— * انتهت الاحتفالات وبدأ العمل كيف ترون التحديات التي ستواجه دولتكم الجديدة؟ – طبعا بعد أن تم تعييني نائبا لرئيس جمهورية جنوب السودان وأدائي القسم وآداء الوزراء أيضا القسم كأعضاء في حكومة تسيير الأعمال بدأ العمل, وكلفني الرئيس بالسفر إلى نيويورك لحضور إجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة ومجلس الأمن, حيث نتوقع في هذه الاجتماعات قبول عضوية دولتنا الجديدة في المنظمة الدولية, وهذا هو أول تكليف لي من رئيس الجمهورية. بالفعل انتهت الاحتفالات وتطلعات الشعب السوداني الجنوبي عالية وهو يتوقع أننا يجب أن نوفر له الخدمات الأساسية وأن نغير هذا المجتمع من مجتمع متخلف الى وضع آخر متحضر ومجتمع منتج خاصة أن هذه الدولة لديها موارد كثيرة، موارد مائية وزراعية وبترولية ومعادن وطاقات وماشية ويقتضي علىنا تحويل هذه الموارد الى ثروة لتطوير المجتمع والى أن يتم تشكيل الحكومة المسئولة نعرف أن توقعات وتطلعات شعبنا كبيرة وهذا الشعب عانى كثيرا.
* هل ستكون الحكومة قومية ممثلة لكل القوى السياسية في الجنوب كما وعدتم قبل الاستقلال؟ نعم سنستوفي كل الشروط وسنتشاور مع كل الجهات المعنية من أحزاب ومجتمع مدني. * ألن تكون الحركة الشعبية هي المهيمنة في المرحلة المقبلة؟ – نحن نريد حكومة قومية عريضة تستطيع جمع الناس على صعيد واحد وتبدأ عملية جادة وتخلق نوعا من الوحدة بيننا.
* وقعتم في السابق إتفاق سلام مع الجنرال جورج أطور أحد أبرز القيادات المتمردة بالجنوب وحاولتم مع آخرين غيره وفشلتم, هل ينجح العفو العام الذي أعلنه الرئيس سلفاكير مؤخرا في أن يحقق نتيجة؟ – كنا قد وقعنا الاتفاق مع أطور والجنوب إقليم ونحن الآن دولة مستقلة والرئيس سلفاكير أعلن عفوا عاما عن كل من حمل السلاح ضد الحكومة ونتمنى من الجنرال أطور والجنوال بيتر قاديت أن يستجيبا لهذا العفو لنكون في موقف موحد. * وهل ستستطيعون تلبية مطالب باقي الأحزاب السياسية؟ – اجتمعنا كقيادات للحركة الشعبية مع قيادات باقي الأحزاب سواء في السودان الشمالي أو الجنوبي كان عصفا ذهنيا وكانت هناك موضوعات أساسية مترتبة على التغير الذي حدث في الواقع بانقسام السودان الى دولتين الآن من السودان القديم ولترسيخ الأمن والسلام والاستقرار في هاتين الدولتين يجب مشاركة الأحزاب السياسية في عمل شعبي في كل قطر ونحن من جانبنا في حكومة جمهورية السودان الجنوبية الأحزاب السياسية جزء من الدولة ونسعى للحوار معها.
* ماهي أولوياتكم فيما يتعلق بتحدي التنمية ومن أين ستبدأون؟ – الأولويات هي إنشاء الطرق وتحسين الزراعة وتحويل الزراعة الى عمل تجاري يستقطب الرأسمال الأجنبي كاستثمار في هذه الدولة الوليدة.
* وماذا بشأن التحديات الاجتماعية… التعدد الإثني والعرقي والقبلي والثقافي والديني كيف ستعالجونه وكيف تبنون هوية قومية بجنوب السودان؟
– إن التعدد الإثني ليس تحدياً كبيراً لأننا ظللنا نعيش هنا متوحدين رغم تعددنا الإثني, وقررنا أن نكون دولة وهناك قبول واعتراف بالتعدد الإثني والثقافي والديني والقبلي واعتبارها عوامل قوة وليست عوامل ضعف ونحن نقر بوجودها. * بعض المحللين يرون أن جنوب السودان قد يتحول الى رواندا أخرى؟ – سنخيب أملهم… وكما رأيتم في الجنوب بأنفسكم الأوضاع ليست هكذا.
* يقولون إن ما كان يوحد الجنوبيين هو عداؤهم للشمال والآن سيتفرقون؟ – كلا.. العداوة لاتوحد الناس, نحن نعم كان هناك صراع بين الشمال والجنوب لكن لايعني هذا أن مايوحد الجنوبيين هو العداء مع الشمال, لقد احتفلنا معا كقيادات شمالية وجنوبية وغنينا معا ذات الأغنية وليس هناك أي مشاعر عدائية وكنا مرتاحين, وحقيقة ستكون هناك علاقات قوية بين السودان الشمالي والسودان الجنوبي. * رغم القضايا العالقة الكثيرة بين الجانبين؟ – الآن هناك دولتان وسنتحاور من أجل الوصول الى نتائج مرضية للطرفين.
* قلت في تقديم الرئيس البشير في حفل استقلال الجنوب أنه رجل شجاع وحكيم ودخل التاريخ… هناك أطراف جنوبية قد تختلف معك في تقييمك ولاتبادله ذات المشاعر؟ – إن رأيي كان يعكس أغلبية آراء أهل الجنوب, هو شجاع, فالسودان حكمه آخرون قبله هل كانوا بنفس شجاعته للوصول الى إتفاق سلام مع الجنوب؟ ولكفالة حق تقرير المصير لشعب جنوب السودان لم يفعل أحد ذلك قبله, وشجاعته هذه سيكون من نتائجها السلام والاستقرار بين الشمال والجنوب والوحدة مع الحرب خير منها الإنفصال مع السلام.
* في اليوم التالي لإستقلال الجنوب أعلن الرئيس البشير أنه قد يلجأ الى السلاح من أجل حسم قضية أبيي… كيف ترى ذلك؟ – الحل لأزمة أبيي حل سلمي وليس حلا عسكريا, لأننا كما تركنا الأمرلشعب الجنوب ليقرر مصيره عبر استفتاء سيكون الأمر كذلك بالنسبة لشعب أبيي والخلاف الآن في أبيي من هم الذين سيتم استفتاؤهم في المنطقة بالإضافة الى السكان الأصليين من قبيلة الدينكا نقوك ولو مشى الناس لحقائق الواقع لأمكنهم حسم الأمر. * هل تصبح أبيي كشمير أخرى في السودان؟ – سنخيب أمل من يقول هذا أيضا.
* وماذا بشأن ترسيم الحدود؟ – هناك أماكن نحن متفقون بشأنها وهناك أجزاء من الحدود لانزال في حوار بشأنها وإن شاء الله نصل لاتفاق.
* وقضية البترول؟ – طبعا البترول في مناطق الجنوب هو من حق الجنوب والبترول في المناطق الشمالية هو من حق الشمال، وسنتوصل لصيغة نتفق عليها فيما يخص عملية نقل البترول عبر آلية الاتحاد الإفريقي والوساطة التي يقودها الرئيس الجنوب إفريقي السابق ثابو مبيكي. * وماذا بشأن ملايين المواطنين السودانيين الذين أصبحوا أجانب بين عشية وضحاها كشماليين في الجنوب وجنوبيين في الشمال؟ – المواطنون الشماليون الذين يعيشون في الجنوب ليست لديهم أية مشكلة وهم سيعتبرون سودانيين جنوبيين، الإشكالية في الخرطوم لأن بعض القوى الحاكمة في الخرطوم ترى أن السودانيين الجنوبيين في الشمال علىهم أن يعودوا الى الجنوب مع أننا تركنا الخيار للمواطن ذاته إن كان يرغب في العيش في الشمال ويصبح سودانيا شماليا وإن كان يريد الانتقال الى دولة الجنوب يصبح مواطنا جنوبيا… هل تتخيلون أن عائلة المناضل الوطني علي عبد اللطيف الذي يعيش في الخرطوم منذ مئات السنين ستعتبر جنوبية لأنها ذات أصول جنوبية وعليها أن تعود الآن للجنوب رغم أن هناك مواطنين سودانيين جنوبيين يسكنون الآن في مصر منذ العهد التركي المصري وهم الآن مصريون وإذا اختاروا العودة للجنوب سيصبحون مواطنين سودانيين جنوبيين. * إذن هذه أوضاع غير طبيعية؟ – نحن نقول في السودان> الفأس وقع في الرأس> والواقع يقول الآن إن السودان أصبح دولتين سودان شمالي وسودان جنوبي والعقل الحكيم يجب أن يحكم نظرتنا للأمور أكثر من العواطف والمشاعروأعتقد أنه لن تكون هناك مشاكل.
* هل يعني اختياركم لاسم دولتكم> جنوب السودان> أنه مازال هناك أمل في عودة شكل من الوحدة أو التكامل أو التعاون بين شطري السودان في المستقبل؟
– بالطبع سنلتقي مع إخوتنا في الشمال في المحافل الدولية والإقليمية وستكون بيننا علاقات ثنائية قوية أكثر من أية دولة جارة أخرى ونترك الباقي للأجيال القادمة.
* هل تعتقد أن انفصال الجنوب كان أمرا حتميا؟ ألم تكن هناك أية فرصة للوحدة؟ – نعم أعتقد أن الانفصال كان أمرا حتميا.
* لماذا؟
– لأن الحرب استمرت «55» عاما وسوء الحكم في الخرطوم أدى الى انفصال الجنوب.
* البعض يحمل الجبهة الإسلامية أو حكم الإنقاذ مسئولية جميع المشكلات التي حدثت للجنوب؟ – أنا لا أعتقد ذلك ولا أحمل الجبهة الإسلامية والتيار الإسلامي في السودان مسئولية فصل الجنوب الذي هو تعبير عن إرادة شعب الجنوب، ولكن أحب أن أشير الى أن جميع القوى الشمالية التي حكمت السودان سواء حزب الأمة أو الحزب الإتحادي أو الشيوعيين أو الإسلاميين مسئولون جميعا عن الأوضاع التي أدت لإنفصال الجنوب. * هل ستصبحون الدولة رقم «23» العضو في جامعة الدول العربية؟ – نحن الآن كحركة شعبية عضو مراقب بجامعة الدول العربية، ونحن الآن سنبحث في الصيغة التي يمكن أن نشارك عبرها في جامعة الدول العربية وسنكون إما بصفة مراقب أو بالصيغة التي نتفق عليها، لكن الحكومة في جنوب السودان لم تقرر بعد.
* وكيف تنظرون لآفاق التعاون بين دولة الجنوب والدول العربية؟ – مصر كانت ثاني دولة تعترف بالجنوب بعد السودان ثم كانت الإمارات هي الدولة الثالثة التي تعترف بدولتنا.. وتشاورت مع الرئيس الذي وجه الى تشكيل لجنة من خمس وزارات بقيادة وزارة الخارجية وتضم وزارات الاستثمار والتجارة والمالية لطرح بروتوكولات وتعزيز علاقاتنا الدبلوماسية مع الإمارات في أقرب فرصة، وهذه العلاقات موجودة بطبيعة الحال مع مصر وليبيا، ومصر حبيبتنا وسأزورها قريبا بعد تشكيل الحكومة وسنعمل على توطيد علاقاتنا معها في جميع المجالات ونحن نريد أن تكون لدينا علاقات طيبة مع الشعب المصري وستطبق اتفاقية الحريات الأربع بين مصر والسودان القديم في جنوب السودان ونحن كجزء من دول حوض النيل سنكون عنصر تفاهم وتقارب بين دول الحوض ومصر.
نقلاً عن الاهرام المصرية [/JUSTIFY]
صحيفة الرأي العام