لم يكن سهلاً على جون أن يحبس دموعه وهو يستمع لإنشودة “أنا سوداني” الوطنية مع اقتراب إعلان انفصال دولته عن السودان الشمالي، انفصال حوّل احتفال وداع الجنوبيين العاملين في الإذاعة والتلفزيون الى كرنفال حزين ورقص أليم لم تزده المعازف إلا ألما.
التاسع من يوليو سوف يبقى الشمال شمالا ويمضي الجنوب ولن تبق سوى الذكريات والعلاقات الإنسانية التي نشأت في دواوين العمل والحياة العامة.
لكن ييل يفكر في المغادرة لمنح دولته الوليدة شيئا من خبراته التي اكتسبها خلال 14 عاما قضاها فنياً في تلفزيون الدولة الرسمي.
مشوار طويل امتد لأكثر من ثلاثين عاماً في دهاليز التلفزيون دفعت جون بالإيمانِ الكامل بسودانيته إذا ما ذهب الي الجنوب أو قرر البقاء في الشمال.
الآلاف من الجنوبيين يغادرون وظائفهم بعد فك الارتباط، لكن مشاعر الأسى لاتخفى على وجوه أشخاص وجدوا أنفسهم في مهب رياح التغييرات العاتية ذهبت معها عقود ٌمن العمل والاستقرار.
العربية نت