشاط تلك القبيلة في ولاية الخرطوم؟، وكذلك لم يتضح لي في الخبر أن وزارة الداخلية لها مساع حميدة تحمي بها سكان الولاية فما دامت القبيلة تعاني عدم الإنجاب فالمسألة لن تنتهي بإعادة طفل الأزهري فالأسباب لا يمكنها الزوال ما لم تنته المسببات.
ولا ننسى التوقيت الذي ظهر فيه هذا التصريح فكون وزارة الداخلية لم تعلن من قبل وجود قبيلة جنوبية تختطف الأطفال ما هو -حسب رأيي الذي سيلقى القبول عند الكثير- سوى خطورة الجنوبيين على الأمن، وبالتالي فمن الطبيعي لكل شخص عاقل تجنب أمثال تلك القبائل. والأهمية ليست للتصريح فقط بل لمنصب الشخص الصادر عنه.
وما لم يصدر نفي، وفي نفس الوقت لا انفي وجود قبائل في الجنوب تقوم باختطاف اطفال غيرها، من وزارة الداخلية فهذا الكلام غير دقيق فعلى السيد وزير الداخلية تحديد اسم القبيلة الجنوبية تلك وكذلك فالشعب السوداني بحاجة إلى معرفة متى نقلت تلك القبيلة نشاطها ذلك الى العاصمة القومية فالكلام مخيف أكثر من كونه زرع إطمئنان في القلوب.
لويل كودو – السوداني
15 مايو 2010م
grtrong@hotmail.com