[JUSTIFY]شهدت مدينة جوبا أمس، مراسم الإعلان عَن قيام جمهورية جنوب السودان بعد الإنفصال عن الشمال، ووقّع الفريق سلفا كير ميارديت الدستور الإنتقالي وأدى اليمين الدستورية كأول رئيس للدولة الجديدة، وجرى الإحتفال وسط إجراءات أمنية مشددة، وبحضور نحو (35) شخصية دولية في مقدمتهم الرئيس عمر البشير.وتَمّ الإعلان عن قيام الدولة الجديدة بعزف النشيد الوطني لجمهورية السودان قبيل الإعلان الرسمي للإنفصال، وتم إنزال عَلَم الحركة الشعبية من على تمثال د. جون قرنق زعيم الحركة السابق ليرفعه سلفا كير على السارية بعد إنزال عَلَم جمهورية السودان. وهنأ الرئيس عمر البشير، مواطني جنوب السودان بقيام دولتهم الجديدة، وقال إن وحدة السودان كانت هي الأفضل لأهل الجنوب والشمال، لكنه قال إن إرادة أهل الجنوب يجب أن تحترم وان الوحدة لا تكون بحرب. وقال البشير خلال مخاطبته إحتفالات إعلان دولة الجنوب بجوبا أمس، إن تقرير المصير أمر ليس راسخاً في القاموس السياسي العالمي، ولكننا أكدناه في مسار السياسة السودانية ومضينا في هذا المشوار رغبة منا وحرصاً على السلام. وطالب البشير، المجتمع الدولي بإلتزاماته تجاه شمال السودان وجنوبه، وقال: ندعو الرئيس الأمريكى باراك أوباما أن يَفِي بإلتزامه الذي أعلنه، برفع العقوبات الآحادية عن السودان، بما يفتح المجال لتطبيع علاقة بلاده بالسودان، وإثبات المصداقية والشفافية في التعامل الدولي. ودعا البشير لعلاقات جوار إيجابية ومتميزة مع الشمال، والمحافظة على الروابط النفسية والإجتماعية بين الشعبين في شمال السودان وجنوبه، وأشار إلى أن هنالك مسؤولية مشتركة على القيادات في الجانبين للمضي في بناء الثقة لإكمال الإتفاق حول المسائل العالقة بينهما. وقال إن نجاح أبناء الجنوب في إدارة دولتهم، نجاحٌ لنا، وإثباتٌ لقدرة الأفارقة على مُعالجةِ قضايَاهُم بأنفُسِهم. وأكد البشير أنَّ التحدي الحاسم، الذي يجب رَفعَهُ شعاراً، والعمل عليه حاضراً ومستقبلاً هو (الحفاظ على الأمن عبر الحدود خاصة على الشريط الحدودي). من جانبه أعلن الفريق أول سلفا كير ميارديت رئيس جمهورية جنوب السودان، العفو عن كل من حمل السلاح في الجنوب، ودعاهم إلى فتح صحفة جديدة والعمل من أجل بناء أمة جنوب السودان. وتعهد كير بمحاربة الفساد والتركيز على التنمية والعمل على جذب إستثمارات خارجية لتحقيق الرفاه الإقتصادي. وأكد أن الجنوب سيتعاون مع الشمال وسيكون خير جار وصديق له. وقال إنه سيعمل مع الرئيس عمر البشير لتحقيق سلام دائم بالبلدين. وأكد كير إلتزامه بالعقود والعهود الدولية، والقيام بالدور الذي يحدده القانون الدولي. وأعلن باراك أوباما الرئيس الأمريكي، إعتراف بلاده رسمياً بجمهورية جنوب السودان الجديدة بإعلان إنفصالها، وقال أوباما في بيان حسب (أ. ف. ب) أمس: أعلن بفخر أن الولايات المتحدة تعترف رسمياً بجمهورية جنوب السودان دولة تتمتع بالسيادة ومستقلة إبتداءً من 9 يوليو 2011م.
ووقع السودان ودولة الجنوب الوليدة أمس، إتفاقاً مشتركاً يقضي بقيام تمثيل دبلوماسي بين البلدين. وقال السفير العبيد أحمد مروح الناطق باسم الخارجية، إن علم السودان تم رفعه على سفارة السودان بجوبا كأول علم يرفع على سفارة دولة بجوبا، عقب إفتتاح مقر السفارة. إلى ذلك، كشفت مصادر مطلعة عن مشاورات متصلة تجرى حالياً بين الرئيس البشير وعلي كرتي وزير الخارجية بشأن إختيار سفير بمواصفات خاصة لدولة الجنوب، ورجحت المصادر أن يكون سفير السودان بجوبا سياسياً بجانب إلمامة بالنواحي الدبلوماسية، ولفت المصدر إلى أنه من المتوقع أن تكون العلاقات بين الخرطوم وجوبا سياسية أكثر منها دبلوماسية، ورجحت أن يكون أحد مهندسي إتفاق نيفاشا الخيار الأبرز لتولي مهمة رئاسة بعثة السودان بجوبا.[/JUSTIFY]