والمرضى المصابون بالإيدز يحتاجون لهذه المعلومات التي تمكنهم من التكيف والتعايش مع المرض ومع الآخرين حوله وعدم انتقاله إليهم.
{ ما هو الإيدز:
– هو فيروس يهاجم خلايا الجهاز المناعي المسؤولة عن الدفاع عن الجسم ضد أنواع العدوى المختلفة وأنواع معينة من السرطان، وبالتالي يفقد الإنسان قدرته على مقاومة الجراثيم المعدية والسرطانات. فعندما يغزو الفيروس الخلايا المناعية الرئيسية المسماة الخلايا الليمفية T.lymphcyres ويتكاثر فيها، فإنه يسبب تدميراً لجهاز المناعة بالجسم مما يؤدي إلى حالة ساحقة من العدوى وهكذا يكون الجسم لقمة سائغة وفريسة سهلة للعلل والأمراض.
ويسمى هذا الفيروس «فيروس نقص المناعة البشري» «Human Immune -deficiency Virus» أو اختصاراً HIV.
والاسم العلمي لمرض الإيدز هو «متلازمة العوز المناعي المكتسب» أو «متلازمة نقص المناعة المكتسب» «Acquired Immune Deficiency Syndrome».
لا يوجد إلى الآن علاج يشفي هذا المرض كذلك الإصابة به تستمر مدى الحياة.
{ متى اكتُشف الإيدز؟
– تم التعرف عليه لأول مرة كحالة سريرية في عام 1981م على شاب مريض في الولايات الأمريكية.
وفي عام 1983م تم اكتشاف فيروس الإيدز في معهد باستير في فرنسا ومن ثم أمريكا في عام 1984م وأخيراً تم تشخيصه مخبرياً في عام 1985م.
{ ما معنى فترة الحضانة وما هي مدتها في مريض الإيدز؟
– يمر المريض بفترة حضانة وهي المدة الفاصلة بين حدوث العدوى وبين ظهور الأعراض المؤكدة للمرض، وفي الإيدز غير معروفة بدقة إذ يبدو أنها تتراوح بين 6 أشهر وعدة سنوات تصل إلى 10 سنوات.
وتكون في المتوسط سنة عند الأطفال و 5 سنوات في البالغين.
{ ما هي أعراض مرض الإيدز؟
ü بعد 3- 4 أسابيع من دخول الفيروس للجسم يعاني 50- 70% من المصابين من توعك وخمول وألم في الحلق يشبه الرشح أو الأنفلونزا وهي ليست خاصة بمريض الإيدز، واعتلال في الغدد الليمفاوية وآلام عضلية وتعب وصداع ويظهر طفح جلدي على الجذع، وقد لا تظهر أي علامات في هذه الفترة.
تستمر هذه الأعراض إذا ظهرت لمدة أسبوعين أو 3 أسابيع ثم تختفي ويدخل المريض في طور كمون، ويستمر طور الكمون من شهور إلى عدة سنوات يتكاثر خلالها الفيروس ويصيب أكبر كمية ممكنة من خلايا الجهاز المناعي.
وفي المرحلة التالية تظهر أعراض في شكل تضخم مستمر في الغدد الليمفاوية وتدوم على الأقل 3 أشهر مع عدم وجود سبب لهذا الاعتلال، ثم تتطور الحالة لتشمل المظاهر التالية:
– نقص الوزن.
– فتور وتعب.
– فقدان الشهية.
– الإسهال الشديد.
– التهابات وتقرحات في الفم والأغشية المخاطية.
– التهابات جلدية فطرية وبكتيرية.
– ارتفاع درجة الحرارة دون سبب معروف وغير مستجيب للعلاج.
– التعرق الليلي.
– تضخم الطحال والغدد الليمفاوية والكبد.
فإذا حدث ما تم ذكره من أعراض مزمنة فإن الشخص الذي يعانيها يعتبر مصاباً بما يسمى «مركب الحالات المتعلقة بالإيدز (ARC) Aids Related Complex.
وفي حالات أخرى تكون أول علامة للإصابة بفيروس الإيدز هي ظهور واحدة أو أكثر مما تسمى الحالات الانتهازية من العدوى (Opportunistic Infection).
ومن أكثر الحالات الانتهازية شيوعاً هي الحالة التي يكون فيها:
1. اللسان مغطى بنتوءات بيضاء وهو ما يسمى القلاع الفمي «oral thrush»
2. أو الإصابة بفطر الكانديدا candidiasis ويدل على تدهور جهاز المناعة، هذا بالإضافة للطفيليات المعوية.
3. الالتهاب الرئوي الناتج من الإصابة بطفيل يسمى التكيس الرئوي الكارنيني preumocystis carinii وهذا الطفيل يصيب حوالي 60% من مرضى الإيدز.
4. كما يوجد سرطان جلدي يكون نادر الحدوث في غير المصابين بالإيدز يسمى caposi sarcoma.
5. ومن الكائنات المرضية أيضاً فيروس البشتين- بار Epsteim- Barr Virus
6. وفيروس الهربس البسيط Herpes Simplex Virus.
7. وفيروس cyto megalo virus.
8. وبكتريا السل Myco bacterium Tuberculosis.
وقد يصاب بعض الناس بفيروس الإيدز ولا تظهر لديهم الأمراض الانتهازية السابقة الذكر، ولكن قد تظهر عليهم خلال سنتين إلى عشر سنوات أو أكثر أو بعد الإصابة بالفيروس.
{ ما هي مرحلة الإيدز:
– تمثل أسوأ مراحل العدوى وتظهر العلامات السابقة ولكن بصورة أشد وضوحاً مع وجود أمراض انتهازية وأورام خبيثة نتيجة للعوز المناعي.
وتظهر الأعراض على 25% من المرضى بعد مرور 5 سنوات على الإصابة، وعلى 50% من المرضى بعد 10 سنوات، وبعض المرضى تظهر عليهم الأعراض بعد مدة أطول.
{ العوامل التي تساعد على سرعة ظهور الأعراض.
– تكرار التعرض للعدوى.
– الحمل.
– الإصابة بأمراض تضعف المناعة.
{ كيف ينتقل الإيدز؟
– الطريقة الرئيسية للعدوى هي الاتصال الجنسي- الطبيعي أو الشاذ بشخص مصاب، ووجود أمراض جنسية أخرى يضاعف احتمالات العدوى. وتنتقل العدوى كذلك عن طريق:
– نقل الدم أو مشتقاته الملوثة بالفيروس.
– زراعة الأعضاء «كلية، كبد، قلب» من متبرع مصاب.
– استخدام إبر وأدوات حادة أو ثاقبة للجلد ملوثة مثل أمواس الحلاقة أو أدوات الوشم.
– عن طريق الأم إلى الجنين أثناء الحمل أو إلى وليدها أثناء ولادته أو عن طريقة الرضاعة الطبيعية «الثدي».
{ كيف يتم تشخيص الإيدز؟
– في عام 1985م أصبح من السهل الكشف على دلائل الفيروس في الدم حيث أمكن التحقق من وجود الأجسام المضادة لفيروس الإيدز، وهي بروتينات تنتجها خلايا دم بيضاء معينة عند دخول الفيروسات وهذه الأجسام المعتادة دليل على العدوى بالفيروس.
وتظهر الأجسام المضادة من 6- 12 أسبوعاً تقريباً من التعرض للعدوى ونلخصها فيما يلي:
1. EIA- ENZYME- IMMUNO ASSAY (HIV) ويعمل على عينات الدم واللعاب والبول.
2. ELIZA ويعمل على الأجسام المضادة في الدم.
3. PCR ويعمل على الانتجين.
4. WESTERN BLUT ويعمل على الأجسام المضادة.
{ التشخيص السريري:
– قبل الحكم النهائي على الشخص بأنه مصاب بالإيدز فإن لدى الطبيب اختبارات أخرى مثل حالة المريض وتاريخه الاجتماعي ومظهره الخارجي.
{ هل يوجد لقاح ضد فيروس الإيدز؟
– لم يتم حتى الوقت الحاضر اكتشاف لقاح ضد فيروس الإيدز. ومن أهم العقبات التي تعوق بلوغ هذا الهدف هي أن الفيروس يغير من تركيبه بصفة مستمرة من خلال تحوراته الخبيثة الماكرة التي يجريها في تركيبه الجيني يستطيع أن يراوغ الآليات الدفاعية للجسم الهادفة للتخلص من الخلايا المصابة.
{ ما هي طرق علاج الإيدز:
– منذ ظهور المرض اكتشف العديد من الأدوية للتحكم في هذا المرض. ويكتشف سنوياً في حدود 3- 4 علاجات جديدة لكنها وللأسف لا تقضي على المرض والفيروس المسبب إنما 1. تتحكم فيه فقط 2. تقوي مناعة المريض وتعينه على أن يحيا حياة طبيعية 3. تقلل من المضاعفات والالتهابات المصاحبة 4. تمنع انتقال الفيروس من الأم إلى الجنين أثناء الحمل والولادة. كما أن هذه الأدوية لها آثار جانبية وكذلك باهظة الثمن.
ومن الأدوية المستخدمة الآن: Nucleo side (A) ومنها:
1. Zudo vudine Retrovir والذي يسمى عادة (AZT) وهو أول عقار تمت الموافقة عليه رسمياً وأظهر فعالية في تقليل انتقال المرض من الأم للجنين.
2. بالإضافة للنيكليوسابد الأخرى: «اختصارات للادوية»
(c3)- (d4T)- (dd1)- (ddc)
وكلها بدائل لعقار (AZT) ويمكن استخدام كل منها على حده أو مع بعضها.
3. Interferon الانترفيرونات: وهي مادة كيميائية تنتجها خلايا الإنسان وحيوانات ثدية أخرى عند إصابتها للفيروسات والكيماويات الأخرى، وهذه تمنع انتشار الإصابات الفيروسية كما تمنع نمو الخلايا الخبيثة».
ولكن الأمل كبير في اكتشاف أمصال وتطعيمات فعالة.
{ لا تقرأ هذه النقاط:
– الإصابة بالإيدز لا تعني بالضرورة سلوكاً منحرف.
– لا خوف من الاختلاط العادي مع المرضى سواء في محيط الأسرة والعمل والمدرسة والنادي مع مراعاة قواعد السلامة.
– من الواجب التعامل مع المريض كشخص طبيعي ومراعاة الظروف النفسية والاجتماعية التي قد يمر بها.
– عزيزي مصاب الإيدز ننصحك بعدم الاهمال في متابعة العلاج والتي غالباً ما تعطى على شكل كوكتيل ثلاثي بغرض تقليل فرص مقاومة فيروس الإيدز.
– التأكد من تعقيم الأدوات المستخدمة في ثقب الأذن والختان والحقن وأدوات طبيب الاسنان والإبر الصينية والوشم. ويفضل استخدام أدوات وحيدة الاستخدام وإن لم تتوفر فيجب تعقيمها بغليها 5 دقائق على الأقل أو بغمسها في الكحول لمدة 15 دقيقة.
– عدم المشاركة بالأدوات الشخصية مثل فرش الأسنان وأمواس الحلاقة.
– تجنب الأبناء الظروف التي قد تؤدي الى تعاطي المخدرات بتشجيعهم على ممارسة الهوايات المختلفة وابعادهم عن رفقاء السوء.
– التوعية الصحية عن المرض ضرورية ضمن الحدود المناسبة للفئة العمرية والمستوى التعليمي.
– صغار الأطفال من 5- 8 سنوات
في هذه السن يحب الأطفال ان يسألوا عن الولادة والزواج والموت، وربما يكونوا قد سمعوا عن الايدز في برامج التلفزيون ويريدون السؤال. يجب طمأنتهم أن الايدز لا يصيب أحداً نتيجة الاختلاط المعتاد في الشارع والمدرسة. وهذه فرصة جيدة لتوعية الطفل حول المبادئ الصحية البسيطة كالنظافة وتلوث الجروح اذا لم تلق العناية الواجبة.
– مرحلة المراهقة من 9-12 سنة:
في هذه السن تبدأ تغيرات المراهقة ويهتم الصبي بجسمه ومظهره ويجب أن يعرف ما الذي يعتبر سوياً أو غير طبيعي، وينبغي للوالدين أن يتناولوا التطورات الجنسية في احاديثهم مع ابنائهم وضرورة اجتناب السلوكيات المنحرفة التي تعرضهم للعدوى بأمراض جنسية وتوعيتهم حول طرق العدوى بفيروس الايدز.
– ما بعد البلوغ من 13- 19 سنة:
في هذه المرحلة يتعرض الابناء لعوامل التشويش أو التناقض، وعلى الوالدين أن يؤكدوا لهم ضرورة الابتعاد عن السلوكيات المنحرفة والسيئة، مع شرح قيم الأسرة ومبادئ الزواج وتقاليد الحياة العائلية وانماط الحياة الصحية. ويجب أن يعرف الأبناء كيف ان السلوكيات المنحرفة فضلاً على أنها أمور تحرمها الأديان وترفضها المجتمعات فإنها تؤثر على قدراتهم الذهنية وسلامة تصرفهم، وبالتالي تعرضهم لعدوى الكثير من الامراض بما فيها الإيدز.
– عزيزتي المرأة: تكرار الحمل للأم المصابة وإرضاع المولود رضاعة طبيعية يؤدي إلى ازدياد عدد الأطفال المصابين بالإيدز في العالم.
– طلب إبراز الشهادة الطبية «خلو من الأمراض» وتشتمل الايدز والتهاب الكبد الوبائي للطرفين عند الزواج.
صحتك بالدنيا – صحيفة آخر لحظة
[email]lalasalih@ymail.com[/email]