الإعاقات على اختلاف أسبابها، نفسية كانت، ذهنية، حسية (سمعية أو بصرية)، جسدية أو صحية فهي بحاجة إلى رعاية إنسانية واجتماعية وتربوية منذ الولادة أو منذ حدوث الإعاقة في مراحل النمو المختلفة. والرسائل التالية والتي بعث لي بها الأستاذ حسن تلخص حاجة ذوي الإحتياجات الخاصة لنا جميعاً في الوقوف إلى جانبهم تحقيقاً للعدالة الإنسانية وتنفيذاً لمباديء الرحمة التى نادت بها كل الشرائع وإسهاماً في عملية البناء بما لهذه الشريحة من دور في النهوض بالأمم.
الرسالة الأولى : إلى المجتمع عامة والمسئولين خاصة
ذوى الاحتياجات الخاصة إنسان كسائر البشر له إحساسه و كيانه و تفكيره بل بسبب معاناته ممكن أن يكون اكثر إحساسا وهو إنسان طموح كسائر البشر لا يحب الهزيمة لا يحب نظرات العطف و الشفقة، فقط يحتاج إلى من يفهمه و يمد له يد العون و يفتح له الباب على مصراعيه .
صعوبات تواجهنا :
دراسيا : يعني أن تتيسر لذوى الاحتياجات الخاصة أن يدرس كل المراحل الدراسية بدون أي عوائق ومن هذه العوائق وضع ذوى الاحتياجات الخاصة في الفصول التي تتواجد في الأدوار العليا. أو رفض بعض المدارس من استقباله نظرا لحالته .
عمليا: هناك بعض المشاكل بل هي العائق الأكبر في تيسير حياته ودمجه مع الآخرين و اسميها اكبر لانه بعد عناء سنين الدراسة الطويلة و الجد والاجتهاد و الطموح و النظر للمستقبل بعيون متفائلة نجد الأبواب تغلق في وجهه و يجد أن الجميع يرفض توظيفه بسبب إعاقته بالرغم من أن الكثير من تلك الوظائف لا تحتاج إلى جهد اعني أن يكون على مكتبه يشتغل مثلا أو في مختبر أوأو أو الكثير من الوظائف التي تصلح لحسب الحالة و لكن للأسف لا بد من رفضه هكذا و بدون أن يضعوه تحت التجربة و كأنهم كلهم ثقة انه لا يصلح .
والله إني رأيت البعض منهم يعمل و كأنه سليم بل افضل من السليم و البعض منهم من درس و أخذ الشهادات العالية بكل جدارة . بينما نجد من ليس له عاهة أو عذر وشهادته أقل رفعة من ذوى الاحتياجات الخاصة و بالرغم من هذا يكون هو الأولي بالوظيفة .
فمن يا ترى يستحق اكثر ؟ إلى متى سنظل متشائمين في التفكير ؟ إلى متى سنظل ننظر للأمور ظاهريا ؟ متى يرتقي تفكيرنا ؟
متى نفهم و نعي أن هذا ذوى الاحتياجات الخاصة أو أي مبتلى ممكن أن يكون محظوظ اكثر من سائر البشر لأنه فاز بحب الله. ألم يقول الرسول صلى الله عليه و سلم : إذا احب الله عبدا ابتلاه .. إذن من يكره هذا الفوز العظيم ؟ لذلك أحب أن أقول و كلي أسف إن هذه الفئة لم تأخذ من الناس حقها و لو قليلا بل حقهم مهدور . و لا ننكر أن الدولة فى اعلى مستوياتها خاصة وزارة الرعاية الاجتماعية تتحدث عن هذه الفئة الا ان بعض من هم على وظائف الدولة لايطبقون ماتقوله الدولة وهذا لا يكفي . بل ان بعضهم يحارب من السلطات المحلية فى رزق يومه عبر مايسمى ( بالكشات ) لكما ان الاجهزة التى يحتاجونها باهظة الثمن واذ قدر لااحدهم ان يطلب جهازا” من اهله او معارفه بالخارج لايوجد استثناء من الجمارك على جهازه سواء عجلة او كرسى ( معاق ) بالرغم من وجود القانون المسخر ولكنه غير مفعل .
كيف يعقل هذا ؟ هذه أشياء ليست ثانوية بل أساسية بالنسبة لذوى الاحتياجات الخاصة . فأحيانا لا يستطيع الحركة أو التنقل أو الجلوس إلا بواسطة تلك الأجهزة. فيجدها غالية و دخله أو راتبه لا يسمح له باقتنائها. هذا غير أن البعض منهم لا يستلم أي إعانة من الدولة . و يحق له ذلك و لكن عليه أن يقدم معاملات وينهي إجراءات طويلة عريضة . و الله هذه قسوة عليهم ، أليس كذلك؟
و لا نغفل على البعض من ذوى الاحتياجات الخاصة حالته الصحية لا تسمح له بالعمل أليس من المفروض أن يصرف لهذه الفئة رواتب شهرية تعينه . و الله إن هناك من يأتيه من الدولة بعض الأموال أو سيارات أو منحة ارض أو بيتا. و هم لا يستحقون ذلك و إنما عندهم القدرة على الحديث والتأثير على المسئولين . أليس ذوى الاحتياجات الخاصة أحق بذلك و بدون إجراءات مملة ؟
أتمنى أن نتكاتف شعبا و حكومة في مساعدة ذوى الاحتياجات الخاصة الإنسان، و نمد له يد العون . فهناك أمور ليتها تطبق على ذوى الاحتياجات الخاصة و بدون أي تقديم معاملات و تصعيبها. مثلا :
أن يصرف لكل ذوى الاحتياجات الخاصة ذكورا و إناثا موظف أم طالب إعانات شهرية تعينه و تساعده في حياته و تؤمن له الحياة المستقرة . أيضا أن يصرف لكل معاق ,وسيلة حركة . أن يتعالجوا ويسافروا على حساب الدولة . أن تسهل أمور الدراسة و التوظيف لهم كحال الأسوياء . أن تسهل دخول المعاق للمواقع الحكومية . أن تطبق لوائح المعاقين في الأماكن العامة بصرامة فهذه أماكن خاصة بالمعاقين ( على سبيل التمثيل والتوضيح ) فنجد من يقف فيها أسوياء بلا رقابة ولا محاسبة ؟!!! .
و هذا كل الذي اعنيه لكي يعيش حياته باستقرار بعيدا عن اليأس، عندما يشعر انه يستطيع أن يعيش حياته بعيدا عن المصاعب الأفلاك (ونواصل)..
مدخل للخروج:
وعندما تجلجل السماء يهطل المطر.. و يعلم الفقير أنه الغنيُّ و القويُّ أنه الذي لأجل لحظة المخاض
عاش ينتظر.. بكفه الدعاء وجهه النقاء صدره السماء صوته القدر.. سيسقط الجدار بيننا.. ويخرج النهار من عيون شعبنا.. فينهض البشر.. اؤلئك الذين يحلمون بالكساء.. هؤلاء من لأجل عيشهم يمدّدون في العراء.. يلهثون خلف قطعة الرغيف يحتمون بالرصيف و الشجر..
معز البحرين
عكس الريح
moizbakhiet@yahoo.com