بعض قضائنا شقيقتي وأنا الساعات في الخم والتكييس، تذكرت حوجتي (البريستيجية) لموبايل جديد بديلا عن قديمي الذي كثيرا ما عايرتني به أخواتي بأنه فاضحني ولا يتناسب مع (الأملة) والشهرة البقيت فيها وكده، ومع توافق رأيّ مع رأي صديقتي منى أبو زيد في رفض تقييم الناس حسب موديل الموبايل ورقمه الخاص، إلا أني لم أجد مناص من أن استجيب لالحاح شقيقاتي بأن ( اشتري ليك موبايل زي الناس) .. تركنا العيال وأكياس مشترواتنا في عهدة زوج شقيقتي وعرجنا على محل الموبايلات، وبما أن التعب كان قد تمكّن مني شر مكنة وصرت أجرجر وأكش في كرعيني كشا، فقد طلبت شقيقتي من صاحب المحل (الزلمة) بأن يتفضل بإعطائي مقعدا لاريح اقدامي أثناء المبايعة قائلة:
لو سمحت مقعد عشان أختي دي مريضة وتعبانة شوية.
رفع إلي مقعدا خفيفا بعد أن ردّ عليها في سخف:
ما دامة مريضة ليش بتخرج من البيت؟
ساءتني مساختو البدون سبب ولكن شقيقتي بطيبتها وبساطتها تبرعت له بشرح قصة حياتي من المرض لـ سفر المانيا ولغاية جيتنا أبو ظبي عشان ننكسي ونشتري موبايل من جناب حضرتو .. وبعد أن انتهت من شرحها التفصيلي انحنت على الفترينة وسألته عن اسعار بعض أنواع الموبايلات فما كان منه إلا أن صفعنا بالثانية قائلا:
ما هيّا الاسعار محطوطة قدامك .. كل جهاز تمنو مكتوب عليه.
لم اتمالك نفسي من أن أساله في استياء شديد عن السبب في فظاظته واسلوبه السخيف فاجابني في صلف:
لو كل واحد يجي على المحل يسألني عن الاسعار .. مش حا نخلص!
يخلص من شنو؟؟ وهو ذاتو شغلتو شنو غير التفاهم والمبايعة .. أصريت على الانسحاب دون شراء بينما تلجلجت شقيقتي بيننا في محاولة للتوفيق .. غادرت المحل بسرعة ليصادفني زوج شقيقتي في الخارج، سألني عن ما اشتريته فأجبته باقتضاب عن واقعة الشكلة مع الزلمة، اندفع لداخل المحل مهتاجا ومتحنفش، بينما وقفت وشقيقتي في الخارج نسمع في العوة فقد قام زوج شقيقتي عفيت منو بأخذ حقنا كاملا من أب زلومة .. شبّعو سف وقرش ووراهو المكشّن بلا بصل عشان يفهم حاجة.
على طريقة فيلم المغني المصري شعبولة (مواطن ومخبر وحرامي)، لاحظت من خلال الزيارتين التي قمت بها للخليج من قبل ان الناس هناك ينقسمون لـ (زول وزلمة ومواطن) فـ الأزوال هم أهلنا الطيبين، والزلمات وهم عموم الشوام، ومن ثم اسياد البلد من المواطنيين .. كما لاحظت ذلك الصراع والتنافس الخفي حيانا والمعلن في كثير من الأحاين بين الأزوال والزلمات على الحصول على رضا وثقة الفئة الثالثة من المواطنين أصحاب المال والعقار والمتسببين في راحة البال .. كما أن هناك انواع من التحالفات فالمصريين يميلون للتعصب لـ خوة النيل ضد أهل الهلال الخصيب .. أما أهل السند وبلاد الهند وما جاورها من بلاد العباد فـ ناس مصلحة ساي .. محل ما توديهم مصلحتم بيمشوا معاها متخذين من فلسفة جحا ( كل الي يتزوج أمي .. حا أقولو يا عمي) منهجا وطريقة حياة، وان كان قد اشتهر عنهم بعض صفات الرطّانة العندينا من التعصب لبني جلدتهم فما أن يتبوأ هندي منصبا في موقع ما حتى يمتلي ذلك الموقع بالـ (ناهي مهبتكي).
لم اجني من حنفشتي مع الزلمة غير طيران فرصة القشرة بموبايل جديد وشماتة (أبلة ظاظا فيّا)، بعد أن كمّلتا القروش في الدلاقين وجيت حانفة وشي.[/ALIGN]
لطائف – صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com