قال فيها ان النيل الأزرق وجنوب كردفان خط أحمر، رغم أن ما حدث قد حدث لكن ينبغي الا تطغى المجاملات في العمل السياسي، ان كان في الأمر مجاملة فعلى الدولة ان تجامل الأحزاب التي انسحبت او التي شاركت في العملية الإنتخابية ولم تحرز شيئاً، هل يكون قدر السودان ان يجاري الحركة الشعبية ويتقاضى عن أخطائها فقط لأنها وقعت إتفاقية أُوقفت بموجبها دماء الشباب التي سالت في الجنوب دفاعاً عن البلاد وهل يكون الثمن لحقن الدماء هو ما تفعله الحركة الشعبية على أيدي منسوبيها؟ ألم يكفها ما تفعله الآن من طفولة سياسية وتمرد على القوانين، الا يكفي ما يصدر من قادتها من تصريحات لا ترقى لمستوى قادة ومسؤولين هل تولي مسؤولية البلاد لعبة يمكن ان يأخذها من يأتي أولاً؟! إن إتفاق نيفاشا لم يجلب لنا سوى مزيد من العنف والدماء في دارفور وغيرها من المناطق بل جعل هذا الإتفاق كل حركة ومجموعة تريد ان تُعطى سلطة ومنصب دون وجه حق الا بالسلاح الذي ترفعه في وجه الحكومة وتقضي به على أهلها في القرى والفرقان… ان ما حدث في النيل الأزرق يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك ان التزوير المخل قد طال صناديق الإقتراع بالجنوب ويكفي ان قوات الحركة قد حرمت كل الأحزاب الأُخرى من الفوز ولو بمقعد بعد ان ظلت تداهم مراكز الإقتراع وتستولى على الصناديق بقوة السلاح، ان ما حدث في الجنوب لهو جزء صغير مما تنوي الحركة فعله في البلاد فهل تتعظ الحكومة القادمة من دلع وزراء الحركة الذين لا يحسنون سوى الإنتقادات عبر الفضائيات و(الحرد)من إكمال مهامهم الرسمية ضاربين عرض الحائط بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم، ثم الى متى يظل عرمان ومالك وباقان هم الذين يقررون وينفذون بعيداً عن المؤسسية التي تحكم كل عمل حزبي وسياسي، دون ان تتم محاسبتهم ثم يُطلون علينا مرة اخرى عبر وسائل الإعلام ليقولوا مالم يقله مالك في الخمر، قليل من التروي والحكمة لا نريد مساومة في قضية مصيرية مثل الإنتخابات وحكم البلاد وفصل الجنوب عن الشمال، ولماذا النيل الأزرق وجنوب كردفان أليس هاتان الولايتان شماليتين ام أنهما تتبعان للجنوب، ولماذا كانت الحركة تتهم غيرها بالتزوير وتسكت عن التزوير الظاهر في الولاية ثم تهدد وتتوعد ان لم يفز مرشحها، المضحك في الأمر أن آخر إجتماع للحركة أقرت فيه مواصلة النضال من أجل التحول الديمقراطي بالشمال وتنسى في غمرة هذه التصريحات الغريبة ما تفعله هي من وأد للديمقراطية وحرية التعبير بالجنوب، حري بالحركة ان تلتزم بإفساح المجال لغيرها في الجنوب وتمارس الديمقراطية ممارسة فعلية ثم تأتي للشمال، فليست الحركة ولا قادتها أوصياء على الشمال وإن كانت الحركة ترغب في ممارسة ديمقراطية حقة لماذا إنسحبت من سباق الإنتخابات وأصبحت تغرد خارج السرب، عموماً فإن كثيراً من تصريحات قادة الحركة لاتعني الشماليين في شئ فقط للإستهلاك الإعلامي والظهور المتكرر والممل عبر شاشات الفضائيات، ما يهمنا هنا هل هناك مساومة تمت ولماذا؟ ولأجل من؟
مرايا أخيرة:
الجبناء هم الذين يتسترون خلف الأقنعة وخلف الأسماء المستعارة وهم كالطبل الأجوف صوته عالٍ لكنه فارغ المحتوى، ومثل هؤلاء ندعوا لهم بالشفاء والهداية!!
مرايا – أمينة الفضل
aminafadol@gmail.com