قبل أن أستعرض جانباً من ذلك المخطَّط الأثيم الذي كتب عنه الرزيقي كتابة الواثق الملمّ بتفاصيل المؤامرة أودُّ أن أسأل: بالله عليكم تخيلوا حتى بدون أي مخطَّط ما تؤول إليه الأمور إذا غاب الرئيس عن المشهد السياسي اليوم، بالطبع لم أسأل المؤتمر الوطني خبير سياسة إطفاء الحرائق ورزق اليوم باليوم والذي لم يفعل في ظني، وإن بعض الظن إثم، غير أن حدَّد ما ينبغي أن يحدث من إجراءات دستورية تحدِّد من يتولى الأمر ريثما تجري انتخابات رئاسية لكن هل هذا يكفي لتأمين البلاد من فتن كقطع الليل المظلم تُحاك تفاصيلُها وتُنسج خيوطُها من قِبل أعداء ما سكنوا يومًا أو استراحوا لحظة في استهداف الشمال بغرض إخضاعه للمخطَّط الخطير الذي بدأ منذ أن بدأ قرنق حربه الأمريكية على السودان.
تقول ملامح المخطَّط التي أشار الرزيقي إلى بعضها إن الخرطوم ستكون ساحة للعمل الخطير والدموي وإن قطاع الشمال وتحالف من حركات دارفور المسلحة وبعض أحزاب المعارضة المملوءة بالحقد الأعمى في الداخل تستعد للنسخة الثانية المُعدَّلة من هجوم حركة العدل والمساواة على أم درمان ويتلخّص المخطَّط في قيام عناصر في الداخل مقسمة لخلايا دقيقة الترتيب والتنظيم تُشرف عليها كوادر مؤهلة من أحزاب عقائدية وعنصرية بالتحرُّك المتزامن مع قوات ربما تأتي من الغرب والشرق في ذات التوقيت الذي حُدِّد مرة أخرى لقوات عبد العزيز الحلو في جنوب كردفان لاحتلال كادقلي وإعلان مجلس وطني انتقالي على غرار النموذج الليبي ومن ثم الطوفان!!
بربكم هل من طوفان حقيقي أكبر من التسونامي الذي يمكن أن يحدث بالتزامن مع هذا المخطَّط إذا ذهب البشير إلى جوبا التي لطالما انتظرت هذه اللحظة التاريخية التي عبَّر عنها ذلك الشيخ التونسي وهو يمسح على رأسه ويقول «لقد هرمنا في انتظار هذه اللحظة التاريخية»؟! وهل من حلقة في ذلك المخطَّط أكبر من توقيف الرئيس حتى تكتمل الحلقات ويتحقق الهدف المنشود؟!
لقد والله خفنا من زيارة البشير الأولى للدوحة عقب قرار محكمة الجنايات الدولية وخفنا مرة أخرى خلال الزيارة الأخيرة للصين بملابساتها المزعجة لكن خوفي هذه المرة لا يقارَن بأيٍّ من الزيارتين الأخيرتين!!
يا جماهير الشعب السوداني ويا جماهير كوبر التي خرجت واعتصمت للحيلولة دون سفر الرئيس إلى الدوحة، أيها المؤتمر الوطني، أيتها القوات المسلحة السودانية، خوفًا على رئيسكم وقبل ذلك خوفًا على بلادكم امنعوا الرئيس من السفر إلى جوبا، فورب الكعبة إن الحركة الشعبية ليست حفيظة على حياة الرئيس وإن دولة الجنوب الجديدة ليست مأمونة على الرئيس وإن حكومة الجنوب ليست مؤهلة لحماية الرئيس كما إنها لا تملك أن تعصي لأمريكا أمرًا هذا إذا لم تكن ضالعة في المؤامرة!!
سيدي الرئيس لمرة واحدة في حياتك اُجبُن وخَفْ ليس على حياتك وإنما على بلادك وأمِّك الحنون وأنت تعلم ما يحدث لها إن أصابك مكروه!![/JUSTIFY]
الطيب مصطقى
صحيفة الإنتباهة